جولد فرانسيس بيكون في 22 يناير سنة 1561م في مدينة يورك هاوس بالقرب من ستراند بلندن، وكان فيلسوفًا وعرف باسم اللورد فيرولام، كما كان راعيًا للمكتبات ومطورًا لنظام فهرسة الكتب من خلال تقسيم فئاتها إلى التاريخ والفلسفة والشعر.
دراساته
تلقى تعليمه بالمنزل في بداية حياته، مما جعل كتاب السيرة الذاتية يعتقدون أن ذلك كان سببًا في سوء حالته الصحية، وفي عام 1573م التحلق بكلية ترينيتي بجامعة كامبريدج وكان عمره 12 عامًا وظل هناك 3 سنوات، واتبع مناهج العصور الوسطى بتلك الجامعة، واعتقد خلال دراساته أن الأساليب العلمية التي كانت تمارس أصبحت خاطئة، حيث رفض فلسفة أرسطو بحجة أنها عقيمة وخاطئة.
سافر فرانسيس بيكون مع السفير الإنجليزي السير أمياس بوليه بباريس، حيث زار إيطاليا وإسبانيا وتور وأماكن أخرى ودرس أيضًا الفنون واللغة والقانون المدني، ثم عاد إلى إنجلترا في فبراير سنة 1579 عندما علم بوفاة أبيه الذي كان خصص له مبلغا لشراء عقار له، ولكنه توفي قبل تنفيذ ذلك ودخل بعد ذلك في دائرة الديون، وساعدته والدته على التغلب على تلك المشكلة وأعطته منحة من قصر ماركس القريب من رومفورد، وأقام في غريز سنة 1579م.
مناصبه وإنجازاته
سعى إلى تحقيق أهدافه الثلاثة وهي: خدمة وطنه وكنيسته وكشف الحقائق العلمية، ففي سنة 1580م طلب من عمه اللورد بيرغلي أن يلحقه بوظيفة بالمحكمة، ولكن طلبه قوبل بالفشل.
عين فرانسيس بيكون كمحامٍ خارجي سنة 1582م، وانتخب نائبًا عن بوسيني، كورنوال سنة 1581م في الانتخابات الفرعية بالبرلمان، كما عين نائبًا في عام 1584 عن ميلكومب وفي عام 1586 عن تونتون.
عين عضوا في البرلمان عن ليفربول سنة 1588م وعن ميدلسكس سنة 1593م، وظل 3 سنوات في إيبسويتش سنة 1579 وسنة 1601 وسنة 1604م وفي جامعة كامبريدج سنة 1614م، وعرف عنه أنه كان مصلحًا ليبراليًا، حيث حرص على تبسيط وتعديل القانون وعارض الامتيازات الإقطاعية والاضطهاد الديني، وطالب بإدخال أيرلندا باتحاد إنجلترا واسكتلندا.
عين كأول مستشار للملكة إليزابيث سنة 1597م، وفي نفس العام حصل على براءة اختراع، مما جعل له أسبقية الالتحاق بنقابة المحامين في ذلك الوقت، وكان قاضيًَا رقيق القلب ينظر إلى الشخص بعين الشفقة وللجاني بعين الشدة، مما منحه لقب فارس سنة 1603م وهو لقب شرفي مرتبط بالقيم والمثل العليا.
عين نائبا عام سنة 1613م، وطلب من الملك تغيير التعيينات القضائية، ولكن تأثيره على الملك كان سببًا في اعتراض برلمان كامبريدج سنة 1614م على انضمامه إليه، كما عين وصيا مؤقتا لمدة شهر على إنجلترا سنة 1617م، ثم عين مستشارا للورد سنة 1618م وعرف أيضًا باسم اللورد فيروم.
بعض الاتهامات الموجهة إليه
سقط في الديون واتهم من قبل لجنة برلمانية معينة بإدارة القانون بالفساد سنة 1621م، وحكم عليه بغرامة تبلغ 40 ألف جنيه إسترليني وسجن بضعة أيام، وألغى الملك الغرامة بعد ذلك، مما أدى إلى إعلان البرلمان أن فرانسيس بيكون لن يستطع تولي منصب بالبرلمان بعد ذلك، واتهم أيضًا بإخفاء بعض أفعال الآخرين الرديئة، وقام بعض الرجال بالتشهير به، ولكن اكتشفت بعد ذلك أكاذيبهم.
زواجه
أراد أن يتزوج في سن الـ36 من عمره من أرملة شابة تدعى إليزابيث هاتون، وكانت تبلغ من العمر 20 عامًا، ولكن هذا الزواج لم يتم، وعندما بلغ 45 عامًا تزوج من أليس بارنهام التي كانت تبلغ من العمر 14 عامًا ابنة عضو مجلس محلي بلندن.
ومنحت زوجته الأسبقية على جميع السيدات الأخريات بعدما تم تعيينه مستشارا من قبل الملك، وأشار السكرتير الشخصي له ويليام راولي إلى أن زواجه كان مليئا بالحب والاحترام، وقد أعطى زوجته رداء الشرف الذي ارتدته حتى وفاتها.
فلسفة فرانسيس بيكون
صمم فرانسيس بيكون منذ أن بلغ سن الرشد على أن يغير وجه الفلسفة الطبيعية، حيث ركز على الأساليب العلمية التي تعتمد على الأدلة الملموسة بعكس الأساليب التي استخدمها أرسطو وأفلاطون من قبل، وعمل على جمع البيانات وإجراء التجارب للكشف عن الحقائق العلمية.
كما قسم أعماله إلى 3 فروع كبيرة وهي:
الأعمال العلمية: قام من خلالها بعرض أفكاره لإصلاح المعرفة بالمناهج العلمية.
الأعمال الأدبية والدينية: أظهر فيها تأملاته اللاهوتية وفلسفته الأخلاقية.
الأعمال القانونية: اقترح إصلاحيات للقانون الإنجليزي.
وأشار إلى أن العلم والمعرفة يمكن فهمهما على أساس التفكير الاستقرائي، حيث يتم تجميع أجزاء فرضية معينة لاستنتاج نتيجة معينة تسمى بالنتيجة الاستقرائية.
وفاته
توفي فرانسيس بيكون في 9 أبريل سنة 1626م بسبب إصابته بالتهاب رئوي عندما كان في قصر أروندل في هاي بعيدًا عن لندن، ويقال إنه سافر إلى هاي غيت مع طبيب الملك لإجراء تجربة عن إمكانية استخدام الثلج لحفظ اللحوم، وتسبب حشو الدجاج بالثلج في إصابته بهذا المرض، حيث شعر بالبرد الشديد والاختناق الذي أودى بحياته.
وتم دفنه بكنيسة القديس ميخائيل بسانت ألبانز، تاركًا وراءه أصولا شخصية من أموال وأراضٍ مباعة، كما كان مديونًا بأكثر من 3 ملايين جنيه إسترليني بالقيمة الحالية.