هي الحادثة الأشهر في التاريخ المتعلقة بغرق السفن والمراكب، حادثة غرق سفينة "تيتانيك"، والتي راح ضحيتها غالبية من كانوا على متنها، والتي خلدت من خلال الفيلم الرائع الحائز على 11 جائزة أوسكار. ولكن وعلى الرغم من ذلك، هناك الكثير من الحقائق الغريبة عن تلك الحادثة، والتي لم يتم تسليط الضوء عليها بالشكل الكافي من خلال الفيلم أو الإعلام، وهو ما نفعله الآن عبر تلك النقاط. عند نشر خبر غرق السفينة العملاقة تيتانيك في الصحف، عنونت بعض الصحف الشهيرة مثل "الديلي ميل" البريطانية، و "ذا وورلد" بالقول : "تيتانيك تغرق، دون خسائر في الأرواح"، وهو ما اعتبر خطأ فادحا في تلك الفترة، ويشار إليه حتى الآن بأنه من أسوأ التقارير الصحفية التي خرجت على مدار تاريخ الصحافة الطويل، بينما اقتربت صحيفة "نيويورك تايمز" من الحقيقة قليلا، عندما ذكرت : "تيتانيك تغرق بعد 4 ساعات من اصدامها بجبل جليدي، وسقوط ضحايا". والحقيقة أن حادثة تيتانيك راح ضحيتها 1514 شخصا، بينما أنقذ 336شخصا فقط. عند ملاحظة الخطر المحدق بالسفينة، لم يكن أمام الضباط الموجودين على متنها إلا 37 ثانية فقط لإنقاذ الموقف قبل اصطدام تيتانيك بالجبل الجليدي. ويقال إنه لو كانت ملاحظة الكابتن للجبل قد جاءت مبكرا ولو بـ 30 ثانية فقط، لكان تم تجنب تلك الحادثة الأليمة من الأساس. في أحد مشاهد الفيلم، قال "جاك داوسون" الذي كان يلعب دوره الفنان الحائز على الأوسكار "ليوناردو ديكابريو"، إنه ذهب من قبل للاصطياد من بحيرة "ويسوتا" ، وهي بحيرة صناعية. المدهش أن تلك البحيرة قد وجدت في عام 1917، بينما كانت أحداث تيتانيك تدور في سنة 1912! كان من المفترض أن تكون أعداد قوارب النجاة أكثر من المتاح، ولكن قبطان السفينة "سميث" لم يقم بأخذ كل القوارب على متن السفينة، دون سبب واضح. الأسوأ من ذلك، أن قوارب النجاة المتاحة لم تأخذ أعداد كبيرة بما يتماشى مع مساحتها، بل حدث العكس، حيث جاء أول قارب نجاة ليحمل 24 شخصا بالرغم من قدرته على حمل 65، كذلك وجد قارب نجاة يحمل على متنه 12 شخصا فقط، على الرغم من أنه كان مهيئا لحمل 40 شخصا! بالرغم من أن السفينة "كارباثيا" هي التي قامت بإنقاذ بعض ركاب تيتانيك، إلا أنها لم تكن الأقرب لموقع الحادث، بل كانت سفينة "كاليفورنيان". حيث لاحظ أعضاء تلك السفينة بعض الأضواء في السماء، وهي الناتجة عن مشاعل الاستغاثة التي أطلقها الضباط الموجودين على متن تيتانيك، فأبلغوا قبطان سفينتهم بذلك، ولكنه للأسف لم يبد أي رد فعل، بينما لم تتلق السفينة أي رسائل استغاثة عبر اللاسلكي عن وجود حادثة، لأن عامل اللاسلكي كان مستغرقا في النوم! لم يكن المشهد الشهير من الفيلم، الذي قام خلاله العازفين بمواصلة اللعب على آلاتهم الموسيقية، من أجل تهدئة الركاب، من نسج خيال الخرج أو المؤلف، بل حدث بالفعل، وللأسف لم ينج واحدا منهم. اعتُبر أحد الناجين اليابانيين "جبانا"، عندما تم إنقاذه وعاد لوطنه سالما، لأنه لم يمت مع بقية الضحايا! كان من المفترض أن يكون رجل الأعمال الأمريكي الشهير ميلتون هيرشي، صاحب شركة "هيرشي للشيكولاتة"، على متن تلك السفينة، ولكنه ألغى رحلته في آخر لحظة!