دعاء المطر يجب قوله عند هطول المطر وذلك لأنه نعمة عظيمة من نعم الله، وآية من آياته الباهرة الدالة على رحمته وحكمته، فتأمل المطر النازل من السماء، من أرسل سحابه وساقها؟ من أنزله؟ من أجراه في مجاريه؟ من جمعه؟ من يعلم كمياته وعدد قطراته؟ من جعله سائلا ولم يجعله جامدا؟ إنه الله جل جلاله “أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا”، هذه النعمة التي يفرح لها الكبير والصغير، وينتفع بها الإنسان والحيوان، وتنتعش بسببها الأرض وتدب بها الحياة من جديد.
فضل دعاء المطر
يحرص المسلمون دائمًا عند نزول المطر على الدعاء بكل ما ترغبه أنفسهم من أمنيات وآمال، وذلك اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، وبالرغم من ذلك لا يعي البعض فضل الدعاء عند نزول المطر، ويكتفون بالدعاء سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك في السطور التالية نوضح لكم فضل الدعاء خاصة عند نزول المطر.
عن مكحول “رضي الله عنه” قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اطلبوا إجابة الدعاء عند التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة، و نزول المطر” حسنه الألباني.
عن سهل بن سعد “رضي الله عنه” قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر”حسنه الألباني.
عن أبي أمامة “رضي الله عنه” قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة “قال ابن حجر: “حديث غريب”.
عن عطاء “رضي الله عنه” قال: “ثلاث خلال تفتح فيهن أبواب السماء، فاغتنموا الدعاء فيهن: عند نزول المطر، وعند التقاء الزحفين، وعند الأذان” قال ابن حجر: “مقطوع جيد”.
أخرج ابن المنذر عن ثابت “رضي الله عنه” قال: “بلغنا أنه يستجاب الدعاء عند المطر” ثم تلا هذه الآية: “وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا”.
قال صلى الله عليه وسلم: “من سره أن يستجيب الله عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء” صحيح الجامع.
قالت عائشة أم المؤمنين: “ما من عبد مؤمن يدعو الله بدعوة فتذهب حتى تُعجل له في الدنيا أو تؤخر له في الآخرة إذا لم يعجل أو يقنط”.
شاهد: صلاة الاستخارة وعدد ركعاتها
دعاء لمطر
هناك العديد من صيغ الدعاء عند نزول المطر والتي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه بعض منها:
“اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا، اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، اللهم إنى أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به”، “مطرنا بفضل الله ورحمته”.
“اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا نافعا غير ضار، اللهم اسقينا غيثا مغيثا مريئا نافعا غير ضار، اللهم انت الله لا إله إلا أنت الغنى ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين، اللهم إنى أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به،اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته”.
قد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه: “كانَ إذا رأى سحابا مُقبِلًا من أفُقٍ منَ الآفاقِ، ترَكَ ما هوَ فيهِ وإن كانَ في صلاتِهِ، حتَّى يستقبلَهُ، فيقولُ: اللَّهمَّ إنَّا نعوذُ بِكَ من شرِّ ما أُرْسِلَ بهِ، فإن أمطرَ قالَ: اللَّهمَّ صيِبا نافعا مرَّتَينِ، أو ثلاثًا، فإن كشفَهُ اللَّهُ ولم يمطِرْ، حمدَ اللَّهَ على ذلِكَ”.
” اللهم انصرنا يارب العالمين وافتح علينا فتحا عظيما، وارزقنا الإخلاص وانصر الإسلام وأعز المسلمين واسترنا واحفظنا واكتب هذا العام عام فتح وخير وبركة علينا جميعا”.
“اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا ولَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ علَى الآكَامِ والظِّرَابِ، وبُطُونِ الأوْدِيَةِ، ومَنَابِتِ الشَّجَرِ”.
” اللهمَّ أَصلِحْ لي دِيني الذي هو عصمةُ أمري، وأَصلِحْ لي دنياي التي فيها معاشي، وأَصلِحْ لي آخرَتي التي فيها مَعادي، واجعلِ الحياةَ زيادةً لي في كل خيرٍ، واجعلِ الموتَ راحةً لي من كلِّ شرٍّ”.
” اللهمَّ بعلْمِك الغيبِ، وقدْرتِك على الخلقِ أحْيِني ما علمتَ الحياةَ خيرًا لي، وتوفَّني إذا علِمْتَ الوفاةَ خيرًا لي، اللهمَّ وأسألُك خشيتَك في الغيبِ والشهادةِ، وأسألُك كلمةَ الإخلاصِ في الرضا والغضبِ، وأسألُك القصدَ في الفقرِ والغنى، وأسألُك نعيمًا لا ينفدُ وأسألُك قرةَ عينٍ لا تنقطعُ، وأسألُك الرضا بالقضاءِ، وأسألُك بَرْدَ العيْشِ بعدَ الموتِ، وأسألُك لذَّةَ النظرِ إلى وجهِك، والشوقَ إلى لقائِك، في غيرِ ضرَّاءَ مضرةٍ، ولا فتنةٍ مضلَّةٍ، اللهمَّ زيِّنا بزينةِ الإيمانِ، واجعلْنا هداةً مُهتدينَ”.