كتبت – إسراء حمدي
ماذا لو ضاقت بك السبل، واضطررت للعيش في صندوق خشبي بغرفة معيشة؟ هل تفعلها حقا كما فعلها “بيتر”؟
بات العثور على سكن مناسب وبأسعار في متناول اليد أمرا شبه مستحيل، في ظل أسوأ أزمة مالية عالمية، اكتوى بنارها الجميع وخاصة جيل الألفية الناشئ، حيث يبلغ متوسط إيجار شقة في نيويورك حوالي 4,350 دولار، وفي مدن مثل سان فرانسيسكو ينفق الخريجون ما يقرب من 79% من راتبهم الشهري لمجرد الحفاظ على سقف فوق رؤوسهم.. فما الحل؟
لجأ عدد من الشباب الخريجين إلى حلول ماكرة وجميلة لتجنب العودة إلى العيش مع والديهم مرة أخرى، ووجد المقيمون في المدينة (بما فيهم مهندسو تسلا وجوجل) حلا مذهلا لحل أزمة السكن، حتى وإن كان استئجار صندوق خشبي في غرفة معيشة، وذلك على غرار فيلم عادل إمام الشهير “كراكون في الشارع”!
منزل سارة “الشراعي”
تعيش “سارة باترسون” البالغة من العمر 24 عاما في خليج كاليفورنيا الشمالية، حيث الشقق باهظة الثمن والتي حددت أسعارها شواطئ كاليفورنيا الخلابة.
قررت “سارة” مكافحة ارتفاع تكاليف السكن، بشرائها مركبا شراعيا وجدته على موقع “كريغزلست” لتتخذ منه سكنا لها، وتنفق عليه ما بين 250 و 1,111 دولار، هي رسوم رسو المركب في المرسى مع بعض الرسوم الإضافية للعيش، ونجحت في توفير الآلاف من راتبها كل شهر؛ حيث يبلغ متوسط إيجار الغرفة الواحدة حوالي 3,000 دولار.
“حاوية” لم الشمل
قرر الزوجان “هيذر ستيوارد” و “إسمان” شراء حاوية شحن عبر الإنترنت، وتم تسليمها إليهم في موقف السيارات الشاغر، ثم قاما بتحويلها إلى منزل صغير مرتب.
وكان هذا هو الحل الأمثل من وجهة نظرهما، بدلا من النضال للعثور على منزل رخيص للإيجار في مدن أخرى باهظة الثمن مثل نيويورك وبوسطن، ووفر لهما هذا الوضع الكثير من الأموال؛ حيث كانا ينفقان ما يقرب من 2,200 دولار شهريا للإيجار في سان فرانسيسكو، أي ما يعادل ثمن شراء الحاوية.
صندوق “بيتر” الخشبي
قرر “بيتر بيركويتز” التخلي عن الحياة الباهظة التي تكلفه آلاف الدولارات، في سبيل العيش في صندوق خشبي داخل منزل صديقه، ووجد “بيتر” راحته في هذا الصندوق الذي لم يكلفه أكثر من 1,300 دولار، والذي لم يستغرق الكثير من الوقت أيضا في صناعته.
منازل متنقلة
لم يقتصر الأمر على المراكب الشراعية والحاويات والصناديق الخشبية وحسب، بل قام العديد من الشباب بشراء العربات والشاحنات وقاموا بتحويلها إلى مساكن لهم، كذلك بناء المنازل الخشبية الصغيرة، ما أدى إلى بث روح التفاؤل والحماس والشعور بالانتصار، والتحرر من معاناتهم ومن قيود أزمة الاستئجار والسكن.