ليس خفيا على أحد، ذلك المنظور السلبي الذي تنظر أفلام السينما الأمريكية في بعض الأوقات، من خلاله لعرق، أو شكل معين، أو حتى جنس بعينه.
وهو ما تحدثت عنه في إسهاب دراسة جديدة، نشرت في مجلة “New York Times”، إذ توصلت إلى أنه وحتى وقتنا هذا، لا تزال أفلام هوليوود تدور حول رجال يقومون بمعظم الأعمال المهمة، ونساء ليست بالأهمية التي يمكن ذكرها إلا قليلا، ما يكشف عن نظرة هوليوود غير العادلة ضد النساء.
فالدراسة التي أعدتها جامعة كاليفورنيا الجنوبية، استعانت بذكاء اصطناعي ليمكنها من فرز نحو 1000 سيناريو لأفلام أمريكية شهيرة، درست خلالها ما يصل إلى 7000 شخصية محورية، تبين أن من بينهم فقط 2000 شخصية نسائية، مشيرة إلى أن الأدوار النسائية لم تشارك حتى بنصف مشاهد تلك الأفلام.
أسوأ ما في الأمر
الأسوأ من ذلك، أنه قد تم ملاحظة أن إلغاء أحد الأدوار النسائية من أي فيلم، سواء كان دورا مهما أو لا، فإنه لن يؤثر كثيرا على الحبكة الدرامية لهذا العمل السينمائي، بينما الاستثناء الوحيد من تلك القاعدة هو أفلام الرعب، ما أشارت الدراسة إلى أنه يعود إلى كون المرأة في تلك الأفلام تحديدا، تعبر عن الكيان المستضعف الذي يحتاج للرجل بجانبه، وهو ما تحب هوليوود أن تبرزه وفقا للدراسة.
كيف تتحدث المرأة في الأفلام؟
وبينما تحدثت الدراسة عن عدم أهمية معظم أدوار بطلات هوليوود، وقلة حديثهن في الأفلام، كشفت كذلك عن مدى تفاهة الكلمات التي تخرج على ألسنة الممثلات في هذه الأفلام، والتي دائما ما تدور في فلك كلمات الحب والإعجاب بالجنس الآخر، بينما يكون محور اهتمام الأدوار الرجالية هو تحقيق الإنجازات وكيفية تغيير العالم لمكان أفضل.
العنصرية
وبعيدا عن نظرة هوليوود السلبية المتعلقة بالجنس، ألمحت الدراسة أيضا إلى بعض الأنماط التي تظهرها الأفلام الأمريكية مرارا وتكرارا، فيما يعد أحد أنواع العنصرية المبطنة، حيث تظهر الأفلام دائما أصحاب الأصول الإفريقية وهم يشتمون بأسوأ الألفاظ، بينما تشير إلى أن أصحاب الجنسيات اللاتينية يستخدمون الكلمات الجنسية في أغلب الأوقات، في الوقت الذي تترك المشاهد المتعلقة بالأمور الدينية دائما إلى كبار السن.
وفي النهاية، اختتمت الدراسة بتوضيح مدى تأثير تلك الأفلام بما تحمله من رسائل، قد يجدها البعض غير مهمة، ولكنها في النهاية تنشئ جيلا غير قادر على الحكم إلا من خلال صور نمطية رآها مئات المرات عبر تلك الأفلام الهوليودية.