في ركن صغير غرب بولندا تقع غابة مكونة من 400 شجرة صنوبر فريدة من نوعها، حيث أن جذوعها كلها نمت بشكل معقوف بزاوية 90 درجة متجهة إلى الشمال!
عمر هذه الأشجار الغريبة 72 عاما، حيث تمت زراعتها في العام 1930 لتنمو لمدة 7 أو 10 سنوات ثم تتوقف بعد ذلك عن النمو! يُعتقد أن هذه الأشجار تمت زراعتها وهندستها بطريقة ما لتنمو بهذا الشكل فيبدو أن من زرعها قد أوقفته الحرب العالمية الثانية عن حصاد تجربته الفريدة!
الجذور الملتوية وسحرها
حينما تنظر لهذه الصورة وتجول بعينيك بين جذوع أشجارها، وروعة تفاصيلها، سيجذبك سحرها، وللوهلة الأولى ستظن أنها لوحة فنية لرسام ماهر، أراد رسم غابة بشكل مدهش وغريب، فترك العنان لخياله وأبدع بريشته وألوانه ليسحر الأعين، ولكنها في واقع الأمر غابة حقيقية اعتبرها البعض لغزا من صنع الطبيعية.
ففي زاوية صغيرة غرب بولندا، وبالقرب من بلدة غريفنو، يوجد اللغز الذى حير الكثير من العلماء، وما زال قائمًا حتى الآن، إنها الغابة الملتوية، أو المعقوفة كما يسمونها، تلك الغابة الفريدة من نوعها، والتي تتكون من 400 شجرة من أشجار الصنوبر، وقد نمت جذوعها بشكل معقوف بزاوية 90 درجة متجهة إلى الشمال، وقد تم زراعتها في العام 1930، أي منذ ما يقرب من 89 عامًا، عندما كانت المنطقة داخل مقاطعة بوميرانا الألمانية.
اللغز وتفسير الظاهرة
اجتمع الباحثون، وأثيرت العديد من التساؤلات، وطرحت العديد من النظريات، حول الكيفية التي نمت بها هذه الأشجار، وبهذا الشكل الملتوي، والبعض يعتقد أنها نشأت بفعل الإنسان، والبعض الآخر يرى أنه بعد 7 سنوات من تاريخ نمو تلك الأشجار، تحولت بفعل تغير بيئي إلى هذا الشكل، ومنهم من ذكر أنه في تلك الفترة التي كانت تشهد الحروب، تم التلاعب جينيًا في الأشجار.
في حين يرجح البعض الآخر السبب لوجود طبقة سميكة من الثلج، غطت الشجيرات الصغيرة، والتي أكملت نموها بعد ذوبان الثلج في فصل الربيع، وإن كان سكان بولندا يؤكدون أن هذه الأشجار تمت زراعتها وهندستها بطريقة ما لتنمو بهذا الشكل، وحتى اليوم لم يثبت أي طرف نظريته لغياب الدليل على ذلك، ما جعلها لغزًا يحير العلماء حتى اليوم.
سكان بولندا
يعتقد سكان بولندا أنّ القصص المتداولة جميعها غير صحيحة وتنشر الملل، والاعتقاد السائد يقول أنّ الغابة تشكلت في هذا الشكل بسبب كمية كبيرة من السحر الأسود التي جرت في ذلك الوقت، أياً كانت القصة فالقادم لبولندا يجب عليه أنّ لا يفوت مشاهدة الغابات الساحرة والتمتع بنزهة مليئة بالتشويق نظرا لكمية الروايات والقصص المذكورة عن هذا المكان الساحر.