كانت زها حديد طفلة عراقية عادية تلعب وتلهو في الشوارع والطرقات مثل بقية الأطفال الصغار، لكن لم يكن يعلم اهلها ان لديهم طفلة عبقرية يكمن بداخلها حب الفن والإبداع والابتكار في مجال الهندسة والمعمار وسيتحدث عنها العالم.
درست زها في مدرسة الراهبات في بغداد، وتمردت على الأعراف التقليدية المعروفة لتتفتح عقلية فذة لفتاة أكملت دراسة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1971.. انها زها حديد أول معمارية عربية تصل الى العالمية في مجال الابتكار والإبداع المعماري لتصميماتها المستوحاة من الخيال.
زَها هي ابنة محمد بن حسين بن حديد اللهيبي، أحد قادة الحزب الوطني الديمقراطي العراقي والوزير الأسبق للمالية العراقية من عام 1958 حتى 1960، ولدت في بغداد عام 1950.
وظلت زها تدرس في مدارس بغداد حتى انتهائها من دراستها الثانوية، وحصلت على شهادة الليسانس ولها شهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية، وحاصلة على وسام التقدير من الملكة البريطانية.
بعدها تخرجت عام 1977 من الجمعية المعمارية آي آي بلندن، وعملت كمعيدة في كلية العمارة 1987، وانتظمت كأستاذة زائرة في عدة جامعات في دول أوروبا وبأمريكا منها هارفرد وشيكاغو وهامبورج وأوهايو وكولومبيا ونيويورك وييل.
مثلها مثل كل المبدعين الذين واجهوا العديد من التحديات، لم تلق تصاميم زها في البداية اهتمامًا لدى مجلس النواب العراقي حيث رفضوا عدة تصاميم قدمتها بدون مقابل. لكنها لم تفقد حماستها وابداعها، فالتزمت بالمدرسة التفكيكية التي تهتم بالنمط والأسلوب الحديث في التصميم، ونفذت 950 مشروعا في 44 دولة بعد ذلك.
قررت زها ان تكون مختلفة عن أقرانها في مجال المعمار، فاختارت الخيال ومزجه بالواقع ولذلك نجد أعمالها تتميز بالخيال، وتضع تصميماتها في خطوط حرة لا تحددها خطوط أفقية أو رأسية. كما تميزت أيضًا بالمتانة، حيث كانت تستخدم الحديد في تصاميمها.
زها حديد ومشاريع عملاقة
لها العديد من المشاريع العملاقة والبارزة التي تركت اثرا كبيرا في نفوس خبراء المعمار على مستوى العالم.
فمن بين أعمالها محطة إطفاء الحريق في ألمانيا عام 1993، مبنى متحف الفن الإيطالي في روما عام 2009 والأمريكي في سينسياتي، جسر أبو ظبي، ومركز لندن للرياضات البحرية، الذي تم تخصيصه للألعاب الأولمبية التي أقيمت عام 2012، محطة الأنفاق في ستراسبورج، المركز الثقافي في أذربيجان، المركز العلمي في ولسبورج، محطة البواخر في سالرينو، ومركز للتزحلق على الجليد في إنسبروك، ومركز حيدر علييف الثقافي في باكو عام 2013 ، وهي مشروعات بارزة أوصلت حديد بجدارة إلى الساحة العالمية.
نالت العديد من الجوائز الرفيعة والميداليات والألقاب الشرفية في فنون العمارة، وكانت من أوائل النساء اللواتي نلن جائزة بريتزكر في الهندسة المعمارية عام 2004، وهي تعادل في قيمتها جائزة نوبل في الهندسة؛ وحازت على وسام الإمبراطورية البريطانية والوسام الإمبراطوري الياباني عام 2012.
حازت زها على الميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة ريبا للفنون الهندسية عام 2016، لتصبح أول امرأة تحظى بها.
وُصفت بأنها أقوى مهندسة في العالم، وكانت ترى أن مجال الهندسة المعمارية ليس حكرا على الرجال فقط، فقد حققت إنجازات عربية وعالمية، ولم تكتفِ بالتصاميم المعمارية فحسب بل صممت أيضًا الأثاث وصولًا بالأحذية، وحرصت أسماء عالمية مرموقة على التعاون مع حديد، ما جعل منتقديها يطلقون عليها لقب ليدي جاجا عالم الهندسة. وقد اختيرت كرابع أقوى امرأة في العالم عام 2010.
توفيت زها في 31 مارس عام 2016 عن عُمر ناهز 65 عامًا، إثر إصابتها بأزمة قلبية في إحدى مستشفيات ميامي بالولايات المتحدة.
تصميماتها غاية فى الابداع تمتع العين بالنظر اليها رحمها الله