تكمن خطورة الشخصية النرجسية في الخدع التي يستعملها عليك دون أن تدري، فالعلاقة مع النرجسي مضرة ومتعبة وكما يقال علاقة مسمومة، وخطورة الشخصية النرجسية أن ضحاياه لا يشعرون بأنهم قد وقعوا في الفخ إلا بعد مدة طويلة، فإذا كنت قريبا من شخص نرجسي، فيجب أن تحذر مما يحاك لك في الخفاء.
لماذا تعد الشخصية النرجسية خطرة؟
إذا كان هناك شخص قريب منك وتأكدت أنه شخصية نرجسية ومضطر للتعامل معها، فيجب أن تعلم أن هناك خطورة عليك من الناحية النفسية والعقلية وربما يكون هناك خطورة على حياتك، لذا ربما يكون من الأفضل أن تتعرف على مدى خطورة تلك الشخصية، حتى تستطيع تفادي تلك المخاطر، فالنرجسي خطر على كل من حوله، شريك حياته، وأولاده، وحتى زملائه في العمل.
خطورة الشخصية النرجسية على شريك الحياة
تعد علاقة النرجسي مع شريك حياته علاقة مرهقة مسمومة، فالنرجسي لا يؤمن بمبدأ أن يكون له شريك في الحياة، فهو يرى نفسه فريدا من نوعه لا ينبغي أن يكون له شريك، وشريك الحياة هو مجرد تابع لتلبية رغباته، يمارس عليه مجموعة من الألاعيب والحيل حتى يحكم السيطرة عليه، والنرجسية لا تقتصر على الزوج فقط فهناك إناث نرجسيات، ولكن الزوج النرجسي أكثر وضوحًا في العالم العربي نظرًا للموروث الثقافي الذي يتيح له ممارسة النرجسية بمنتهى الأريحية.
وتتمثل خطورة صاحب الشخصية النرجسية على شريك حياته فيما يلي:
يقوم بتضليلك
يلجأ شريك الحياة النرجسي إلى استخدام حيلة التضليل إذا أحس بأنك تريد الابتعاد، حيث يقوم بارتداء قناع الإنسانية والقيم، ويصبح فجأة إنسانا مفرطا في الطيبة ويقوم بالاهتمام بك، يفعل هذا لتشك في نفسك وحتى يثبت للجميع أنك ظالم في حكمك عليه، فتشعر بتأنيب الضمير وتقرر العودة، وعندما تعود سيقوم بإيذائك أكثر من ذي قبل وضربك بقسوة انتقامًا منك لأنك استنزفت طاقته في التمثيل.
يخترق خصوصيتك
يتجاهل حدودك من خلال النظر في هاتفك والبريد، وحساباتك الشخصية، ومالك ويسيطر عليك من خلال الهيمنة الاقتصادية، أو استنزاف أموالك من خلال الابتزاز أو السرقة، وينكر عليك خصوصيتك الجسدية ويقوم بتضييق الخناق عليك، وملاحقتك أو متابعتك كأنك تعيش في سجن مسلوب الإرادة.
العزلة
يحتاج النرجسيون إلى تقليص عالمك حتى يحافظوا على سيطرتهم على ضحاياهم، لذا يسعى الشريك النرجسي لعزلك واختلاق المشاكل بينك وبين عائلتك وأصدقائك.
يتلاعب بمشاعرك
يمارس النرجسي على شريك حياته مجموعة من الحيل التي يضمن بها إحكام السيطرة عليه، فهو يتصنع الود في بداية العلاقة كنوع من الطعم، ثم يقوم بالتحقير منك ويهاجمك يرجع يوهمك بالحب، والخطورة من هذا النوع من التلاعب بالمشاعر أنه يعمل جاهدا على إضعاف شخصية شريك حياته وهز ثقته بنفسه وغالبا ما ينجح في ذلك، حتى إنه لوحظ أن معظم من كان شريك حياته نرجسي يبدو عليه الذبول.
يمارس عليك الإيذاء اللفظي والبدني
إذا قامت ضحية النرجسي بأي محاولة للخروج من تحت سيطرته يلجأ على الفور للإيذاء اللفظي، وإذا لم تتراجع ضحيته يقوم بالاعتداء البدني والضرب المبرح.
يشوه سمعتك
إذا نجحت في الفرار من براثن شريك الحياة النرجسي يقوم، بإخبار الجميع أنك إنسان مجنون لا قيمة لك وأنك السبب في فشل العلاقة، وأحيانا يلقي عليك تهمة الخيانة الزوجية وسوء الخلق، عليك أن تدرك أن النرجسي لن يعدم حيلة لإثبات صحة كلامه بهدف هز صورتك أمام نفسك وأمام الآخرين، حتى لا تنعم بالعيش بسلام بعده.
لا ينام
الغريب أن يبقى معظم النرجسيين مستيقظين لوقت متأخر من الليل، ويتجنبون النوم لأن النوم يضعهم في حالة ضعف، وهم دائمًا يحبون أن يكونوا مسيطرين، والأغرب أنهم لا يدعون شريك الحياة ينعم بالنوم، نظرًا لأن قلة النوم تؤثر على ضحاياهم وتضعفهم مما يسهل مهمة إحكام السيطرة.
تدمن الضحية شريكها النرجسي
قد تدمن شريكك النرجسي ورغم ما يحدث لك من الأذى النفسي والبدني تظل تتحمله ولا تستطيع الابتعاد عنه، نظرًا لما يمارسه عليك من حيل الحب المصطنع فيفرز المخ هرمون الدوبامين هرمون السعادة، ثم يغير من معاملته ويضعك تحت ضغط فيفرز الجسم هرمون الكورتيزول والأدرينالين، في حالة الخوف الشديد فيربط المخ بين إحساس السعادة والخوف والفزع الذي يسببه لك النرجسي، ويصبح الجسد مدمنًا وتجد نفسك مدمنا لحالة التذبذب التي تعيشها.
تتغير شخصيتك مع الإساءة النرجسية
يمكن أن تكون عواقب الإساءة النرجسية مدمرة فتفقدك إحساسك بالذات، ويمكن أن تدمر شخصيتك، ربما يكون أكبر تأثير للإساءة النرجسية هو تآكل الثقة بالذات.
تكمن خطورة الشخصية النرجسية في كونها خطورة ممنهجة، وبطيئة، ودقيقة، وخبيثة تدمر أي شعور بالذات والاستقرار النفسي، كلما طالت فترة تعرضك لهذا النوع من الخطر، كلما أصبحت نظرتك للعالم أكثر تشويشًا وخوفًا، نظرًا لأن الإساءة النرجسية مزعزعة للاستقرار، فهي تؤثر على الطريقة التي نتواصل بها مع الآخرين.
خطورة الشخصية النرجسية على الصحة النفسية
يقر العديد من خبراء علم النفس بأن الإساءة النرجسية يمكن أن يكون لها تأثير خطير وطويل الأمد على الصحة النفسية، وقد يصاب المصاحب للنرجسي ببعض المشاكل الخاصة بالصحة النفسية، والعصبية، والجسمانية، وفي أغلب الأحيان يتبع النرجسي مع ضحيته مجموعة معروفة من الحيل أهمها إلقاء اللوم والانتقاد لإحكام السيطرة، وربما قد تختلف قليلاً حسب نوع العلاقة.
إذا كنت قريبا من شخص نرجسي فربما يكون هناك خطورة على صحتك النفسية، إليك مجموعة العلامات قد تشير إلى أن هناك خطورة على صحتك النفسية، جراء التعرض للإساءة النرجسية:
الشعور غير المبرر بالذنب
الإساءة النرجسية غالبًا ما تكون خفية، خصوصًا في بداية العلاقة مع النرجسي، وهو مقنع لدرجة أن الآخرين يسمعون أو يرون سلوكياته ويفشلون في التعرف عليها على أنها إساءة.
قد لا تفهم تمامًا ما يحدث لك، أنت تعرف فقط أنك تشعر بالارتباك، أو الانزعاج أو حتى بالذنب، بسبب أخطاء يقنعك النرجسي أنها أخطاؤك.
الإصابة بالإحباط واليأس
خطورة الشخصية النرجسية تمثل في الإصابة القوية بالإحباط واليأس نتيجة الفشل في محاولات مستميتة منك للإبقاء على العلاقة، بحجة أنه ربما يتغير، كما أن العلاقة مع النرجسي تفتقد الشعور بالأمان، وكل هذه المشاعر السلبية قد تصيبك بالاكتئاب.
الدفاع عن النفس
معظم ضحايا الشخصية النرجسية ينخرطون في الدفاع المستمر عن النفس ومحاولة إثبات الذات، مما قد يعظم لديك الشعور بالقهر.
الإصابة بالانهيار العصبي
يحدث أن يصاب بعض المصاحبين للنرجسيين بنوبات غضب وثورة، نتيجة حدوث انهيار عصبي حاد في بعض الحالات.
لا يستطيع أخذ قرار
يعاني ضحايا النرجسيين من ضعف القدرة على اتخاذ أي قرار، وبالتحديد قرار الانفصال رغم إدراكهم لما يتعرضون له من انتهاكات.
التفكير في الانتحار
يفكر عدد كبير من المصاحبين للنرجسيين في الانتحار اعتقادًا منهم أنهم فشلة لا جدوى منهم، وهذا يكون نتاج ما يمارس عليهم من ضغط نفسي وعصبي من قبل النرجسيين.
لم تعد أنت
معظم من يتعامل مع الشخصية النرجسية يحدث له تغير كامل في السلوك، يتبدل وكأنه شخص آخر فاقد للسيطرة على تصرفاته بشكل خارج عن الطبيعي والمألوف، يشك في كل شيء نتيجة عزله نفسيا عن العالم الخارجي طول فترة العلاقة.
تذكر أن الحياة مع شخص نرجسي مرهقة للغاية، قد تؤدي إلى الاكتئاب أو القلق ويمكن أن يجعلك أيضًا مريضًا جسديًا، كلما طالت فترة سيطرة النرجسي على حياتك، زادت معاناتك وقد تفقد مناعتك لفترة طويلة فتصبح عرضة للأمراض النفسية والجسدية.