“مبروك، المدام حامل” فور سماع الزوج لهذه الكلمة من الطبيب، فإنه يسارع في قول الكلمات الأخرى المحفوظة (لا تتحركي وأنا سأفعل كل شيء) التي ربما يقولها تلقائيا كما سمعها في الأفلام القديمة، وكما سمع الطبيب أيضا.
فهل فعلا تستدعي فترة الحمل كل ذلك الاهتمام من الزوج؟ ربما نقول “لا” من جهة عدم الحركة للزوجة وعدم فعل أي شيء؛ إذ ذلك ليس صحيا لها، بل إن هناك تمرينات رياضية ينبغي أن يقوم بها الحوامل لتسهيل الولادة، ولكن نقول “نعم” وألف نعم من جهة الاهتمام، من الزوج، من متابعة الطبيب، من التعامل بحذر مع الأمراض البسيطة حتى، فهيا لنعالج إحدى تلك المشكلات البسيطة بحذر شديد، مشكلة الكحة عند الحامل.
تتعد أسباب الكحة نظرا لكون الكحة والسعال لا يكونان إلا عرضا لأمراض الجهاز التنفسي، ومن خلالهما يستدل على هذه الأمراض كنزلات البرد الموسمية، والالتهابات البكتيرية والفيروسية الحميدة منها والخبيثة، وفيما يلي أسباب الكحة الشائعة:
البكتيريا والفيروسات: مثل البرد والإنفلونزا.
الأدوية المحفزة للسعال: بعض الأدوية تكون من أعراضها الجانبية تحفيز السعال، كأدوية ارتفاع ضغط الدم، وأدوية القلب.
التدخين: حيث يورث التدخين السعال المزمن، وكثيرا من الالتهابات في الجهاز التنفسي.
الربو.
أسباب أخرى ثانوية: مثل الالتهابات الرئوية البكتيرية، والانسداد الرئوي، ومرض الارتداد المريئي، وإصابات الحبال الصوتية.
على الرغم من أن معظم نزلات البرد قد لا تؤثر سلبا على الجنين، فقد تزيد المضاعفات من أخطار أخرى كالولادة المبكرة، والتشوهات الخلقية، لذلك يجب التعامل السريع مع الأعراض التالية:
صعوبة في التنفس.
الشعور بالغثيان.
ألم أو ضغط وضيق في الصدر.
الشعور بالدوخة والقيء الشديد.
حدوث نزيف مهبلي.
حمى شديدة لا يستطيع علاج الأسيتامينوفين (Acetaminophen) التعامل معها.
الحرص على غسل اليدين بانتظام خاصة بعد ملامسة الأشخاص المصابين بالإنفلونزا أو البرد.
تناول فيتامينات ما قبل الولادة والبروبيوتيك (Probiotics).
الحد من الانتظار في أماكن الازدحام.
استخدام الوسائد في رفع الرأس أثناء النوم خاصة لمرضى ارتجاع المريء.
علاج الكحة عند الحامل
هناك طرق وإجراءات منزلية للتخلص من الكحة والسعال، كما أن هناك أدوية وعقاقير طبية توصف من قبل الطبيب حسب حالة الحمل.
طرق منزلية لعلاج الكحة والسعال:
قبل اللجوء للأدوية الطبية قد يكون هناك بعض الطرق التي تساعد في التخفيف من الكحة عند الحامل منها ما يلي:
الغرغرة بالماء والملح: الغرغرة بالمحاليل الملحية يمكن أن تزيل المخاط، ومسببات الحساسية، كما أن الغرغرة بالماء الدافئ تساعد في تقليل التهابات الجهاز التنفسي والرئتين بنسبة 40%، وتستخدم الغرغرة مرتين أو ثلاث مرات في اليوم الواحد.
العسل: حيث إن العسل يعد من أفضل الأدوية الطبيعية التي تقضي على الالتهابات، والعدوى البكتيرية، ويخفف من التهاب الحلق، ويقوي المناعة، ويتعامل مع كافة أمراض الجهاز التنفسي، ويمكن تناوله -مرتين أو ثلاثة يوميا- عسلا خالصا، أو ممتزجا بالماء، أو الشاي، أو النعناع.
الثوم: حيث يحتوي الثوم على مجموعة مضادات للبكتيريا والإنفلونزا التي تعمل على الحد من آثار الإنفلونزا كالكحة والسعال، ويتناول الثوم طازجا بعد تقشيره (بدون خلطه مع أطعمة أو مشروبات أخرى).
الوجبات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ج (vitamin C): حيث إن تناول الطعام الغني بفيتامين C يساعد في طرد البكتيريا والفيروسات من الجسم ويعمل فيتامين C كمضاد للأكسدة، ويوجد في الليمون، والبرتقال، واليوسفي، والحمضيات بشكل عام.
البصل: يحتوي البصل على بعض مضادات البكتيريا التي تسبب الكحة والسعال، حيث يتم تقطيع البصل إلى شرائح صغيرة ويضاف إلى كمية من الماء، ويغلى لمدة ساعة على النار، ويفضل وضع القليل من العسل على شرائح البصل.
مخلوط الريحان والعسل: يمكن غلي الريحان ثم إضافة العسل له وشربه في صورة سوائل دافئة، كما يمكن تناول هذا الخليط في صورة معجون، حيث إن ملعقة واحدة منه تخفف كثيرا من الكحة.
الخبيز: أو كما يسميه البعض الخبازي، حيث تغلى أوراقه في كمية من الماء وتغطى لمدة تصل إلى 10 دقائق أو أكثر قليلا، ثم يتناول مرتين يوميا (بعد وجبة الغداء، وقبل النوم مباشرة).
استخدام قطع الثلج لفترات قليلة، لعدم تعريض الأنسجة للتلف، أو الإصابة بأمراض أخرى.
شرب السوائل الدافئة.
علاج الكحة بالأدوية والعقاقير الطبية:
قد يلجأ الأطباء لوصف الأدوية في حالة إذا استمرت الكحة لمدة أكثر من يومين، أو إذا ما كان المريض لا يستجيب لطرق العلاج الطبيعية. وإليكم بعض الأدوية التي لا تشكل خطورة أثناء الحمل:
أسيتامينوفين تايلينول (Acetaminophen – I.E Tylenol): حيث يساعد على تقليل الحمى والصداع.
الأدوية المهدئة للسعال، والتي تحتوي على ديكستروميثورفان (Dextromethorphan).
فرك مادة الميثانول (Methanol) تحت الأنف واستنشاقها.