هل بإمكان إحدى الفواكه أن تقضي على السرطان، بنسب تفوق قدرات العلاجات الكيميائية؟ هذا ما تحدث عنه البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حين أكدوا أن فاكهة القشطة “السورسوب” القادمة من أشجار الجرافيولا، لها خصائص تجعل منها علاجا مثاليا لمرض السرطان اللعين، فهل هو أمر وارد؟!
فاكهة القشطة والسرطان
انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى مدار أشهر وسنوات، تلك المعلومة الرائجة، التي يؤكد ناشروها من خلالها أن فاكهة السورسوب، المعروفة باسم القشدة الشائكة أو الجرافيولا، لها قدرات خارقة، تضعها في مصاف العلاجات المثالية لمرض السرطان، وقبل العلاجات الكيميائية حتى.
أوضحت المنشورات المهتمة بهذا الشأن، أن العلاج بواسطة فاكهة السورسوب آمن تماما وفعال، بحيث يعد أقوى علاجيا 10,000 مرة من العلاج الكيميائي المعروف لمرض السرطان، وهو أمر يبقى طي الكتمان حتى الآن وفقا لتلك المنشورات، كونه سيفسد أعمال شركات الأدوية العظمى، التي لن يمكنها الاستفادة حينئذ، نظرا لأن فاكهة السورسوب ستصبح المصدر الطبيعي المتاح لعلاج السرطان دائما، إن انتشر أمر مثل هذا، فما صحة تلك الادعاءات؟
الحقيقة وراء السورسوب
بينما أثبتت بعض التجارب المعملية من قبل أن مستخلص الجرافيولا بإمكانه مقاومة أنواع محددة من سرطانات الثدي والكبد، والتي يصعب مقاومتها عبر بعض الأدوية الكيميائية المعتادة، وعلى الرغم من وجود دراسة علمية، تؤكد وجود مركب من بذور السورسوب، يملك 10,000 أضعاف فاعلية العلاج الكيميائي المخصص لعلاج السرطان، إلا أنه لا يمكن الاستفادة من تلك النتائج بأي شكل من الأشكال، قبل إجراء المزيد من الأبحاث للتأكد من صحتها، حيث تبين أن الأرقام والدراسات المحفزة لاستخدام الجرافيولا لعلاج السرطان، لم تتم تجربتها على المرضى من قبل، هي فقط نتائج معملية قد تصيب أو تخطئ، ولا يمكن الاعتماد عليها حتى الآن.
أما فيما يخص الدراسة التي أثبتت أن السورسوب يملك 10,000 أضعاف فاعلية العلاج الكيميائي، فهي في الواقع دراسة قديمة تعود لعام 1996، تتبع جامعة بيردو الأمريكية، وتوصلت فقط إلى أن بذورا من السورسوب أو الجرافيولا، قد تملك أضعاف فاعلية دواء الأدريامايسين، وهو دواء واحد فقط مضاد للأورام، ما لا يعني تفوق بذور فاكهة السورسوب على جميع الأدوية الكيميائية المضادة للسرطان.
الجانب السلبي
على الجانب الآخر، لم يغفل معهد أبحاث السرطان في بريطانيا، الرد على تلك المنشورات المحفزة لاستخدام فواكه الجرافيولا أو السورسوب لعلاج مرض السرطان، وذلك بالإشارة إلى عدد من الآثار الجانبية لتلك الفاكهة.
أوضح المعهد البريطاني الشهير أنه حتى الآن، لم يتم التوصل إلى الكثير من تأثيرات فاكهة الجرافيولا على الإنسان، إلا أن الأمر المؤكد أنها ربما تتسبب في تغيرات مزاجية وعصبية، لتؤدي إلى الإصابة ببعض من أعراض مرض باركينسون، في إشارة لضرورة التأكد من الطبيب قبل الاعتماد على تلك الفاكهة.