تتعدد طرق مقاومة مشاعر التوتر والقلق، بين ممارسة الرياضة والتأمل والجلوس في الأماكن الطبيعية، إلا أننا نكشف الآن عن طريقة أخرى ربما لم تخطر على بال الكثيرين، وتتلخص في غسل الصحون في منزلك.
غسل الصحون ضد القلق
ربما يقوم ملايين البشر يوميا بنشاطات منزلية مثل غسل الصحون، من دون أن يدركوا أنهم بصدد القيام بمهمة قد تساهم في علاج مشكلات ذهنية مزعجة، مثل التوتر والقلق، وفقا لعدد من الخبراء.
يؤكد باحثون من جامعة فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، أن قيام الشخص بمهمة غسل الصحون، بصورة هادئة تتضمن شم رائحة الصابون وتحسس المياه الدافئة بأيديهم، ربما تؤدي إلى وقايتهم من مشاعر التوتر السلبية دون أن يلاحظوا حتى، الأمر الذي تم إثباته بالأرقام والإحصاءات.
توصل الباحثون من الولايات المتحدة إلى أن مشاعر التوتر والانفعال تتراجع فورا بنسبة تصل إلى 27% عند غسل الصحون، فيما ترتفع على الجانب الآخر مشاعر الإلهام، وبنسبة تصل إلى نحو 25%، حيث يرى الخبراء أن السر هنا يتمثل في الإحساس بالراحة الذي ينتاب المرء بعد القيام بعمل إيجابي، وكذلك في مشاعر الهدوء التي تتولد لدى الإنسان عندما يقوم بحركات مكررة ومنتظمة، كغسل عدد من الصحون وراء بعضهم البعض، ليتبين أن المستفيد الأكبر من هذا الأمر بطبيعة الحال هي المرأة.
ليس غسل الصحون وحده
في الوقت الذي ينصح فيه الباحثون بغسل الصحون في المنزل، باعتباره نشاطا مكررا وسهلا يزيد من الإحساس بالهدوء ويقلل من التوتر والقلق، نشير لنتائج مماثلة أبرزتها دراسة أمريكية أخرى تابعة لجامعة بافالو، حيث أثبتت وجود علاقة بين ممارسة أعمال المنزل، بما تشمل من تنظيفه وكي وغسل الملابس، وبين تمتع النساء على وجه التحديد بعمر مديد، جراء القيام بأنشطة بدنية مفيدة على مدار سنوات.
كذلك نكشف عن أهمية بعض النشاطات الأخرى المكررة التي تزيد من مشاعر الرضا وتفرز هرمونات السعادة في الجسم، والممثلة تلك المرة في الرياضة، إذ يؤكد الخبراء أن ممارسة الرياضة بانتظام لها بالغ الأثر في زيادة الإحساس بالسعادة لدى البشر، مع الوضع في الاعتبار أن إفراز الجسم لهرمونات السعادة لا يحتاج في بعض الأوقات إلا لدقائق بسيطة من المجهودات البدنية.
في النهاية، يتفق الباحثون والخبراء على أن مقاومة المشاعر السلبية بقوة، تتطلب دائما القيام بأفعال إيجابية، سواء تمثلت في العمل أو في ممارسة الرياضة، أو حتى في غسل الصحون في منزلك.