الارتجاع الحمضي هو ما يحدث عندما يتدفق بعض المحتوى الحمضي في المعدة إلى المريء، والحموضة المعوية هي الشعور بالحرقان لدى الشخص عند إصابته بالارتجاع الحمضي، وقد يعني الارتجاع الحمضي المتكرر أن الشخص مصاب بالارتجاع المعدي المريئي، لنتعرف من خلال هذا المقال بعض بعض طرق علاج الحموضة الشديدة والارتجاع.
علاج الحموضة الشديدة والارتجاع
معظمنا جميعًا على دراية بالإحساس المؤلم والحرقان في وسط الصدر المرتبط بالحموضة المعوية، ويحدث ارتجاع المريء عندما يتم دفع الحمض لأعلى من المعدة إلى المريء، مما يؤدي إلى الإحساس بالحرقة، وعلى الرغم من أن الأشخاص غالبًا ما يستخدمون الأدوية لعلاج الارتجاع الحمضي وحرقة المعدة، إلا أن العديد من التعديلات في نمط الحياة يمكن أن تساعدك أيضًا في تقليل الأعراض وتحسين نوعية حياتك، فيما يلي بعض الطرق طبيعية لتقليل ارتجاع الحمض وحرقة المعدة.
1- امضغ علكة
أظهرت بعض الدراسات القديمة أن مضغ العلكة قد يساعد في تقليل الحموضة في المريء، يبدو أن العلكة التي تحتوي على البيكربونات فعالة بشكل خاص لأنها يمكن أن تساعد في تحييد الحمض لمنع الارتجاع، ويمكن أن يؤدي مضغ العلكة أيضًا إلى زيادة إنتاج اللعاب، مما قد يساعد في تطهير المريء من الحمض.
ومع ذلك هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث الحديثة لتحديد ما إذا كان مضغ العلكة يمكن أن يساعد في علاج ارتداد الحمض أو تخفيف أعراض حرقة المعدة.
2- نم على جانبك الأيسر
وجدت العديد من الدراسات أن النوم على جانبك الأيمن قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الارتجاع في الليل، في الواقع وفقًا لإحدى الدراسات قد يؤدي الاستلقاء على جانبك الأيسر إلى تقليل التعرض للحمض في المريء بنسبة تصل إلى 71٪، على الرغم من أن السبب غير واضح تمامًا، إلا أنه يمكن تفسيره من خلال علم التشريح.
يدخل المريء إلى الجانب الأيمن من المعدة، نتيجة لذلك تقع العضلة العاصرة للمريء السفلية فوق مستوى حمض المعدة عندما تنام على جانبك الأيسر، من ناحية أخرى عندما تستلقي على جانبك الأيمن فإن حمض المعدة يغطي العضلة العاصرة للمريء السفلية، مما يزيد من خطر الإصابة بالارتجاع.
بينما قد لا يكون النوم على الجانب الأيسر طوال الليل ممكنًا دائمًا، إلا أنه قد يساعدك على الشعور براحة أكبر أثناء النوم.
3- تناول العشاء في وقت مبكر
غالبًا ما ينصح أخصائيو الرعاية الصحية الأشخاص الذين يعانون من ارتجاع المريء بتجنب تناول الطعام في غضون 3 ساعات قبل النوم، وذلك لأن الاستلقاء بشكل أفقي بعد تناول الوجبة يجعل عملية الهضم أكثر صعوبة، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض الارتجاع المعدي المريئي.
ووفقًا لإحدى الدراسات فإن تناول وجبة في وقت متأخر من الليل زاد من التعرض للأحماض عند الاستلقاء بنسبة 5٪ مقارنةً بتناول الطعام في وقت مبكر من المساء، ووجدت دراسة أخرى شملت 817 شخصًا مصابًا بداء السكري من النوع 2 أن تناول العشاء في وقت متأخر من الليل كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالارتجاع الحمضي.
اقرأ أيضًا: 10 أطعمة تسبب حموضة المعدة
4- تناول وجبات صغيرة ومتكررة
هناك عضلة تشبه الحلقة تُعرف باسم العضلة العاصرة للمريء السفلية حيث يفتح المريء إلى المعدة، تعمل كصمام وعادة ما يمنع المحتويات الحمضية للمعدة من الصعود إلى المريء، بالإضافة إلى أنه يظل مغلقًا ولكنه قد يفتح عند البلع أو التجشؤ أو القيء.
