ربما صادفك من قبل بعض الأنباء المتداولة حول غرق مدينة الإسكندرية، وبالطبع كونها مدينة ساحلية ظهرت بعض الدراسات التي أفادت باقتراب تعرضها لكارثة الغرق نتيجة التغير المناخي، ولكن متى يحدث ذلك؟ وكيف؟ هناك الكثير من الأسباب التي تسوق بالمدينة نحو الخطر، فتابع معنا.
غرق مدينة الإسكندرية
تم بناء مدينة الإسكندرية على يد الإسكندر الأكبر عام 330، حيث بُنيت بمواصفات عالمية جعلت الجميع ينظر إليها من أول وهلة، إذ تقع مدينة الإسكندرية في موقع مميز يطل على البحر مباشرةً، وعلى الرغم من هذا الجمال الطبيعي والمعماري المميز، إلا أن مدينة الإسكندرية من المدن المرشحة للغرق بشكل كامل في عام 2050، ويعود هذا الأمر المؤسف إلى زيادة منسوب مياه البحر بشكل زائد عن الحد.
ومع زيادة الأبحاث والدراسات أكدت النتائج أن مدينة الإسكندرية، أو كما تُعرف من قبل البعض بـ “عروس البحر المتوسط”، ستكون من أول المدن الغارقة، وستتحول جميع معالمها المميزة إلى مجموعة من الكنوز الأثرية الغارقة تحت الماء.
الجدير بالذكر أن مدينة الإسكندرية واحدة من أكثر المدن المصرية اكتظاظًا بالسكان، إذ يسكن بها أكثر من 5.000.000 مصري، وحتى الآن أشارت مجموعة كبيرة من الأبحاث المرتبطة بالأحوال المناخية إلى أن مدينة الإسكندرية أو “دلتا مصر”، قد فقدت جزءا كبيرا جدًا من أراضيها، لتصل نسبة تلك الأراضي المفقودة إلى حوالي 60 كيلومترًا، بالتحديد عند فرع دمياط والذي تراجع بمسافة تصل إلى كيلومترين و600 متر، مع تراجع فرع رشيد بحوالي 4 كيلومترات و600 متر.
هل تختفي الإسكندرية بسبب الاحتباس الحراري؟
أصبح ذلك السؤال من أكثر الأسئلة التي تتردد على ألسنة الكثير من الأشخاص، سواء من المقيمين داخل مدينة الإسكندرية أو حتى من غيرها من المحافظات، خاصة مع تساقط الثلوج بشكل مستمر في جميع مناطق مدينة الإسكندرية الجميلة، والتي يقصدها السياح من مختلف دول العالم، فمدينة الإسكندرية واحدة من ضمن المدن الساحلية المعرضة للغرق بالفعل، ويرجع الأمر إلى زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تنتج عن الارتفاع الشديد في مستوى مياه البحر.
وعلى الرغم من الاحتمالية الكبيرة لغرق مدينة الإسكندرية مع غيرها من المدن الساحلية الأخرى، إلا أن هذا الأمر لا يعني اختفاءها بأي حال أو شكل، فكل ما تحتاجه المدينة فقط هو الاهتمام المستمر حتى يتم الحفاظ عليها من عوامل الاحتباس الحراري الخطيرة، التي قد تؤثر عليها وعلى جميع المواطنين المتواجدين بها بشكل سلبي.
اقرأ أيضًا: قلعة قايتباي.. حامية الإسكندرية التي حلّت محل إحدى عجائب الدنيا السبع
الإسكندرية ليست وحدها المهددة بالخطر
لعل ارتفاع مستوى مياه البحر من الظواهر الطبيعية التي تحدث في الكثير من دول العالم، وليس فقط في جمهورية مصر العربية، مما يؤكد أن هناك العديد من المدن الساحلية الأخرى المهددة بالغرق والذي قد يصعب التحكم فيه، وتجدر الإشارة إلى أن ارتفاع منسوب المياه ينتج عن الارتفاع الشديد في ظاهرة الاحتباس الحراري، مؤديًا في النهاية إلى إذابة الجليد المتواجد عند القطبين، أو لدى القمم الجبلية المرتفعة، مما ينتج عنه غرق جميع المدن المحيطة بـ “جبال الألب” أو “جبال الكلمنجارو” المعروفة.
كما يحدث ارتفاع مستوى مياه البحر، نتيجة التمدد الناتج أيضًا عن ارتفاع حرارة المياه في فصل الصيف، بسبب عملية الاحتباس الحراري، كما أن تمدد المياه يعني زيادتها الكبيرة، مما قد يؤدي إلى غرق المدينة بالكامل وفي فترة زمنية قصيرة، خاصةً المدن ذات المستوى المنخفض كمدينة الإسكندرية وغيرها من المدن الأخرى.
اقرأ أيضًا: “حاجز أستراليا العظيم”.. الذي قضى عليه الاحتباس الحراري
الكارثة لا تفرّق بين المدن العالمية والمحلية
ذكرت العديد من وكالات الأنباء العالمية أن البيئة ستواجه ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة، خاصةً في الـ100 عام الأخيرة، وبالتأكيد سيؤدي ذلك إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل زائد عن الحد المسموح، بالتالي ستتعرض بعض المدن العالمية إلى الغرق وكذلك بعض المدن المحلية وبشكل تدريجي قد يصعب التعامل معه.
ولعل مدينة تايلاند، مومباي، وشنغهاي من أبرز المدن العالمية التي ستعاني مستقبلًا من الغرق، ويرجع ذلك إلى التآكل الشديد في شواطئ تلك المدن العالمية، والتي تمثل الموطن الرئيسي والأصلي للكثير من الأشخاص، كما أكدت المصادر أن مدينة نيويورك الأمريكية من المدن التي ستتعرض أيضًا للاختفاء بشكل كامل وذلك بعد تعرضها للغرق.
الجدير بالذكر أن هناك أكثر من 55 مدينة محلية وعالمية معرضة للغرق والاختفاء بشكل كامل، نتيجة التعرض لمجموعة من العوامل والتغيرات المناخية، التي ستؤدي إلى غرقها بالكامل، مما يعني بالنهاية أن جميع تلك المدن تحتاج إلى اهتمام خاص من قبل الحكومات الخاصة بها، حتى تستطيع السيطرة عليها ومن ثم التغلب على المشكلات المهددة لها ولوجودها.