“أبو الهول” هو تمثال لمخلوق أسطوري بجسم أسد ورأس إنسان وقد نحت من الحجر الكلسيّ، ومن المرجح أنه كان في الأصل مغطى بطبقة من الجص وملونا، ولا زالت آثار الألوان الأصلية ظاهرة بجانب إحدى أذنيه، وهو تمثال لوحش أسطوري، تمَّ بناؤه من نحت قطعة صخرية ضخمة لها قاعدة مسطَّحة تتكون من الحجارة الكلسية المتراكمة، على شكل جسم أسد ورأس إنسان، ونرى نظرة غامضة في عينيه إلى المدى البعيد من أقاصي الصحراء، يستوطن هضبة الجيزة على الضفة الغربية من نهر النيل.
ويقال إن “أبو الهول” حارس الهضبة، وهو من أقدم وأضخم المنحوتات القديمة، ويعتقد أن من بناه هم القدماء المصريون في عهد الفرعون خفرع، وقد اعتقد لوقت طويل أن وجه “أبو الهول” يشبه وجه الملك خفرع، ويعتبره أثريون أنه “أقدم مريض في التاريخ”، نظرا لاحتياجه الدائم إلى ترميم، بسبب أنه نحت من صخرة ضعيفة في هضبة الأهرام قبل أكثر من 4500 عام.
حقائق عن أبو الهول
يتسائل البعض كيف تم بناء “أبو الهول”؟ وقد يتساءل البعض الآخر أيضًا متى تم بناؤه وفيم استُخدم، وفي حقيقة الأمر أنه يوجد بعض المعلومات الهامة عن “أبو الهول” والتي يجهلها الكثير:
أشار بعض علماء الآثار إلى أن تمثال “أبو الهول” قد تم نحته باستخدام الحجر الكلسي، وذكر البعض أنه كان مُغطى مُسبقًا بطبقة ملونة ولا زالت بعض آثار تلك الألوان موجودة حتى الآن حول أذن التمثال.
في بداية الأمر كان “أبو الهول” يمتلك أنفا كبيرا جدًا يبلغ عرضها ما يقرب من 1 متر، ولكن أثناء إحدى المعارك الحربية تم تدمير هذا الأنف على أيدي جنود نابليون وذكر البعض أنه قد تم تدميرها بواسطة البريطانيين.
يحتوي جسم “أبو الهول” على عدد كبير من السراديب، وأههما هو السرداب الموجود وسط ظهر التمثال، حيث أن فتحة هذا السرداب العليا يُغطيها باب معدني قابل للفتح والقفل، ولم يتمكن الكثيرون من التعرف إلى أين يؤدي هذا السرداب.
يمتلك “أبو الهول” بعض الأسماء الأخرى؛ حيث كان يُعرف قديمًا لدى المصريين القدماء باسم (بوحول)، وحينما جاءت الحملة الفرنسية على مصر، تم اكتشاف التمثال، حيث هبت عاصفة قوية أدت إلى اكتشاف جزء من التمثال، وهنا بدأ الاهتمام بإزالة الرمال والبحث من حوله حتى تمكنوا من إيجاد هذا التمثال الضخم وأطلقوا عليه اسم (بوهول)، وتم بعد ذلك تحريف الاسم إلى أن أصبح اسمه كما هو متعارف عليه اليوم “أبو الهول”.
يضم تمثال “أبو الهول” أيضًا في الجزء الأمامي سردابا يقع بين منطقة الصدر وبين لوحة الحلم (لوحة تحتمس)، وتم اكتشاف هذا السرداب بواسطة الإيطالي بارزي، وتبلغ سعة هذا السرداب ما يقرب من 5 أقدام مربعة، ويصل عمقه إلى ما يقرب من 6 أقدام، وهو مُغطى أيضًا بباب حديدي.
وفقًا لبعض الدراسات والأبحاث أشار علماء المصريات إلى أنه يوجد عدد من الأدلة التي تؤكد أن الملك خفرع (صاحب الهرم الثاني) والذي حكم مصر منذ أكثر من 4500 سنة هو الذي قد قام ببناء هذا التمثال بهذا الشكل، وأن رأس “أبو الهول” تمثل رأس خفرع.
أدت العديد من التقلبات الجوية مثل العواصف الرملية والرياح الشديدة وغيرها إلى تلف وتآكل بعض أجزاء “أبو الهول“، وخصوصًا في منطقة الرقبة وعند أقدام التمثال والجزء الخلفي أيضًا.
فيما سبق؛ كان يوجد أذن ملكية وحية أعلى رأس أبو الهول ولكنها ضاعت، وما زال هناك جزء منها في المتحف المصري وكذلك المتحف البريطاني.