فدوى طوقان هي شاعرة فلسطينية، وتعد من أهم شعراء وأدباء فلسطين بالقرن الـ20، ولدت في اليوم الأول من شهر مارس سنة 1917م بمدينة نابلس الفلسطينية، وكانت منذ صغرها تهوى القراءة وساعدها أخوها إبراهيم طوقان الشاعر على تثقيف نفسها ودخولها إلى عالم الشعر والنثر.
دراساتها وإنجازاتها
لم تتمكن فدوى طوقان من إكمال تعليمها وحصلت فقط على الشهادة الابتدائية، حيث التحقت بالمدرسة الفاطمية في مدينة نابلس وظلت بها 3 سنوات، ثم التحقت بالمدرسة العائشية بنفس المدينة وظلت بها حتى وصلت إلى الصف الخامس، ولكتها أجبرت على التوقف عن الدراسة من قبل أخيها، مما جعلها تعاني كثيرا معاملة عائلتها المتحفظة معها.
سافرت إلى ستوكهولم لحضور مؤتمر حول السلام، كما سافرت أيضا إلى هولندا والاتحاد السوفيتي والصين.
عينت كعضو في النادي الثقافي بمدينة نابلس في سنة 1956، وانتخبت عضوا بمجلس أمناء جامعة النجاح الوطنية بنابلس سنة 1977، ومنحت الدكتوراه الفخرية من قبل تلك الجامعة.
شاركت بعض الشعراء الفلسطينيين في حضور بعض المؤتمرات واللقاءات والندوات التي كانت تعقد مثل توفيق زيادة وسميح قاسم ومحمود درويش الذي لقبها باسم أم الشعر الفلسطيني.
الشعر عند فدوى طوقان
كتبت أبيات شعرية رائعة عن أحلامها وآمالها ومدى رغبتها في نيل الحرية، ولقد تطور الشعر لديها بداية من الشعر العمودي ثم الشعر الحر بما يحمله من الواقعية والرمزية وبعد ذلك أخذت منوال القصيدة التقليدية.
وبدأ حبها بالشعر منذ أن ساعدها أخوها الكبير إبراهيم على كتابته ونظمه، حيث كان يأخذها معه إلى مكتبته ويعلمها قراءة القصائد وحفظها، كما جعلها تنشر شعرها في الصحف العربية.
وكان شعر فدوى طوقان نابعا من امرأة عاشت آلام الغربة والصراع كما أنه يمثل عملا إبداعيا تبين فيه قضاياها الذاتية.
وتشير الألفاظ الواردة في أبيات شعرها إلى بعض الدلالات والإيحاءات التي تدل على حالتها النفسية والشعور بالضياع والكبت.
جسدت فدوى طوقان في شعرها شخصية الفتاة التي تعيش عادات اجتماعية ظالمة منعتها من استكمال تعليمها ومشاركتها في الحياة الثقافية والزوجية، مما جعلها تنادي في شعرها بضرورة تحرر المرأة وتنمية واحترام مواهبها الأدبية.
ويتميز شعرها أيضا بتناول الموضوعات الشخصية والاجتماعية، مما يجعلها من أهم الشعراء الذين يجسدون المشاعر في قصائدهم.
بدأت ترسل قصائدها للمجلات الأدبية بالقاهرة وبيروت باسم مستعار، ولكنها جاءت في فترة وتملكت الآلام منها بسبب وفاة أخيها إبراهيم سنة 1941م، فنشرت كتابها الأول “أخي إبراهيم”، ثم ديوانها الأول “وحدي مع الأيام” سنة 1952، وهو العام الذي أظهرت فيه مدى معاناتها من الاكتئاب والشعور بالغربة، وقد كان نتاجا للنكبات التي مرت بها في حياتها، حيث توفي والدها ثم أخوها وأستاذها إبراهيم، مما دفعها للمشاركة بالحياة السياسية في فترة الخمسينيات.
صدر ديوانها الثاني “وجدتها” سنة 1956م الذي عكس ملامح الحرية والحب التي كان يعيشها مجتمعها.
أصدرت أيضا عام 1960 ديوان “أعطنا حبًا” الذي أظهرت فيه فقدانها للحب، وسافرت بعد ذلك لإنجلترا لدراسة الأدب الإنجليزي سنة 1962 لمدة سنتين.
ويعتبر ديوان “الليل والفرسان” وديوان “على قمة الدنيا وحيدًا” من أهم أعمالها التي تناولت فيها أحزانها، كما كتبت الجزء الأول من “رحلة صعبة” سنة 1985 وأصدرت بعده الجزء الثاني من ديوان “الرحلة الأصعب” (سيرة ذاتية) سنة 1993، وفي عام 2000 وقبل وفاتها بحوالي 3 سنوات صدر لها ديوان يسمى “اللحن الأخير”.
كتبت العديد من الرسائل الجامعية ببعض الجامعات العربية والأجنبية، كما نشرت العديد من الأبحاث والدراسات بالدوريات العربية والأجنبية.
كما تم عمل فيلم تسجيلي عن حياتها بعنوان “فدوى” وكان من إخراج الروائية الفلسطينية ليانة بدر.
الجوائز والأوسمة التي نالتها
كرست فدوى طوقان حياتها للشعر والأدب، ونالت خلالها العديد من الجوائز والأوسمة مثل:
جائزة الزيتونة الفضية الثقافية لحوض البحر البيض المتوسط باليرمو إيطاليا 1978.
جائزة سلطان العويس 1989.
وسام القدس 1990.
جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة إيطاليا.
وسام الاستحقاق الثقافي تونس 1996.
وفاتها
عانت فدوى طوقان كثيرا من المرض وقد أثر ذلك على بصرها وإنتاجها الأدبي، وتوفيت نتيجة لإصابتها بجلطة دماغية في 12 ديسمبر سنة 2003م عن عمر ناهز 85 عاما ودفنت في مدينة نابلس، ولقد كانت أحد الأعمدة الثقافية والأديبة في ذلك الوقت.