صحة ولياقة

طقطقة الركبة.. متى تستدعي تلك الأصوات القلق؟

يعاني البعض من أزمة طقطقة الركبة بصورة مزعجة، حيث يحدث ذلك عند ممارسة المجهود البدني، وربما لمجرد الوقوف أو الجلوس، ما يتطلب معرفة أسباب تلك الأصوات الصادرة عن المفاصل ومدى خطورتها وطرق علاجها.

أسباب طقطقة الركبة

هناك الكثير من الأسباب وراء المعاناة من طقطقة الركبة، حيث يمكن لتكون الغازات الطبيعي بداخل المناطق حول المفاصل أن يتسبب في تلك الأصوات، نظرا لتراكمها لفترة من الوقت ومن ثم انفجارها عند الحركة، وهو الأمر المعتاد الذي يحدث للجميع ولا يمكنه أن يؤدي إلى أي إحساس بالألم، ولا يتطلب إذن الخضوع لأي علاجات طبية.

من الوارد أن تسمع صوت طقطقة الركبة في حال مد الأربطة قليلا فوق أي نتوء عظمي، حيث تعني عودة تلك الأربطة إلى مكانها الطبيعي في وقت قصير للغاية، احتمالية سماع صوت الطقطقة الذي لا يدعو للقلق في تلك الحالة أيضا، علما بأن مدى مرونة الركبة لدى كل شخص قد يحدد سماع هذا الصوت من عدمه عند الحركة.

أحيانا ما تظهر طقطقة الركبة عند التعرض للإصابات، حيث يؤدي السقوط على سبيل المثال إلى مشكلات مختلفة تصبح الطقطقة واحدة منها، وهي المشكلات التي تتنوع بين تمزق الغضروف الهلالي الذي يصيب الرياضيين على الأغلب، وتلين غضروف الرضفة وربما متلازمة الألم الفخذي الرضفي المعروفة بمتلازمة ركبة العداء، والتي تحدث مع احتكاك عظام الفخذ بسطح الرضفة الخلفي.

أما الأزمة الصحية الشهيرة التي تظهر في صورة طقطقة الركبة أحيانا، وخاصة مع تجاوز الـ50 من العمر، فهي التهاب المفاصل، وهي مجموعة الأمراض التي تصيب المناطق الأكثر تحملا للوزن والمفاصل الأكثر استخداما، لتصبح الركبة هي ضحيتها الأولى، وتبدو طقطقة الركبة واحدة من أعراضها.

في بعض الأحيان تنتج طقطقة الركبة عن إجراء جراحة ما في المفاصل، وهي الأصوات التي ربما كانت تصدر من قبل إجراء العملية الجراحية، إلا أن المصابين بها صاروا أكثر ملاحظة واهتماما بالأمر فقط بعد الإجراء الطبي الذي خضعوا له.

هل طقطقة الركبة خطيرة؟

قد يتساءل البعض بعد ذكر أسباب طقطقة الركبة هل هي من الأزمات الصحية الخطيرة أم أنها مجرد حالة عادية، وهو ما يمكن الإجابة عنه بالإشارة إلى أن أغلب حالات طقطقة الركبة لا تتسبب في أي آلام أو أعراض أخرى مزعجة، إلا أن الحالات الاستثنائية التي تشهد التوجع هي ما تتطلب الانتباه.

يرى الخبراء أنه بينما تعتبر طقطقة الركبة من أعراض التهابات المفاصل التنكسية التي تتطلب العلاج فورا دون شك، فإنها كذلك قد تكشف عن أزمات أخرى، كونها من بين أعراض مرض التهاب المفاصل الروماتويدي، وكذلك التهاب المفاصل الإنتاني.

كذلك تبدو الإصابة بالألم بعد سماع صوت طقطقة الركبة أشبه بجرس إنذار، حين تكشف عن احتمالية المعاناة من إصابات لاحقا في تلك المنطقة، لذا تعد زيارة الأطباء المختصين هي الحل الأمثل قبل تدهور الأمور.

علاج طقطقة الركبة

ربما لا تحتاج الطقطقة التي تصيب الركبة إلى علاجات معينة، إلا أن مرافقة الألم لها تتطلب دائما معرفة السبب وراء ذلك عبر زيارة الأطباء، من أجل تحديد العلاج الأمثل للأزمة.

تدور نصائح الخبراء في حالة المعاناة من التهابات المفاصل المسببة لطقطقة الركبة، حول ضرورة عدم حمل الأشياء الثقيلة وممارسة الرياضات التي تشمل المشي والسباحة ولا تعتمد على حمل الأوزان الثقيلة أو غير الثقيلة.

ينصح كذلك بالاعتماد على الكمادات الساخنة أو كمادات الثلج لمواجهة أعراض طقطقة الركبة، حيث تعمل تلك الكمادات على تقليل الالتهابات المصاحبة للألم، مع الوضع في الاعتبار أن الحصول على الراحة قد يعتبر هو الحل المثالي لتلك الأزمة، ما يتحدد من خلال استشارة المتخصصين القادرين على التفرقة بين الحالات المختلفة بسهولة.

كذلك يعتبر الحصول على فيتامينات محددة أو أدوية علاجية للركبة من الحلول المطروحة، إلا أنها تظل في أيدي الطبيب الذي يقرر العلاج الذي يمكن الاعتماد عليه.

في الختام، تبدو أصوات طقطقة الركبة من الأمور المخيفة للبعض، كونها قد تكشف عن أزمة مقلقة في المفاصل، إلا أنها في أغلب الأحوال لا تستدعي القلق، فقط ينصح باستشارة المتخصصين في حال ارتبطت الطقطقة بآلام مزعجة، من أجل معرفة السبب وراءها ومن ثم بدء علاجه بشكل سليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى