دراسة سويدية تربط بين فرص الانتحار ومعدلات الذكاء لدى البشر، في إشارة إلى تأثير طرق التفكير على سهولة اتخاذ قرارات خطيرة مثل التخلص من الحياة.
الانتحار ومعدلات الذكاء
تشير الإحصاءات إلى أن الانتحار هو سبب الوفاة بالنسبة لحوالي 800 ألف شخص حول العالم كل عام، ما يكشف عن ضرورة الوقوف على الأسباب وراء حدوث تلك الظاهرة المستمرة، والتي تبين أن من بين تلك الأسباب هو انخفاض معدل الذكاء، والعهدة على دراسة حديثة.
أوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من معهد كارولنسكا الطبي الشهير في السويد، أن فرص الانتحار تبدو مرتفعة بدرجة ما، لدى البالغين من أصحاب معدلات الذكاء الأقل خلال مرحلة المراهقة، ما يستوجب الانتباه.
أجريت الدراسة الأخيرة على مدار عقود طويلة، حيث بدأت عبر بعض الباحثين من سبعينيات القرن الماضي، ومن خلال المتابعة الدقيقة لنحو 50 ألف مواطن في السويد، ما أعطى الفرصة للعلماء من أجل تبين تأثير الذكاء على طريقة التحكم والسيطرة على المشاعر، وخاصة بالنسبة للبالغين ممن عانوا من مستويات منخفضة من الذكاء خلال مرحلة المراهقة.
المراهقون والاكتئاب
أوضح الباحثون عبر الدراسة الأخيرة، أن فرص الانتحار أو محاولة التخلص من الحياة حتى وإن فشلت، لدى أصحاب معدلات الذكاء الأقل، تصل إلى 6 أضعاف الفرص لدى أصحاب معدلات الذكاء الأعلى من المتطوعين في الدراسة، فيما تزداد حدة الأزمة لدى الأشخاص غير القادرين على السيطرة على مشاعرهم الخاصة.
تعقب ألما سوربيرج والين، وهي أستاذ علم النفس بمعهد كارولنسكا الطبي والباحثة المسؤولة عن الدراسة الأخيرة، قائلة: “الجزء الأكثر أهمية من الدراسة الأخيرة، هو ذلك المتعلق بخطورة عدم الثبات النفسي على المراهقين تحديدا”، مشيرة إلى أن التأثير السلبي الواضح على هؤلاء الصغار أحيانا بسبب مشكلات تبدو عادية من الوهلة الأولى، هو ما يدفعهم لاحقا إلى اتخاذ قرار مفجع مثل الانتحار.
ليست تلك الدراسة الأولى التي تكشف عن تأثير انخفاض معدلات الذكاء على طرق التفكير التدميرية، والتي تنتهي بأصحابها أحيانا إلى السقوط في هوة الاكتئاب والانتحار، حيث سبق وأن أشارت دراسات أخرى لنفس النتيجة، إلا أنها لم تتمتع بنفس مصداقية الدراسة السويدية الأخيرة التي استمرت لعقود طويلة من الزمان، من أجل التوصل للنتيجة السابق ذكرها.