دراسة حديثة تربط بين زيادة الوزن وشيخوخة العقل والتي تعني ارتفاع مؤشر كتلة الجسم مع التقدم في العمر، وانخفاض القدرات العقلية للمرء.
الوزن والعقل
يعد التمتع بوزن جسم غير مثالي، عاملا سلبيا مؤثرا يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإصابة بأمراض ومشكلات بالقلب والأوعية الدموية، علاوة على داء السكري، إلا أن تلك الأزمة من الوارد أن تتسبب في تراجع قدرات العقل لدى كبار السن، وفقا لدراسة أمريكية حديثة توصلت إلى هذا الأمر.
كشفت الدراسة التي أجراها الباحثون من كلية ميلر للطب، التابعة لجامعة ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية، أن زيادة الوزن المؤدية لارتفاع مؤشر كتلة الجسم وزيادة الدهون بمنطقة الخصر مع التقدم في العمر، تعتبر أحد الأسباب المباشرة وراء إصابة الكبار بشيخوخة العقل، نظرا للضرر الذي يصيب القشرة الدماغية، وينتهي إلى نتيجة غير مرغوب فيها تصل بصاحبها للمعاناة من الخرف.
استعانت الدراسة الأخيرة بنحو 1289 مشاركا، بمعدل عمري يبلغ 64 سنة، حيث لجأ الباحثون إلى قياس أوزان المشاركين وكذلك كميات الدهون في منطقة الوسط لديهم، فيما لاحظ الخبراء أن 364 من المشاركين فقط، هم من يتمتعوا بمؤشر كتلة جسم أقل من 25، وهي النسبة الصحية وفقا لمراكز مكافحة الأمراض CDC.
مؤشر كتلة الجسم والمخ
وجد الباحثون أن مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 25 إلى 30 لدى 571 من المشاركين، وهي نسبة تضعهم في قائمة أصحاب الوزن المرتفع، فيما تتخطى النسبة حاجز الـ30، لدى نحو 372 مشاركا، ليصبحوا وفقا للدراسة من المصابين بمرض السمنة.
كذلك لم يتجاهل الباحثون مستويات الدهون في منطقة الخصر لدى المشاركين، حيث ربطوا بين ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لديهم، وبين معاناتهم من زيادة ملحوظة بدهون منطقة الوسط، ليأتي الطبيب تاتجانا رونديك، وهو الباحث الرئيسي وراء الدراسة الأخيرة بالنتائج المقلقة الآتي ذكرها: “عانى أصحاب مؤشر كتلة الجسم المرتفع وزيادة الدهون بمنطقة الخصر، من قشرة دماغية رفيعة، ما يعني بأن السمنة أدت إلى تضرر تلك المنطقة بالدماغ، وتسببت لديهم في تراجع القدرات العقلية”.
في النهاية، يكشف الباحث عن دور زيادة مؤشر كتلة الجسم في شيخوخة العقل، حيث يحذر من خطورة المعاناة من وزن زائد مع التقدم في العمر، لتسببه في تقدم عمر المخ بنحو 10 سنوات دفعة واحدة.