” أنا فخور بك لأنك حصلت على المركز الأول “.. “أنت غبي، لماذا لم تؤد واجباتك؟”.. “افعل ما أقوله لك وإلا ستعاقب”.. “إن اديت واجبك سأعطيك بعض الحلوى”.. “إن فعلت ذلك، لن أكلمك مرة أخرى”.
يكرر الكثير من الأباء والأمهات مثل هذه العبارات؛ من منطلق أنه يحب طفله ويريد تهذيب سلوكه، صورة مثالية يرسمها الوالدان لتصرفات طفلهما، مما يدفعها إلى استخدام اسلوب الترغيب تارة والترهيب تارة اخرى. وقد لا يدرك الوالدان أن مثل هذه المواقف قد ترسل رسائل عكسية للطفل: “إن لم أحصل على المركز لن يحبني أبي.” أو “أنا شخص سيئ لن يقبلنى أحد مهما فعلت.” أو “أنا وحيد، لا يوجد من يحبني ويرعاني”.
الطفل له احتياجاته النفسية والجسدية ومشاعره وأفكاره وقناعاته، وليس صفحة بيضاء نكتب عليها كما يعتقد البعض، وليس كمبيوتر نحاول برمجته لكي ينفذ الأوامر التي تعطى له. ينبغى أن نأخذ تلك الاحتياجات والمشاعر والأفكار الخاصة بالطفل بعين الاعتبار، الطفل من حقه الحصول على الحب والاهتمام والرعاية دون قيد أو شرط، ولا ينبغي ربط سلوكيات الطفل بإظهار حبنا له واهتمامنا به. الطفل غير مسؤول عن تحقيق الصورة المثالية التي يرغبها الأب والأم.
عالم النفس الشهير كارل روجز وضح أثار الحب المشروط على الابناء، فقد وجد أن هؤلاء الأبناء الذين يستقبلون مثل هذا الحب المشروط ينكرون الأجزاء (من أنفسهم) التي لم يتم تقديرها، حيث انهم يرون أنفسهم غير ذات قيمة إلا حينما يتصرفون بطريقة محددة التي أقرها والديهم.
تفعيل منهج المحبة: من حق كل طفل الحصول على الحب بلا قيد ولا شرط، ذلك الحب الفطري الذى أودعه الله فى قلب الوالدين، الذى يبني جسور التواصل بين الوالدين والابناء، حيث يتفهم الوالدان احتياجات الطفل الداخلية وكيف تؤثر على تصرفاته الخارجية. ويحاول الوالدان تقبل تلك الاحتياجات والعمل على تلبيتها وتوفير جو من الحرية والشعور بالأمن والطمأنينة وطرح البدائل المتعددة أمام الطفل وإتاحة حرية الاختيار. كل ذلك يعمل على تفجير طاقات الابداع داخل الطفل، ويكون الطفل أكثر ميلا لإرضاء والديه.
منهج المحبة لا يتعارض مع التهذيب، ولكنه يقدم المحبة على العقاب، ولا يعتمد على الحب المشروط، وإنما يكون بالتفاهم والتواصل والاستماع للطفل، وتدريب الطفل على السلوكيات الطيبة.