وتضعف هذه العضلة وتختل وظيفتها في الأشخاص المصابين بالارتجاع الحمضي، ويمكن أن يحدث ارتداد الحمض أيضًا عندما يكون هناك ضغط شديد على العضلات، مما يؤدي إلى ضغط الحمض خلال الفتحة، وليس من المستغرب أن تحدث معظم أعراض الارتجاع بعد تناول الوجبة، يبدو أيضًا أن تناول وجبة واحدة إلى وجبتين كبيرتين في اليوم قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الارتجاع، لذلك فإن تناول وجبات أصغر حجمًا وأكثر تواترًا على مدار اليوم قد يساعد في تقليل أعراض ارتداد الحمض.
5- الحفاظ على وزن معتدل
يقوم الحجاب الحاجز بتقوية العضلة العاصرة للمريء بشكل طبيعي، وهو عضلة تقع فوق معدتك، مما يمنع كميات مفرطة من حمض المعدة من التسرب إلى المريء، ومع ذلك إذا كان لديك دهون زائدة في البطن، فقد يرتفع الضغط في بطنك لدرجة أن العضلة العاصرة للمريء السفلية تندفع لأعلى بعيدًا عن دعامة الحجاب الحاجز، وتعتبر هذه الحالة المعروفة باسم فتق الحجاب الحاجز، السبب الرئيسي للارتجاع المعدي المريئي.
علاوة على ذلك تظهر الأبحاث أن وجود دهون زائدة في البطن قد يترافق مع زيادة خطر الإصابة بالارتجاع الحمضي والارتجاع المعدي المريئي، لهذا السبب تشير بعض الدراسات إلى أن فقدان 10٪ على الأقل من وزن الجسم يمكن أن يقلل بشكل كبير من أعراض ارتجاع المريء لدى الأشخاص المصابين بهذه الحالة، ويمكن أن يساعد تحقيق وزن معتدل للجسم والحفاظ عليه في تقليل ارتداد الحمض على المدى الطويل.
6- لا تشرب الكثير من القهوة
وجدت الدراسات أن القهوة تعمل بشكل مؤقت على إرخاء العضلة العاصرة للمريء، مما يزيد من خطر الإصابة بالارتجاع الحمضي، وتشير بعض الأدلة أيضًا إلى أن الكافيين هو سبب محتمل، حيث يعمل على إرخاء العضلة العاصرة للمريء، مما قد يسبب ارتجاع المريء.
ومع ذلك على الرغم من أن العديد من الدراسات تشير إلى أن القهوة والكافيين قد يزيدان سوء ارتداد الحمض لدى بعض الأشخاص، فإن الأدلة ليست قاطعة تمامًا، إذا وجدت أن القهوة تسبب لك الحموضة، فمن الأفضل ببساطة تجنبها أو الحد من تناولها.
7- قلل من تناول المشروبات الغازية
ينصح أخصائيو الرعاية الصحية أحيانًا الأشخاص المصابين بارتجاع المريء بالحد من تناول المشروبات الغازية، هذا لأن بعض الدراسات قد لاحظت أن الاستهلاك المنتظم للمشروبات الغازية والصودا يمكن أن يكون مرتبطًا بارتفاع مخاطر الإصابة بالارتجاع.
ووجدت إحدى الدراسات أن المشروبات الغازية على وجه الخصوص أدت إلى تفاقم بعض أعراض ارتداد الحمض، بما في ذلك حرقة المعدة، والامتلاء، والتجشؤ، والسبب الرئيسي هو أن غاز ثاني أكسيد الكربون (الفقاعات) في المشروبات الغازية يتسبب في تجشؤ الناس في كثير من الأحيان – وهو تأثير يمكن أن يزيد من كمية الحمض المتسرب إلى المريء.
8- الحد من تناول الأطعمة الغنية بالدهون
قد تكون الأطعمة المقلية وبعض الأطعمة الدهنية الأخرى أيضًا سببًا لارتجاع المريء، حيث تظهر بعض الأبحاث أنها قد تؤدي إلى الحموضة المعوية مثل، الأطعمة المقلية، ورقائق البطاطس، والبيتزا والسجق، فهي تتسبب في إطلاق الأملاح الصفراوية في الجهاز الهضمي مما قد يؤدي إلى تهيج المريء.
من المهم ملاحظة أن الدهون جزء أساسي من نظام غذائي صحي، وبدلًا من تجنب الدهون حاول أن تتناولها باعتدال من مصادر صحية، مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية من الأسماك الدهنية والدهون الأحادية غير المشبعة من زيت الزيتون أو الأفوكادو.
وإلى هنا نكون قد تعرفنا على بعض طرق علاج الحموضة الشديدة والارتجاع، فاحرص على القيام بها حتى تتجنب هذه المشكلة، فيمكن أن يؤثر ارتداد الحمض على الأشخاص من جميع الأعمار زأحيانًا لأسباب غير معروفة، وقد يحدث بسبب عامل نمط الحياة، ولكن أيضًا لأسباب لا يمكن منعها دائمًا.
اقرأ أيضًا: