لا تزال غابة ريندلشام أحد أشهر الأماكن، التي شهدت أغرب الحوادث الخارقة للطبيعة، على مدار يومين متتاليين، وبرغم مرور ما يقرب من 42 عامًا على الحادثة، إلا أن الغموض والرعب والإثارة، لا تزال تحيط بالغابة، والتي لم يتوصل العلماء والباحثون إلى تفسير واضح لما حدث بها، حتى يومنا هذا.
غابة ريندلشام
تقع غابة ريندلشام Rendlesham Forest في سوفولك، المقاطعة الإنجليزية الواقعة في شرق إنجلترا، وهي من الغابات الأسطورية، التي اتخذت شهرة واسعة جدًا في فترة وجيزة، وذلك إثر ما شهدته من ظاهرة غامضة، أثارت الكثير من الجدل، في شهر ديسمبر من عام 1980، حيث انبعثت منها سلسلة هائلة من الأضواء مجهولة المصدر.
لتصبح هذه الظاهرة فيما بعد، من أشهر الأحداث التي شُبهت بواقعة نيو ميكسيكو 1947، المعروفة باسم “بريطانيا روزويل“، وهي الحادثة التي تحطم فيها بالون المراقبة العسكري للقوات الجوية، في مزرعة مواشي بالقرب من مقاطعة شافيز، نُسب من خلالها هذا الفعل إلى وجود سفينة فضائية من خارج كوكب الأرض، إذ ادعى البعض العثور على مخلوقات غريبة المظهر والشكل، في مكان الحادث.
اقرأ أيضًا: المدينة المفقودة زد.. وكيف ابتلعت الأسطورة المستكشف فاوست وفريقه؟
أضواء غامضة في قلب الغابة
الآن وبعد مرور كل هذه السنوات، هل نجح الأمر في اكتشاف ظاهرة الأضواء الغامضة، التي سطعت بين أشجار الغابة في تلك الليلة الباردة؟ حاول الكثيرون الإجابة على هذا السؤال، بعد العودة إلى نقطة البداية، وإعادة إحياء أحداث 26 ديسمبر 1980.
تعود القصة إلى وجود القاعدتين بينتواترز وودبردج العسكريتين، من الحقبة التابعة للحرب العالمية الثانية، والذي احتلهما سلاح الجو الأمريكي (USAF) في ذلك الوقت.
وبحلول الساعات الأولى من صباح يوم 26، أطلق أفراد القوات الجوية الأمريكية إشارة، تفيد بأنهم شاهدوا وميضًا هائلًا، وأضواءً ساطعة غريبة، تنبعث من غابة ريندلشام، الأمر الذي دفعهم إلى الاعتقاد بأن مصدر الضوء يعود إلى سقوط إحدى الطائرات، هكذا سارع رجال التحقيق لموقع الحدث، ولكن عند دخول الغابة حدث ما لم يكن في الحسبان.
بدأ الأمر بسماع الجنود أصوات حيوانات هائجة بشكل جنوني، في المزرعة المجاورة للغابة، وكأنها ترغب في الفرار من المزرعة لإيجاد ملاذ آمن، وبمجرد اقتراب الجنود من المنطقة التي انبعث منها الضوء لم يجدوا أمامهم سوى الفراغ، حتى إنهم قرروا الرحيل، إلا أن شيئًا غاية في الغرابة استوقفهم، حيث رأى بعض الجنود كائنا غريبا متوهجا يطير بسرعة البرق، متجهًا إلى الساحل القريب.
اقرأ أيضًا: غابة أوكيغاهارا اليابانية.. المكان الأمثل للموت في «مارس»!
ظاهرة طبيعية أم زيارة من الفضاء؟
أجسام مجهولة
وقد شهد هالت بنفسه أحداثًا مشابهة لتلك التي وقعت في اليوم 26، حيث كانت حيوانات المزرعة المجاورة هائجة بشكل جنوني، بالإضافة إلى سطوع 3 إضاءات حمراء متوهجة، دائرية الشكل، حلقت في الأفق سريعًا فوق رأس الجنود مباشرة، والتي كانت متتالية بشكل منتظم، كما لو كان أحدهم يطلقها بنمط معين.
الأمر الذي أثار الجدل والكثير من التحليلات والتفسيرات، وجعل البعض يعتقدون أن هذه الأضواء المتوهجة هي اليوفو “UFO”، أي الأجسام الطائرة المجهولة، التي تهبط من السماء، ليخرج منها بعض المخلوقات والكائنات الفضائية، في زيارة سريعة للأرض، بهدف الاستقصاء عن بعض المعلومات، أو اختطاف بعض السكان من الكوكب المأهول.
شهود رئيسيون
إلى جانب أفراد القوات الجوية، فإن أول من أبلغ عن هذه الظاهرة أيضًا، 3 رجال من دورية الحراسة، وبحسب شهاداتهم، فإنهم شاهدوا جسمًا عملاقًا مشعًا، مجهول الهوية، وقد أبلغوا قيادة القاعدة لاسلكيًا ليحصلوا على إذن الدخول إلى الغابة، لإلقاء نظرة عن كثب، ومحاولة استكشاف الجسم مجهول الهوية.
هكذا ولج الرجال إلى الغابة، ثم سارعوا بملاحقة الجسم، معتقدين أنه قد يعود إلى طائرة عسكرية أو تجارية، هبطت هبوطًا اضطراريًا، ولكن عند وصولهم إلى الهدف المنشود، لم يجدوا أمامهم سوى جسم كروي الشكل، هبط فجأة على أرض الغابة، والذي اختفى أيضًا بشكل غامض، بمجرد وصول الجنود، مما أصاب الجميع بالدهشة والصدمة.
بالإضافة إلى ذلك، شاهد رجال دورية الحراسة أيضًا مخلوقات صغيرة جدًا، تمتلك رؤوسًا كبيرة وأجسامًا نحيلة شبه بشرية، ملتفة بشكل دائري حول الجسم، وكانت تبدو في مظهر غريب، كما لو أنها تعمل على إصلاح الطبق، ووفقًا لما صرح به الحراس، فإن هذه المخلوقات لم تتنبه إلى وجودهم، أو بالأحرى لم تشعر بهم مطلقًا، إذ بقي رجال الدورية مختبئين على بعد مسافة آمنة، من هذه المخلوقات وطبقهم الطائر “كما يبدو لهم”، وبناء عليه أرسل رجال دورية الحراسة تقاريرهم إلى القيادة، مطالبين بإرسال قوات إضافية لموقع الهبوط.
اقرأ أيضًا: قلعة فرانكلين.. وكيف بدأت اللعنة في أكثر الأماكن رعبا بأمريكا؟
تحقيقات باءت بالفشل
بمرور الوقت تصدرت قصة غابة ريندلشام، عناوين الصحف والكتب، كذلك البرامج التلفزيونية والمقالات، في جميع أنحاء العالم، كما أطلق عليها البعض “مقر اليوفو” في المملكة المتحدة، حتى إن لجنة حماية الغابات أنشأت مسارًا للأطباق الطائرة داخل الغابة، أضافوا إليه نموذجًا لمجسم، يعتقدون أنه مطابق قليلًا للمجسم، الذي ادعى الحراس والجنود الأمريكيون أنهم شاهدوه.
ملف مفتوح
خلفت أحداث 26-27 ديسمبر غموضًا وحيرة، إذ وقف الجميع عاجزين عن إجابة السؤال “هل كانت هذه الأضواء الغامضة مواجهة حقيقية مع اليوفو؟ وهل وطئت أقدام الكائنات الفضائية والمخلوقات غير البشرية أرض الغابة؟”، أم أنها حادثة طبيعية؟ قد تكون من صنع الإنسان؟
وهو ما يشير أيضا إلى احتمالية صحة سلسلة من التفسيرات والتحليلات المتعلقة بالغلاف الجوي النجمي، ما عجز الباحثون -في النهاية- وعلماء الفيزياء، كذلك المحققون من جميع أنحاء العالم، عن التوصل إليه، لتبقى أحداث 1980 ملفًا سريًا وقضية شائكة، لا يعلم خباياها إلا الله.