تستخدم بعض الأمهات أسلوب عقاب العزل في تأديب أطفالهن عند ارتكاب سلوك غير لائق، وهذا الأسلوب يعتمد على تخصيص مكان في المنزل يجلس فيه الطفل لفترة زمنية محددة بمفرده إلى أن تسمح له الأم بالقيام منه والانضمام إلى الأسرة مرة أخرى، لكن الجدوى من القيام بهذا النوع من العقاب ليست كبيرة، رغم انه لا يلحق الأذى بالطفل، إلا أنه لا يكفل إيقاف السلوك السيئ الذي تسبب في اللجوء إليه كوسيلة تربوية.
السن المناسبة لتلقي عقاب العزل
يناسب عقاب العزل الأطفال الدارجين (في مرحلة تعلم المشي)، في الفترة العمرية بين 18 شهرا وعامين، وينفذ العقاب في هذه الفترة عبر حمل الطفل ووضعه في ركن الغرفة أو فوق كرسي صغير مع إعطائه تعلميات حازمة بعدم الحركة إلى أن يسمح له بذلك، لكن لا يتم عزله في غرفة أخرى بمفرده، ولا تتجاوز مدة عقابه 10 دقائق.
هل من جدوى لعقاب العزل؟
يجدر العلم أن الأطفال جميعهم في هذه السن الصغيرة، لا يقصدون إساءة التصرف عندما يقومون بفعل خاطئ، ويكون سلوكهم السيئ غالبا بسبب شعورهم بالغضب أو الإحباط، أو الخوف أو الإثارة، وللأطفال مشاعر قوية جدا، حتى أنها أكثر حدة من مشاعر الكبار، لكنهم لا يعرفون كيفية السيطرة على تلك المشاعر بعد، فيقومون بسلوكيات خاطئة دونما تعمد.
اللجوء لعقاب العزل بالطريقة الصحيحة لن يؤذي الطفل، لكنه لن يساعده على معرفة السلوك الصحيح الذي ينبغي عليه معرفته لتجنب الوقوع في ذات الخطأ مرة أخرى، أي أنه لا جدوى منه على مستوي تحسين سلوك الطفل، هو فقط يوقف السلوك السيئ بشكل مؤقت.
رغم ذلك يناسب العقاب بالعزل في حالة الأمهات والآباء سريعي الغضب، الذين يميلون إلى اتخاذ ردود فعل عقابية عنيفة ضد أطفالهم، فالعزل أكثر أمانا من الضرب مثلا أو الصراخ، وهذه هي الفائدة الوحيدة لاستخدامه.
لا لعقاب العزل.. فما البديل؟
تقع على الأم أو الأب أو الشخص المسؤول عن رعاية الطفل مهمة مساعدة الطفل على التحكم في مشاعره، حتى يتعلم السيطرة عليها وضبطها، وفي كثير من الأحيان يكون الحل الأفضل هو إخراج الطفل من الموقف الذي يسبب المشكلة برمته، فمثلا الطفل الذي يرفض الإمساك بيد الأم أثناء عبور الطريق، أو الذي يرفض المشي فوق الرصيف، يكون الحل الأفضل معه هو أن تحمله الأم، دون عقاب أو صراخ أو إلحاق أي أذى بالطفل، ثم محاورته وإفهامه الأمر بطريقة مبسطة، هذا الإجراء البسيط سيجنب الطفل الخطر، وسيعطيه الفرصة لتعلم السلوك الحسن بطريقة هادئة.
الطريقة المثلى للتعامل مع سلوكيات الأطفال الخاطئة في مرحلة الطفل الدارج، هي الاحتضان والضم، بهذه الطريقة يمكن للأم السيطرة على انفعالات صغيرها وتهدئة مشاعره السلبية.
أما تركه معزولا ليتصارع مع مشاعره التي يصعب عليه التحكم بها، لن يعلمه السلوك الحسن، وغالبا لن يفكر الطفل إلا في اللحظة التي سينتهي فيها العقاب ليعود ويستأنف ما كان يفعله.