في العادة، يخرج الطفل للدنيا من رحم الأم، ولكن هذا ما لم يحدث مع فيكتوريا، التي ولدت خارج الرحم وتحديدا من بطن أمها!
إذ ولدت الطفلة فيكتوريا لأم روسية، بعد أن كبرت خارج الرحم، في بطن والدتها، وهو ما وصف من جانب الأطباء الذين قاموا بهذا العمل الخطير والمجازف، بالمعجزة، التي لا يكتب لها النجاح إلا مرة كل 625 مليون مرة.
وتعد الولادة خارج الرحم أمرا نادر الحدوث، يحدث عندما تلحق البويضة المخصبة نفسها بمكان آخر غير الرحم، ليحدث حينها أمر مشابه لتلك الولادة العسيرة التي لا تتكر إلا في أضيق الحدود.
وعن ذلك يقول الجراح فلاديمير بروفكوف: “عملية الولادة التي تتم خارج الرحم، تحدث أحيانا على عكس المتوقع، ولكن الأمر النادر حقا، هو أن يبقى الجنين على قيد الحياة، وبصحة جيدة أيضا، كما حدث”.
وبالفعل، فالطفلة الصغيرة، والتي جاءت من خلال ما يشبه المعجزة الطبية، بوزن لا يتجاوز الـ 4 كيلوجرامات، والمولودة بمنطقة ألتاي، بسيبريا شمال روسيا، تمر أيامها الأولى في الدنيا، بصورة جيدة، ودون أي أزمات صحية.
الإيمان بالنصر
الوالدان أطلقا على ابنتهما الوليدة اسم فيكتوريا، الذي يعني الإيمان بالنصر، معتبرين أن ابنتهما تمكنت من تحقيق انتصارها الأول في الحياة ضد الظروف غير الطبيعية التي ولدت بها.
حيث تقول الأم: “شعرت بحركة الطفلة بداخلي، وكنت أظن أن الأمور تسير بصورة طبيعية وهي الولادة الأولى لي، ولكن ما استدعى القلق، عدم شعوري بأي انقباضات معتادة في مثل تلك الظروف”.
وتضيف: “ذهبت للقيام ببعض الفحوصات للتأكد من خلو الأمر من أي أزمات، وعقب إجراءها، تم فورا نقلي لغرفة العمليات، لإتمام جراحة عاجلة”.
تؤكد الأم أنها لا تجد من الكلمات ما يعبر عن شكرها للأطباء الذين ساهموا في سير الأمور بشكل طبيعي، على الرغم من غرابته وندرة حدوثه”.
صراخ الطفلة كان الأهم في العملية
يقول أحد الأطباء : “لم نتيقن من نجاح العملية إلا عند سماعنا صراخ الطفلة الصغيرة، بالنسبة لنا كان هو الصوت الأكثر أهمية على الإطلاق”.
وفي الوقت الذي انشغلت وسائل الإعلام الروسية بالنتيجة المذهلة التي تحققت، كان هم الأطباء الأكبر هو تفسير الأمر، وبيان سبب التحاق البويضة المخصبة بمكان آخر غير الرحم، وداخل بطن الأم، وهو ما يبدو أنه سيكون مجالا للبحث والدراسة من جانب العديد من الأطباء على مستوى العالم.