رضوى عاشور تمثل أحد أصحاب المشروع الأدبي المتميزين، فهي قاصة وروائية وأستاذة جامعية وناقدة أدبية، تميز أدبها بالنظرة التحررية على المستوى الوطني والإنساني، وحققت بعض أعمالها شهرة عالمية حيث تم ترجمتها إلى الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والإندونيسية، فمن هي رضوى عاشور؟
حياة رضوى عاشور
ولدت الأديبة رضوى عاشور في 26 مايو عام 1946م وهى من مواليد القاهرة بحي المنيل، وكانت تنتمي إلى أسرةٍ مثقفةٍ، فقد كان والدها محاميا إلا أنه كان متذوقا وعاشقا للأدب، كما كانت والدتها فنانة وشاعرة فهي الشاعرة مي عزام، إلا أن جدها الدبلوماسي وأستاذ الأدب عبد الوهاب عزام هو الذي يمثل لمحة الإضاءة الأولي التي شكلت وعيها الأدبي وشكل ميولها واتجاهاتها إلى جانب باقي أفراد أسرتها.
درست رضوى عاشور في جامعة القاهرة حتى حصلت على الماجستير في الأدب المقارن، أما الدكتوراه فحصلت عليها من جامعة ماساتشوستس أمهيرست في الأدب الإفريقي الأمريكي فكانت رسالتها تحت عنوان (دراسة الكتابات النقدية الإفريقية الأمريكية)، وعملت بالتدريس الجامعي في جامعة عين شمس حتى عام 1980م.
تزوجت رضوى عاشور في عام 1970م من الأديب الفلسطيني مريد البرغوثي الذي كان صديق دراسة لها، ورزقت بطفل وحيد هو تميم البرغوثي في عام 1977م، وكان لهذا الارتباط أثر واضح سواء على حياة رضوى عاشور الشخصية أو الأدبية، حيث انخرطت في شؤون القضية الفلسطينية بشكل واضح، فكانت ناشطة سياسية مناضلة في زمن السادات وظلت مناضلة في حياتها حتى وهي تصارع المرض.
كانت حياة الأديبة نوعًا من النضال سواء في الدفاع عن أفكارها وآرائها أو النضال في سبيل أدبها، حتى في مرضها حيث أصيبت بمرض السرطان، وقد توفيت الأديبة في ديسمبر 2014 بعد رحلة حافلة على المستوى الأدبي والاجتماعي.
أبرز أعمال رضوى عاشور
تنوع الإنتاج الأدبي لرضوى عاشور في أكثر من مجال فهناك مجال الرواية، وهناك النقد، والترجمة، والسيرة الذاتية.
من الأعمال الأدبية لرضوى عاشور:
- حجر دافئ وهي أولى رواياتها 1983م.
- خديجة وسوسن رواية من جزأين 1989م.
- رأيت نخيل التمر مجموعة قصصية من القصص القصيرة 1989م.
- السراج وتميل إلى الشكل التاريخي 1992م.
- رواية ثلاثية غرناطة من النوع التاريخي النسائي 1994- 1995م وتعد أشهر وأفضل الروايات التي كتبتها، حيث صنفت ضمن أفضل 100 عمل أدبي وفقًا لاتحاد الكتاب العرب، كما حصلت على الجائزة الأولى في معرض كتاب المرأة العربية الأول عام 1995م، وقد ترجمت الرواية إلى الإنجليزية والإسبانية.
- جزء من أوروبا 2003م.
- فرج، التي ركزت على النزاعات في مصر وفلسطين 2008م.
- بلو لوريز مع باربرا رومين 2014م.
من الأعمال النقدية لها:
- رسالة الدكتوراه الخاصة بها تحت عنوان دراسة الكتابات النقدية الإفريقية الأمريكية 1975م.
- دراسة في أدب غسان كنفاني بعنوان الطريق إلى الخيمة الأخرى 1977م.
- مقارنة نقدية باسم جبران وبليك 1978م.
- شاركت في دراسات نقدية مع كتاب آخرين مثل ذاكرة للمستقبل 2004م.
من أعمال الترجمة نجد أن الأديبة قامت بـ:
- الإشراف على ترجمة الجزء التاسع من موسوعة كمبريدج في النقد الأدبي، القرن العشرون (المداخلات التاريخية والفلسفية والنفسية) 2005م.
- ترجمة مجموعة من قصائد مريد البرغوثي وعلى رأسها قصيدة منتصف الليل 2008م.
- ومن كتب السيرة الذاتية هناك الرحلة أيام طالبة مصرية في أمريكا 1983م.
- أثقل من رضوى، والصرخة، ودار الطنطورية وهي عبارة عن مجموعة من المقاطع من السيرة الذاتية للأديبة.
المسيرة السياسية لرضوى عاشور
عقلية كرضوى عاشور وحياة أسرية كحياتها لازمها اتخاذ بعض المواقف السياسية التي دفعتها للنشاط والحركة السياسية وكان ذلك عندما أعلنت رفضها لمحاولات السادات إجراء السلام والتطبيع مع الكيان الصهيوني فكانت من المساهمين في تأسيس اللجنة الوطنية لمكافحة الصهيونية في الجامعات المصرية.
ومع فكرها التحرري عادت للمشاركة في المعارضة عندما بدأت الدولة التدخل في الحياة الأكاديمية في الجامعات في عهد مبارك فانضمت إلى جماعة 9 مارس التي سعت إلى استقلال الجامعات، وفي 2011 لم تغب عن الأحداث في مصر رغم معاناتها مع مرض السرطان فتواجدت أغلب الوقت.
تكريمات وجوائز رضوى عاشور
نالت رضوى عاشور عددًا من التكريمات والجوائز خلال مشوارها منها:
- Pescarabruzzo (بسكارأبروزو) الإيطالية في عام 2011م وهى جائزة عن الترجمة الإيطالية لرواية أطياف.
- جائز النقد الأدبي TarquinaCardarelli(تركوينيا كارداريللي) وهى جائزة إيطالية 2009م.
- جائزة Constantine Cavafy (قسطنطين كفافيس) في الأدب وهى جائزة يونانية 2007م.
الجائزة الأولى في معرض كتاب المرأة العربية الأول عن رواية ثلاثية غرناطة 1995م.