فيما يمكن عدّه أول توافق علمي مع رواية الأديان السماوية حول منشأ الجنس البشري، كشف علماء عن نظرية علمية تؤكد أن الإنسان غريب على كوكب الأرض وأنه نزل عليه ولم يخرج من بيئته.
وتستند النظرية، المنتظر لها أن تثير جدلا شديدا في الأوساط العلمية، على وقع اكتشاف ناسا العام الماضي لمعدن على كوكب المريخ غير موجودة على سطح الأرض، لكنه أكثر ملائمة وموائمة للجنس البشري، ما يشير إلى أن الإنسان ربما هبط إلى الأرض من المريخ أو من أي مكان يحتوى على ذلك المعدن المريخي.
بنو آدم لا ينتمون لكوكب الأرض
ويعتقد إليس سيلفر عالم البيئة الأمريكي وصاحب النظرية أن كوكب الأرض يلبي احتياجات الجنس البشري بشكل كبير، لكن ليس بالصورة الكاملة التي كان من المفترض أن تكون لكائن من البيئة الأرضية.
ويقول العالم الأمريكي الشهير في مقابلة مع ياهو إن “الجنس البشري هو الأكثر تطورا وتقدما مقارنة بأي كائن آخر على الأرض، ومع هذا، فهو يتعرض لأزمات عدة، تتنوع ما بين الإصابة بأمراض مزمنة انتشرت بقوة خلال الفترات الأخيرة، وكره شديد لنوعيات طبيعية من الأطعمة من قبل البعض، علاوة على أزمات أخرى مختلفة. كل هذا يؤكد أنه لا يتنمي إلى هذه البيئة”.
ويضيف العالم الأمريكي قائلا: “إنه يبدو لي أننا كبشر نعمل بكل ما أوتينا من قوة على إخفاء حقيقة أننا لا ننتمي بشكل كامل لهذا الكوكب”.
جينات الجنس البشري خير دليل
ويشدد سيلفر على أنه لا يوجد كائن حي على الأرض بخلاف الإنسان، يعاني من تلك الأمور المستحدثة، والتي تدل وفقا لحديثه على أن الأرض ليست هي المنشأ الأصلي للبشر، مشيرا إلى أن الجينات التي يتفرد الإنسان بها في حمضه النووي دونا على بقية الكائنات، وعددها 223 جينا حيرت علماء كثر نظرا لكونها جينات غير أرضية طبقا لوصفهم، هي دليل آخر على ما يقوله.
ويتابع: “أعلم أن ما أقوله قد يبدو جنونيا بالنسبة للبعض ولكن، ألم يؤكد الكثيرون من قبل وحتى الآن، على أنهم لا يشعرون بأن الأرض هي موطنهم الأصلي؟ ألم يعبروا عن مشاعر اشتياق لأماكن آخرى يشعرون أنها قد تكون مكانهم الأفضل؟”.
توافق مع الأديان السماوية
وتجد نظرية إليس سيلفر حول كون الأرض مجرد مضيف للجنس البشري توافقا مع الأديان السماوية، اليهودية والمسيحية والإسلام، التي تؤكد نزول آدم وحواء وذريتهما إلى الأرض من الجنة.
ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز{وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ* فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ* وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ* فَدَلاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ* قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ* قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ* قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} (سورة الأعراف، الآيات من 19 إلى 25).