يُعتبر فن التعامل مع الآخرين من أهم المهارات التي ينبغي الحرص على تعلمها، فالتعامل مع الآخرين وإقامة علاقات قوية مع الآخرين مهارة من أهم المهارات التي تتعلمها في حياتك، ويتوقف عليها جزء كبير من نجاحك في الحياة والتوافق معهم مهارة تحتاج إلى تدريب، حتى نستطيع نقل المعلومات والأفكار إلى الآخرين والتأثير فيهم بما تريد، فإن أتقنت فن التعامل مع الآخرين، فإن هذا سيسعدك أنت في المقام الأول لأنك ستشعر بحب الناس لك وحرصهم على التعامل معك.
لماذا يفشل البعض في التعامل مع الآخرين؟
قد نجد أن بعض الأشخاص لا يستطيعون التعامل مع الآخرين ويفضلون العزلة التي قد تفقدهم الكثير، ولكن لماذا يفشل البعض في التعامل مع الآخرين؟ ربما يكون السبب هو عدم القدرة على التعبير، وسوء الفهم فكثيراً ما يحدث أن نحس بأننا أخطأنا في فهم من يتحدث معنا، بل وأحيانا نحس بأننا قد أسأنا فهم مقصده ونواياه وبالتالي نسيء تقديره واحترامه.
كما يعتبر عدم القدرة على الاستماع لما يقوله الطرف الآخر وماذا يريد أحد أسباب الفشل في التعامل مع الآخرين، فالكثير من الناس يبتلى بسوء الظن والتشكيك في نوايا الطرف الآخر عندما لا يقيم تواصلاً معه، إن سوء الفهم وسوء الظن يجران وراءهما كثيراً من النتائج السلبية التي تنعكس بشكل واضح على التعامل مع الآخرين.
كيف نتقن فن التعامل مع الآخرين؟
من المعروف أن الإنسان اجتماعي بطبعه ولا يستطيع العيش بمفرده، والشخص مهما كان يفضل العزلة فإنه لا يستطيع العيش بدون تكوين علاقات مع الآخرين حتى وان كانت محدودة، ولكي نتقن فن التعامل مع الآخرين فهناك مجموعة من الأساليب والقواعد للتعامل مع الآخرين وهي:
- القاعدة الأولى: قدر الناس فالبشر تبحث عن التقدير فهي حاجة فطرية، إن الناس يبحثون عمن يقدرهم في هذه الحياة وإذا وجدوه تمسكوا به وأحبوه حبًا شديدًا.
- القاعدة الثانية: أظهر اهتمامًا حقيقيا بمن حولك، فالناس غالبا ما تبحث عمن يهتم بهم ويتفقد أحوالهم ويسأل عليهم، خصوصا في هذا الزمان، فإذا استطعت أن ترفع سماعة الهاتف لتسأل على شخص، أو ترسل إليه رسالة على الجوال فستجد هذا الشخص يمتن لك، ويطلب منك أن تزيد من هذا العمل بقدر استطاعتك، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم بأصحابه ويتفقد أحوالهم ويسأل عن غائبهم، ويزور مريضهم، وكان أبو بكر رضي الله عنه وهو خليفة المسلمين يذهب إلى بيت امرأة عجوز ليتفقد أحوالها وينظف لها بيتها ويحلب شاتها ثم ينصرف، لذلك إذا استطعت أن تهتم بالأشخاص، فستجد نفسك قطعت شوطًا كبيرًا في فن التعامل مع الآخرين.
- القاعدة الثالثة: تحدث مع الآخرين في مجال اهتمامهم فالفرد يميل إلى من يحاوره و يحدثه فيما يحب.
- القاعدة الرابعة: حاول أن تمدح حسنات من تتعامل معهم دون مبالغة وتتغافل عن عيوبهم، وهذه أهم قاعدة في فن التعامل مع الآخرين .
- القاعدة الخامسة: حاول تقبل اختلاف الآخرين، روى مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الناس معادن كمعادن الفضة والذهب, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنودٌ مجندةٌ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف” لذلك فأسلوب التعامل يختلف باختلاف الشخصية، فطريقة التعامل من شخص كثير الشكوى وحسَّاسٍ تختلف عنها مع شخصٍ سويٍّ.
- القاعدة السادسة: تجنب التحدث عن عيوب الآخرين وانشغل بإصلاح عيوبك.
- القاعدة السابعة: تواضع فالناس تكره من يتعالى عليهم.
- القاعدة الثامنة: تعلم فن الإنصات فالناس تحب من يصغي لها.
- القاعدة التاسعة: وسع دائرة معارفك واكسب في كل يوم صديقا.
- القاعدة العاشرة: نادِ الناس بأحب أسمائهم فإذا أردت أن يحبك الناس، فاذكر أسماءهم لأن اسم الرجل هو من أقرب الطرق لكسبه.
- القاعدة الحادية عشر: حافظ على مواعيدك مع الناس واحترمها.
- القاعدة الثانية عشرة: لا تكن لحوحاً في طلب حاجتك كما يجب عليك أن تحرص على تواصلك مع من قضوا حاجتك حتى لا تجعلهم يعتقدون أن مصاحبتك لهم لأجل مصلحة.
- القاعدة الثالثة عشرة: اختر الأوقات المناسبة للزيارة أصدقائك ولا تكثر منها، وإن قمت بزيارة أحد فحاول أن تكون خفيفاً ووقت الزيارة لا يكون طويلًا.
- القاعدة الرابعة عشرة: يفضل أن تقلل من المزاح فقد يكون غير مقبول عند كل الناس، وعليك اختيار الوقت المناسب لذلك.
- القاعدة الخامسة عشرة: لا تُكثر من إلقاء اللوم على الآخرين، فالناس يكرهون من يؤنبهم ويوبّخ لئن اللوم والتأنيب مُرُّ المذاق ثقيلٌ على النفس البشرية، فحاول تجنبه حتى تكسب حُبَّ غيرك.
- القاعدة السادسة عشرة: من الحكمة أن تُسلم بخطئك وتعتذر عنه حين تخطئ فهذا كفيل بكسب واحترام وثقة الآخرين.
- القاعدة الثامنة عشرة: ابتعد عن التكلف بالكلام والتصرفات وتعامل بطبيعتك وفكر بما تقوله قبل أن تنطق به.
- القاعدة التاسعة عشرة: تكلَّم عن أخطائك أولاً، وقدم اقتراحات مهذبة لآن أسلوب الأمر افعل هذا، ولا تفعل ذاك لا يعطي نتيجةً طيبةً كقولك: (أليس من الأفضل أن تفعل هذا ؟) أو (أليس من الأفضل أن لا تفعل ذاك ؟) لأن الأمر المباشر صعبٌ على النفس أن تتقبله.
- القاعدة العشرون: حاول أن تنتقي كلماتك لا تحاول إعطاء النصائح أمام الآخرين، ولكن خذ الشخص وانصحه على انفراد، فالناس يكرهون النصيحة في العلن.