انتشرت مؤخرا بعض التحذيرات المقلقة، الموجهة للآباء والأمهات في مناطقنا العربية، حيث تكشف عن صورة لطفل صغير مصاب بعينيه، قيل إنه بسبب انفجار أوردة العين نظرا لطول فترات لعبه بالهاتف، فما حقيقة تلك التنبيهات المخيفة؟.
الهاتف وأوردة العين
تحيط فكرة استخدام الهواتف والأجهزة الإلكترونية، من أجل ممارسة الألعاب مختلفة الأشكال، الكثير من الشكوك حول خطورة هذا الأمر على المستوى الذهني والعضوي أيضا، اليوم نكشف عن إحدى المنشورات التي يبدو أنها تثير مخاوف الآباء والأمهات بهذا الصدد.
يوضح المنشور الشائع مؤخرا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، إلى طفل يبدو أنه تعرض لإصابة خطيرة بالعين، حيث ترفق صورته المقلقة بتحذير موجه للآباء والأمهات كافة، يتحدث فيه الكاتب عن سر الإصابة التي لحقت بالطفل الصغير، والمتمثلة وفقا لرؤيته في انفجار بأوردة العين، نتج عن طول استخدام الطفل لهاتفه الذكي من أجل ممارسة الألعاب الإلكترونية.
لم يكتف المنشور المخيف بهذا التحذير الصادم، بل أكد ضرورة تنبيه الأطفال الصغار، مع محاولة إيجاد حلول بديلة لهم من أجل قضاء وقت ممتع ومسلي، دون أن يصابوا بما حدث للطفل الظاهر بالصورة، فما حقيقة هذا المنشور بما حمل من تحذيرات؟.
الحقيقة
في البداية، ليست تلك المرة الأولى التي تقترن فيها بعض التحذيرات بصور لا تمت لها بصلة، حيث تبين أن الصورة الموضحة ليست لطفل مصاب بانفجار الأوردة بإحدى عينيه، بل هي لطفل يمني أصيب بمسدسات الخرز أثناء لعبه مع أصدقائه، في نهار أول أيام عيد الفطر المنصرم.
أما عن إمكانية الإصابة بانفجار أوردة العين، جراء التعرض لشاشات الأجهزة الإلكترونية مطولا، فهو أمر مستحيل وفقا للخبراء، الذين أكدوا أن أضرار الجلوس أمام شاشة الهاتف الذكي لعدد طويل من الساعات، تتمثل في المعاناة من أزمة إجهاد العين الصحية.
تتمثل أعراض الإصابة بإجهاد العين، في الرؤية غير الواضحة، جفاف العين، الصداع، آلام الرقبة والكتفين، وهي الأعراض المزعجة التي تحدث إما بسبب التعرض لشاشات الأجهزة الإلكترونية، أو الجلوس غير المعتدل، أو ربما نتيجة الجلوس لفترات طويلة وسط أضواء غير مريحة للعين، لكنها في كل الأحوال لا تتسبب في انفجار أوردة العين كما حذر المنشور غير الصادق.