علاقة عجيبة بين عدم ترتيب المنزل أو التواجد ببيئة فوضوية، والقدرات الإبداعية لدى الفرد، حيث توضحها دراسة أمريكية يبدو أنها تشجع على الفوضى من أجل خلق الإبداع!
الفوضى والإبداع
هل تشعر بالغضب لانتشار الفوضى بغرفتك أو لعدم ترتيب منزلك؟ يبدو أنه أمر لا يستحق الغضب بعد الآن بقدر ما يستحق الثناء، والعهدة على دراسة حديثة أجريت بالولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا، لتكشف فائدة الفوضى.
توصلت الدراسة البحثية التي أجريت في كلية كارلسون للإدارة بجامعة مينيسوتا الأمريكية، إلى أن المنزل غير المرتب، يعد من الدلائل الواضحة على ذكاء مالكه، الذي يتمتع حتما بقدرات إبداعية تفوق غيره، حيث أشارت إلى مثل هذا الشخص باعتباره أكثر قدرة على التفكير بكل حرية، مع تمتعه أيضا بميزة العطاء لمن حوله.
أوضحت الدراسة المثيرة أن التواجد بداخل بيئة فوضوية غير مرتبة، يحفز الإنسان على كسر القيود والأفكار الروتينية، ما يساعد في إنتاج أفكار أخرى أكثر إبداعا، فيما يقوم المكان المرتب بالتشجيع على الاتزان ومن ثم عدم المخاطرة، الأمر الذي يعني التأثير بالسلب على القدرات الإبداعية.
الدراسة
استعانت الدراسة الأمريكية الأخيرة بنحو 188 متطوعا، تم التوصل من خلالهم إلى أن الشخص الذي يعيش ببيئة غير مرتبة، لا يخشى المخاطرة بل ويأمل دائما في تجربة كل جديد، بعكس هؤلاء ممن يعيشون بمنازل أكثر هدوءا ونظاما.
تعقب الباحثة وراء الدراسة الأخيرة، كاثلين فوهز، على النتائج المفاجئة للبعض بالقول: “في وقت نشاهد فيه عبر موقع يوتيوب، مقاطع الفيديو التي تكشف عن طرق ترتيب البيت وإخلائه من قطع الأثاث والأشياء غير الضرورية، نفاجأ الآن بأننا يجب أن نقوم بالعكس”، موضحة: “تساعد البيئة غير المرتبة صاحبها بشكل غير متوقع، حين تمنحه المرونة التي يحتاجها من أجل مزيد من الإبداع، عكس ما يتخيل الكثير من البشر”.
تؤكد كاثلين أن انتشار فيديوهات إعادة ترتيب المنازل وتنظيمها، عبر مواقع الفيديوهات المختلفة، لا يعني وفقا للدراسة الأخيرة أن العيش ببيئة منظمة هو الأمر الصواب دائما، مختتمة حديثها بالقول: “إن كنت تجلس الآن في غرفتك غير المرتبة على الإطلاق، فاعلم أنك ربما تكون عبقريا”.