يعاني بعض الأهالي من سرقة أطفالهم أغراض الآخرين، ويضع هذا الموقف الوالدين في حرج بالغ، وقد يبدر عن أحدهما رد فعل عنيف تجاه الطفل يفاقم المشكلة أكثر.
الطفل السارق مشكلة كبيرة، ومقلقة، فهي تكشف عن تعرضه لممارسة تربوية خاطئة، أو إصابته بمرض نفسي شهير يدعى “الكلبتومانيا” أو هوس السرقة، لكن السرقة كغيرها من العادات السيئة التي يمكن التغلب عليها إذا ما عولجت بشكل سليم، فكيف يمكن علاج السرقة عند الأطفال؟
السرقة عند الأطفال الصغار
عادة لا يفهم الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة أنه يجب دفع النقود مقابل الحصول على الأشياء من المتاجر، ولا يعرفون أن لكل فرد ملكيته الخاصة، فالطفل الذي يسرق أغراض رفاقه في الروضة لايعرف ما هي السرقة أصلا، هو فقط رأى أشياء أعجبته وأراد امتلاكها فأخذها، وفي هذه الحالة على الأبوين ألا يتخذا ردا عنيفا أو انفعاليا تجاه الطفل، فالرد المبالغ فيه يدفع الطفل لاعتبار السرقة أحد الأمور التي يستطيع بها جذب انتباه أبويه واستثارة غضبهما، ويتحول الأمر إلى عادة.
التصرف الصحيح تجاه سرقة الطفل الصغير هو التحدث معه بهدوء وإفهامه أن لكل شخص أغراضا خاصة لا يحق للآخرين أخذها دون إذن، وأن يحثاه على إعادة ما سرقه والاعتذار لصاحبه، حتى لو تكرر الأمر أكثر من مرة.
السرقة عند الأطفال الكبار
أما الطفل الذي يسرق وهو في مرحلة المدرسة، فهو غالبا يفهم خطأ ما يفعل، ولهذا ينبغي أن يفهم أن عليه إعادة ما سرقه، والاعتذار وتقبل عواقب ذلك، لكن إذا لم يبد الطفل ندما على سرقته، ولم يعترف بالسرقة أصلا، فيجب أن يلجأ الوالدان إلى طبيب نفسي، لأن السرقة ليست مرضا بحد ذاتها، بل هي عرض لمرض أو لضغط نفسي آخر، إذ أثبتت بعض الأبحاث التي أجريت على شريحة من الأطفال الذين سبق لهم السرقة، أن بعضهم لجأ لها للفت الأنظار لتعرضهم إلى اعتداءات جنسية.
السرقة عند المراهقين
في المرحلة العمرية بين 12 و19 عاما، يعرف السارق جيدا أن ما يفعله يعد خطأ، لذا ينبغي على الوالدين مواجهة الأمر ببعض الحزم، فإن سرق الولد من أحد المتاجر، فعليه إعادة ما سرق، والاعتراف بذلك إلى فريق الأمن بالمتجر والاعتذار لهم، سيعلمه الإحراج الناتج عن هذا الموقف ألا يكرر الأمر مجددا، أما إذا سرق مالا من أحد أبويه فعليهما أن يعرضا عليه خيارات للتكفير عما فعل، مثل أداء بعض الأعمال المنزلية وإعادة المال ما لم يكن أنفقه بعد.
هوس السرقة
إذا لم تنجح وسائل الوالدين في علاج السرقة عند طفلهما فمن الضروري اللجوء إلى الطبيب النفسي، لأن السرقة عند الأطفال غالبا متعمدة، إلا أن بعض الأطفال يسرقون دون هدف واضح فيما يعرف بالكلبتومانيا، وفي هذه الحالة يسرق الطفل للتخلص من شعوره بالقلق والضغط، ويشعر بندم بالغ فيما بعد، يدفعه لرمي الأشياء التي سرقها.
يتعجب الوالدان من أن طفلهما يسرق، وقد وفرا له كل ما يمكن أن يريده لكنمها لا يقيمان اعتبارا لاختيارات الطفل الخاصة، ما يجعله غير راض فيلجأ لسرقة الأشياء التي يريدها حقا، لذا من المهم أن يصطحب الأهل أطفالهم لاختيار ألعابهم وملابسهم بما يوافق أهواءهم الخاصة.