سيد الخزرج شهد بيعة العقبة مع السبعين من الأنصار، وكان أحد النقباء الاثني عشر، وسيد الخزرج في الإسلام هو سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الخزرجيّ الانصاريّ الساعديّ، وكان يُطلق عليه أبو ثابت، كما أن سعد بن عبادة كان سيدًا لقومه، وكان مشهورًا بالوجاهة والجود، وكان سعد بن عبادة سيد الخزرج في الإسلام صاحبًا لراية الأنصار بجميع المشاهد، وقد شهد سيد الخزرج بيعة العقبة لأنه كان من ضمن النقباء الـ 12 على قومهم والذي أخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه البيعة.
سيد الخزرج: اسمه ونسبه
هو سعد بن عبادة بن دليم بن كعب بن الخزرج الأنصاري، سيد الخزرج، كنيته أبو ثابت وأبو قيس، وكانت أمه عمرة بنت مسعود من المبايعات، وقد توفيت بالمدينة في زمن النبي سنة خمس، وكان يكتب بالعربية في الجاهلية، وكان يحسن العوم والرمي؛ ولذلك سمي الكامل.
قصة إسلام سعد بن عبادة
شهد سعد بيعة العقبة مع السبعين من الأنصار، وكان أحد النقباء الاثني عشر، وكان سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو وأبو دجانة لما أسلموا يكسرون أصنام بني ساعدة.
ملامح وصفات سيد الخزرج
1- الغيرة:
غيرة سعد بن عبادة نجدها عندما نراجع مواقفه ، فعن ابن عباس قال: لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا} (النور)، قال سعد بن عبادة وهو سيد الأنصار: هكذا أنزلت يا رسول الله؟ فقال رسول الله: “يا معشر الأنصار، ألا تسمعون ما يقول سيدكم؟” قالوا: يا رسول الله، لا تلمه؛ فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرًا، وما طلق امرأة قط فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته. فقال سعد: “والله -يا رسول الله- إني لأعلم أنها حق، وأنها من عند الله، ولكني تعجبت أني لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل، لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء، فو الله لا آتي بهم حتى يقضي حاجته”.
2- الجود:
كان سعد بن عبادة حاله كحال آبائه في الجاهلية في السخاء والكرم، وكان مشهورًا بالجود، وكان لهم حصن يُنادى عليها كل يوم: “من أحب الشحم واللحم، فليأتِ حصن دليم بن حارثة”. ولمّا قدم النبي المدينةَ كان يبعث إليه كل يوم جفنة القصعة من ثَرِيد اللحم أو ثريد بلبن أو غيره، فكانت جفنة سعد تدور مع رسول الله في بيوت أزواجه.
3- ثباته على رأيه:
ويتضح ذلك في يوم السقِيفة، لما همّ الأنصار ببيعته ثم بعد ذلك آلت البيعة إلى أبي بكر الصديق، فظل ثابتًا على رأيه، ولم يبايع أحدًا إلى أن مات.
4- الإقدام والشجاعة:
صفة الإقدام والشجاعة، اتضحت صفة الشجاعة لدى سيد الخزرج في الإسلام عندما أشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الناس بيوم بدر، فقام سعد بن عبادة بالتقدم حتى يتحدث، بعد إدراكه أن النبي يريد أن يتعرف على موقف الانصار، وقال: “إيانا تريد يا نبي الله، والذي نفسي بيده لو أمرت أن نخيض البحار لفعلنا، ولو أمرت أن نقوم بضرب كبد الإبل الغماد لضربنا”.
أثر الرسول في تربية سعد بن عبادة
لما أصيب زيد بن حارثة أتاهم رسول الله، فجهشت بنت زيد في وجه رسول الله، فبكى رسول الله حتى انتحب، فقال له سعد بن عبادة: يا رسول الله، ما هذا؟ قال: “هذا شوق الحبيب إلى حبيبه”.
ولم يقتصر التعليم أو التربية على الإيمان فقط، بل امتد إلى أكثر من ذلك، فيعلمه النبي بأن يأخذ حذره، وذلك لما دعاه رجل من الليل فخرج إليه، فضربه الرجل بسيف فأشواه، فجاءه النبي يعوده من تلك الضربة، ولامه على خروجه ليلا، وهذا هو موضع الفقه.
دعاء النبي لسيد الخزرج
يروي أنس أن النبي جاء إلى سيد الخزرج سعد بن عبادة فجاء بخبز وزيت فأكل، ثم قال النبي: “أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة”.
من أقواله
كان سعد بن عبادة يقول: “اللهم هب لي مجدا ولا مجد إلا بفعال، ولا فعال إلا بمال، اللهم لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه”.
وقال يوم السقيفة بعد أن حمد الله وأثنى عليه: “يا معشر الأنصار، لكم سابقة في الدين وفضيلة في الإسلام ليست لقبيلة من العرب؛ إن محمدا لبث بضع عشرة سنة في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمن وخلع الأنداد والأوثان فما آمن به من قومه إلا رجال قليل، وتوفاه الله وهو عنكم راض وبكم قرير عين، استبدوا بالأمر دون الناس؛ فإنه لكم دون الناس”.
وفاته
توفى سعد سيد الخزرج في عام 13 من الهجرة، وقيل إنه توفى في العام 14 من الهجرة، في حوران بأرض الشام. وبالجدير ذكره أن اسم الأوس والخزرج يعود إلى اسم رجلين هم أبناء الحارثة بن الثعلبة بن عمرو بن مزيقيا، ويرجع نسب الأوس والخزرج إلى الغسّان وهو أبو الملوك بن أزد، وأبناء قيلة بنت أرقم بن الثعلبة، كما أن الخزرج والأوس هم نوع من سباع الطيور، وتم تسمية قبيلة الأوس والخزرج بهذا الاسم لقوتهم الشديدة.