يتجاهل البعض حاجة الجسم إلى أخذ غفوة قصيرة خلال ساعات العمل في النهار، طلبا لزيادة الإنتاجية والإصرار على قضاء كل الوقت نهارا في العمل والسعي وتأدية الالتزامات المختلفة، لكنهم لا يعلمون أن عدم النوم لفترة قصيرة هو ما يعطل إنتاجهم ويقلل من فرص تلبيتهم لكل المطالب اليومية، بحسب دراسة قام بها مجموعة من الباحثين بجامعة هارتفورد شير البريطانية.
كانت الأبحاث السابقة التي تناولت تأثير الغفوة القصيرة على زيادة الإنتاجية، قد أثبتت أن نوم الشخص لمدة 30 دقيقة، يجعله أكثر تركيزا وإبداعا ويزيد من إنتاجيته ويحسن من قيامه بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه.
لكن الدراسة الحديثة التي أجراها فريق من جامعة هارتفورد شير على هامش مهرجان إدنبرة الدولي للعلوم، وشارك بها أكثر من ألف شخص أكدت أن الإنسان يصبح أكثر سعادة بمجرد أخذ قيلولة قصيرة، بالإضافة إلى زيادة تركيزه وقدراته الإبداعية.
أجاب الأشخاص المشاركون في الدراسة عن أسئلة تتعلق بعادات القيلولة لديهم، وحالتهم النفسية عقب الاستيقاظ من القيلولة، وخلصت الدراسة إلى أن 66 بالمائة من الأشخاص الذين ينامون لفترة قصيرة كقيلولة في منتصف النهار، يشعرون بالسعادة، ويفيقون بدوافع كبيرة للعمل والإنتاج، مقارنة بالأشخاص الذين يأخذون غفوة طويلة -أكثر من 30 دقيقة- وتبلغ نسبتهم 56 بالمائة.
يقول ريتشارد وايزمان أحد معدي الدراسة والأستاذ بجامعة هارتفوردشير في حديث إلى صحيفة “إندبندنت” البريطانية إن نتائج الدراسة أثبتت أن الإنسان يصبح أكثر سعادة بمجرد أخذ قيلولة قصيرة، ويؤكد في الوقت نفسه ضرورة تجنب النوم لفترة طويلة خلال وقت القيلولة، لأن ذلك يؤدي إلى مخاطر صحية كبيرة.
30 دقيقة من النوم خلال النهار، فترة كافية جدا لتجديد الطاقة وإصفاء الذهن، للعودة مرة أخرى إلى العمل بعزم ونشاط، ومن المهم ألا تتجاوز فترة القيلولة مدة النصف ساعة، حتى لا تؤدي إلى مشكلات صحية أخرى، وتقلل من فرص العمل الجيد.
ينصح الخبراء بالحفاظ على أخذ قيلولة قصيرة خلال النهار لتجنب المشكلات الصحية والسلوكية التي يسببها مواصلة العمل لفترات طويلة دون راحة، فالعمل المتواصل يسبب التوتر الزائد، والقلق، والعصبية المفرطة، وبالتالي نقص الإنتاجية وقلة الشعور بالسعادة، والأرق.