دراسات بريطانية مثيرة للجدل، تشير لإمكانية اكتشاف إصابة البعض بأمراض عقلية مثل الخرف أو بالأزمات القلبية، بناء على سرعة المشي الخاصة بهم، فكيف يحدث ذلك؟
سرعة المشي والقلب
تتنوع الأعراض التي ربما تكشف عن إصابة شخص بمرض في القلب أو بالمخ، بين أعراض عضوية وأخرى نفسية، إلا أن التوصل لمعاناة الإنسان من المرض وفقا لطريقة أو سرعة المشي، هو أمر مثير اكتشفه العلماء عبر أكثر من دراسة.
كشفت الدراسة الأولى، والتي أجراها باحثون من جامعة ليستر الإنجليزية، عن علاقة سرعة المشي بالأمراض القلبية، حيث أوضحت أن فرص الإصابة بمرض القلب تبدو أكثر ارتفاعا، وبنحو ضعف النسبة العادية، لدى الأشخاص الذين اعتادوا المشي ببطء سواء كانوا رجالا أم نساء.
توصل الباحثون إلى تلك النتيجة العجيبة بعد ملاحظة بيانات صحية لنحو 420 ألف شخص، تتراوح أعمارهم بين الـ39 والـ74، حيث بدا من الواضح وفقا للباحثين أن بطء المشي بالنسبة لشخص ما، ربما ينم عن عدم تمتعه باللياقة البدنية اللازمة، لذا ترتفع مخاطر معاناته من بعض الأمراض، مثل أمراض القلب.
الخرف والمشي
لم تكن تلك الدراسة هي الوحيدة التي توصلت لوجود علاقة ما بين سرعة المشي، وبين مخاطر الإصابة بإحدى الأمراض، حيث توصلت دراسة إنجليزية أخرى لأمر مشابه يخص سرعة المشي ولكن لدى كبار السن تلك المرة.
كشفت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعتي لندن ونوتنجهام في إنجلترا، عن العلاقة بين بطء مشي كبار السن، وبين ارتفاع فرص المعاناة من مشكلات عقلية، وبالتحديد مشكلات الخرف، ذلك بعد دراسة اشترك فيها نحو 3932 شخصا تتجاوز أعمارهم الـ60 عام.
الجدير بالذكر أن الدراسة نفسها توصلت إلى أن بطء مشي المسنين ليس وحده ما يحدد فرص إصابتهم بمرض عقلي مثل الخرف، بل أيضا بطء اتخاذ القرارات، حيث تبين أن الأشخاص الذين يحتاجون إلى الكثير من الوقت من أجل التفكير لاتخاذ قرار ما، ترتفع فرصهم في المعاناة من الخرف لاحقا مع التقدم في العمر.
في النهاية، لا يمكن الإشارة إلى تسبب بطء أو سرعة المشي في الإصابة بأحد الأمراض، لكنه أمر ربما يكشف عن أزمة ما تحفز إحدى الأزمات العقلية أو القلبية.