يدرك أغلبنا أن ضغوط العمل قد تؤدي إلى الإحساس بالقلق والتوتر، وربما تتسبب في مواجهة مشكلات شخصية مع المحيطين، إلا أن الضغوط الناجمة عن العمل من الوارد أن تتسبب في أمر مفاجئ، يتمثل في زيادة الرغبة في تناول الوجبات السريعة، ترى ما الذي يحدث؟
ضغوط العمل والوجبات السريعة
يوم صعب في العمل بإمكانه أن يؤدي إلى ليلة طويلة من تناول الوجبات السريعة، هذا ما توصل إليه الباحثون من جامعة ميشيغان الأمريكية، حيث تأكدوا من وجود علاقة بين ضغوط العمل وبين اتباع عادات غذائية شديدة السوء، تتمثل في تناول الأكلات المصنعة السريعة وغير المفيدة.
يتحدث تشو شانج، وهو الباحث المسؤول عن الدراسة الأخيرة وأستاذ علم النفس من جامعة ميشيغان بالولايات المتحدة الأمريكية، قائلا: “بعد ملاحظة بيانات أكثر من 200 شخص عامل، وجدنا أن الموظف الذي يتعرض إلى ضغوط العمل غالبا ما يعود إلى منزله وهو محمل بأفكار سلبية، ينتج عنها تناول المزيد من الأكلات السريعة بدلا من الوجبات المفيدة للصحة”.
حل مثالي
يشير الباحثون إلى أنه على الرغم من ارتفاع فرص تناول الوجبات السريعة بكثرة، في نهاية يوم العمل الصعب، فإن الإفلات من هذه العادة المضرة صحيا يعد واردا، في حال حصل العامل على ساعات من النوم المريح ليلا.
يرى العلماء أن الرغبة في تناول الوجبات السريعة المضرة بعد انتهاء يوم عصيب من العمل، تأتي أملا في زيادة الإحساس بالمتعة بعد ساعات طويلة من التوتر والقلق، فيما يمكن للنوم المريح أن يحقق للمرء الراحة النفسية التي يحتاجها، بدرجة تجعله في غنى عن تناول الأكلات السريعة للإفلات من التوتر.
يؤكد الباحثون أن النوم المريح ليلا يساعد المرء على اتباع عادات غذائية سليمة طوال الوقت، فيما يساهم في تقليل فرص الإصابة بأمراض خطيرة، مثل السكتات الدماغية والأزمات القلبية، علاوة على أن النوم الهادئ يعمل على تقليل مخاطر المعاناة من علامات التقدم في العمر، ما دفع علماء جامعة ميشيغان في نهاية الدراسة إلى تحفيز الشركات على تقديم جلسات توعية للعاملين بشأن أهمية النوم المريح ليلا، وكيفية مقاومة مشاعر التوتر والقلق أيضا.