جويل ساليناس، هو طبيب متخصص بعلم الأعصاب، لم تأت شهرته بسبب الكفاءة المشهودة له في تشخيص الأمراض فقط، بل لأنه يعتمد في ذلك على عقله بدلا من التحاليل والإشعاعات، والسبب هو حالة عجيبة تجعله قادرا على الإحساس ببساطة بمشاعر من حوله!
حالة عجيبة
في عام 2008، وبينما كان لازال طالبا في الصف الثالث بكلية الطب، فوجئ ساليناس بشخص على وشك الموت بسبب السكتة القلبية، إلا أن المفاجأة الأكبر بالنسبة للطبيب الصغير، كانت تكمن في الأعراض التي شعر بها نفسه في ذلك الحين، حيث أحس بضغط هائل على صدره، زال فقط عندما فارق هذا الشخص الحياة، بينما لم يفهم سره إلا بعد أن أيقن بأنه مصاب بحالة مرضية نادرة تدعى بالحس المرافق.
العجيب أن حالة الحس المرافق تعرف دائما بأنها المزج بين الحواس عند شخص ما، حين يشعر المصاب بمذاق معين عندما يسمع إحدى المقطوعات الموسيقية، أو يتصور في عقله لونا ما عند رؤية رقم محدد من الأرقام، إلا أن الأمر بالنسبة للطبيب ساليناس أكثر تطورا من ذلك، حيث تنتابه مشاعر غيره من البشر فقط عند رؤيتهم أو لمسهم، لذا فهي حالة أكثر خصوصية تعرف باسم “تلامس المرآة”.
طفولة مختلفة وهدف رائع
يتذكر ساليناس عندما بدأت تلك المشاعر العجيبة تنتابه أيام الدراسة المبكرة، حيث كان يرتبط صوت دق الجرس باللون الأزرق، فيما كان يرى الرقم 2 بلون أحمر، أما عن حالته الأكثر تعقيدا، فقد كانت تدفعه لاحتضان غيره من الزملاء حتى يشعر بالأمان التام والراحة، فيما كان يستمد نفس الأحاسيس الإيجابية، فقط عند رؤية أشخاص سعداء عبر شاشات التلفزيون.
مع بلوغه مرحلة الشباب، أدرك ساليناس أنه من الممكن أن يستمد مشاعر الراحة ممن حوله، بطرق أكثر ملاءمة ونفعا، ومن خلال هدف أكثر سموا وروعة، لذا التحق بكلية الطب، حتى يساهم في علاج المرضى، ومن ثم يشعر على الفور بنفس السعادة التي تنتاب كلا منهم عند الوصول لمرحلة الشفاء.
وبالفعل أصبح ساليناس طبيبا معالجا وجراحا يشهد له الجميع بالكفاءة، بالرغم من حالته العجيبة التي طالما دفعته للشعور بأحاسيس مرضاه بالعمليات الجراحية، لذا كان من البديهي أن يصاب في بادئ الأمر بصدمات قوية، عند قيامه بشق بطن أحد المرضى بعملية ما، أو عند مشاهدة شخص يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام عينيه، حتى تمكن من السيطرة على حالته خلال إجراء تلك الجراحات مؤخرا.
اليوم، يؤكد سالسيناس أن حالته الصحية الغريبة قد ساعدته كثيرا في عمله، بحيث أصبح لا يتخيل حياته من دونها، وخاصة بعد أن صار من ناحية الشعور بالمرضى، الطبيب الأفضل في العالم، وبلا أي منازع.