رينيه ديكارت هو فيلسوف وعالم رياضي، ويعتبر أيضًا إحدى أشهر الشخصيات في العصر الذهبي بهولندا، كما ينظر إليه على أنه أحد مؤسسي الفلسفة الحديثة، حيث اهتم بنظرية المعرفة بالقرن السابع عشر.
ولد رينيه ديكارت في مقاطعة لا هاي أون تورين بفرنسا في يوم 31 مارس سنة 1596م، وكان والده عضوا في برلمان بريتاني برين الذي انتمى لعائلة الروم الكاثوليك.
دراساته وإنجازاته
درس في جامعة بواتييه لمدة عامين (سنة 1615 – 1616) وحصل على شهادة البكالوريا وإجازة في القانون المدني والكنسي، وذلك بناءً على رغبة والده الذي أراده أن يصبح محاميًا، وأراد أن يطور معرفته بالرياضيات، فتعرف على مدير مدرسة دوردريخت يدعى إسحاق بيكمان الذي شاركه في إنشاء نظرية تربط بين الرياضيات والفيزياء.
التحق بجامعة فرانيكر في أبريل سنة 1629م، ثم التحق بجامعة ليدن لدراسة مجال الرياضة وعلم الفلك في أكتوبر سنة 1630م، واستمر في نشر أعماله في الفلسفة والرياضة حتى وفاته، وفي عام 1641 نشر أطروحة متحدثًا فيها عن التأملات الفلسفية الأولى.
عارضت جامعة أوتريخت الفلسفة الديكارتية، مما جعله يفر إلى ولاية لاهاي ويقيم في إيغموند بينين، وأصبح رينيه ديكارت من أشهر فلاسفة أوربا سنة 1649م، وحصل على دعوة من ملكة السويد لتنظيم أكاديمية جديدة.
أنا أفكر إذن أنا موجود
رأى أنه طالما المرء يشك في الوجود فهذا يدل على أنه موجود، كما أنه رأى أن التفكير ما هو إلا نشاط يقوم به الشخص ويدركه مباشرة، فأفكار اليقظة يمكن إدراكها عن الأحلام، وديكارت هو صاحب المقولة الشهيرة “أنا أفكر إذن أنا موجود”، ووضع نظرية حول الفصل بين العقل والجسد، ولقد أثرت تلك النظرية في الفلسفة العربية، كما حاول التمييز بين الروح والجسد مشيرًا إلى أنهما مادتان مختلفتان تمامًا وأعطى الأولوية للعقل، وقال إن العقل يمكن أن يوجد بدون الجسد والعكس صحيح.
الفلسفة الأخلاقية عند رينيه ديكارت
نظر رينيه ديكارت إلى الأخلاق على أنها علم ولها أصول في الميتافيزيقيا، واعتمد التفكير عنده على المعرفة، ورأى أنه كلما كان العقل واعيا كلما اتخذ المرء خيارات جيدة.
علم الطبيعة
ينظر إليه على أنه أول مفكر يؤيد استخدام العقل لتطوير العلوم التطبيقية، وتمثل الفلسفة في نظره على أنها شجرة والفيزياء هي جذعها والميتافيزيقيا هي جذورها أما باقي العلوم فهي فروعها، وهناك 3 مبادئ أساسية هي الميكيانيكا والطب والأخلاق، ويتطلب علم الأخلاق لديه فهم الأعلى والأكثر اكتمالا من الأشياء ومعرفة كاملة بالعلوم الأخرى.
يستخدم رينيه ديكارت أيضًا طريقة تسمى الشك الزائد أو الشك المنهجي، ويعتمد فيها على إعادة تأسيس الأفكار دون الشك فيها للوصول إلى المعرفة الحقيقية.
كما تحدث عن وجهات نظره عن الكون في كتابه “مبادئ الفلسفة”، ولقد وصف قوانينه الثلاثة للحركة أيضًا.
الإرث الرياضي له
تمثل الإرث الرياضي لدى رينيه ديكارت في تطويره للهندسة التحليلية التي اعتمدت على الجبر في وصف الهندسة، كما أعطى اصطلاحًا لتمثيل المجهول بالمعادلات الرياضية، وكان رائدًا في ما يسمى بالتدوين القياسي الذي اعتمد على الحروف الفوقية لإظهار التربيع أو الأس.
كما يعتبر أول من وضع للجبر مكانه الأساسي في نظام المعرفة، واعتبر المعادلات الدرجة الأعلى من الثالثة غير حقيقية، وكان شكل المكعب ثلاثي الأبعاد في نظره هو أكثر بعدًا عن الحقيقة.
وأكد أن الكمية المجردة a2 تمثل المساحة والطول، ولكن ذلك رفضه علماء الرياضيات أمثال فرانسوا فييت، وقدم عمل الأساس لحساب التفاضل والتكامل الذي قام بتطويره أيضًا نيوتن.
أعماله في مجال الفيزياء
بدأ اهتمامه بالفيزياء للعالم الرياضي إسحاق بيكمان، وصاغ نظرياته في الفيزياء الهندسية والميكانيكية وابتكر شكلاً مبكرًا من قانون، وأكد أن الحركة تكون في خط مستقيم بعكس تصور جاليليو على أنها تكون دائرية مثالية.
ساهم رينيه ديكارت أيضًا في مجال البصريات، وابتكر قانون الانكسار الذي أشار فيه إلى أن نصف القطر الزاوي لقوس قزح يساوي 42 درجة أي أن الزاوية الأمامية والمقابلة للعين بحافة قوس قزح هي 42 درجة.
وفاته
عاش رينيه ديكارت بهولندا لأكثر من 20 سنة، ولكنه توفي في ستوكهولم بالسويد في 11 فبراير سنة 1650م بسبب إصابته بالتهاب رئوي وكان عمره في ذلك الوقت 53 عامًا، ودفن في مقبرة للأطفال غير المعمدين، ثم نقلت رفاته إلى كنيسة سان جيرمان دي بري.