يسعى الباحثون عن نظام غذائي صحي يساعدهم على إنقاص وزنهم، إلى إيجاد بدائل للكربوهيدرات المكررة والأطعمة المليئة بالسعرات الحرارية، وهنا تأتي فوائد البرغل التي تتخطى مسألة إنقاص الوزن إلى العديد من الفوائد الصحية الأخرى التي تبرهن على أهمية تضمينه في أي نظام غذائي.
ما هو البرغل؟
البرغل هو أحد الحبوب الكاملة ويتم تصنيعه عن طريق غليان القمح ثم تجفيفه، ومن ثم تكسيره إلى عدة أحجام مختلفة، وبعد ذلك يحول إلى حبة سريعة الطهي، وعادة ما يباع البرغل مطبوخا بشكل جزئي، وهو أحد المكونات الأساسية في المطبخ شرق الأوسطي ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.
ويعد البرغل بما يحتوي عليه من كربوهيدرات معقدة وألياف وبروتين، خيارًا رائعًا للساعين إلى طعام صحي ونظام غذائي يساعدهم على إنقاص وزنهم والحفاظ على صحتهم، عبر الحصول على فوائد البرغل المذهلة.
أنواع البرغل
البرغل 3 أنواع هي:
- البرغل الأصفر، وهو النوع الأشهر والأكثر شيوعا على مستوى العالم، وينتج عن حبوب القمح المكررة.
- البرغل الأسمر، وهو النوع الأكثر نعومة مع قوة في الطعم تفوق البرغل الأصفر، وينتج عن القمح الأحمر الناعم.
- برغل الحبة الكاملة، ويمتاز باحتوائه على كمية كبيرة من الألياف، ويشبه البرغل الأصفر إلا أنه مقشر بدرجة أقل منه.
حقائق غذائية عن البرغل
حسب بيانات وزارة الزراعة الأمريكية، يحتوي كوب واحد وزنه حوالي 182 جراما من البرغل المطبوخ الخالي من الدهون المضافة أو الملح، على ما يلي:
- سعرات حرارية: 151
- كربوهيدرات: 34 جراما
- بروتين: 6 جرامات
- دهون: 0 جرام
- ألياف: 8 جرامات
- صوديوم: 9 مليجرامات
- سكريات: 0.2 جرام
- حمض الفوليك: 8% من الكمية الغذائية اليومية الموصى بها للجسم RDI
- فيتامين ب 6: 8% من الكمية الغذائية اليومية الموصى بها للجسم RDI
- النياسين: 9% من الكمية الغذائية اليومية الموصى بها للجسم RDI
- المنغنيز: 55% من الكمية الغذائية اليومية الموصى بها للجسم RDI
- المغنيسيوم: 15% من الكمية الغذائية اليومية الموصى بها للجسم RDI
- الحديد: 10% من الكمية الغذائية اليومية الموصى بها للجسم RDI
فوائد البرغل الصحية
تتعدد فوائد البرغل الصحية الأمر الذي يجعله خيارا صحيا وبديلا أساسيا لا غنى عنه ضمن أي نظام غذائي، ومن هذه الفوائد نذكر:
تأثيره المضاد للالتهابات
يأتي تأثير البرغل المضاد للالتهابات كأحد أهم فوائده الصحية، حيث يساعد تناول دقيق البرغل بشكل منتظم على الحد من الالتهابات المزمنة وتخفيفها، ما يعني الحماية من العديد من الأمراض.
الحد من مخاطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني
يعد البرغل مصدرا غنيا بالمعادن وعلى رأسها معدن المغنيسيوم، الذي يقوم بدور مساعد لما يقارب الـ300 إنزيم، والتي يساهم بعضها في التحكم في آلية إنتاج الأنسولين والتحكم بنسبته في الجسم.
البرغل أيضا كما هي الحبوب الكاملة غني بالعناصر الغذائية المتنوعة والمفيدة للصحة، والتي تقلل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، إذ إنه منخفض نسبة السكر كما أنه خيار جيد للكربوهيدرات الصحية وغني الألياف، ويستغرق وقتا طويلا في عملية الهضم والتحلل داخل الأمعاء، الأمر الذي يؤدي إلى إطلاق الجلوكوز بشكل بطيء في الجسم ما يمنع أي ارتفاع أو انخفاض مفاجئ في مستوى السكر في الدم، بالتالي فهو خيار مثالي لمرضى السكري.
الحد من مخاطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي
ترتبط الكربوهيدرات المكررة بشكل كامل بزيادة الوزن غير الصحية، بالإضافة إلى خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، التي تؤدي بدورها إلى العديد من أمراض القلب والأوعية الدموية، إلى جانب خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
والكربوهيدرات المكررة هي التي تمت إزالة الألياف والعناصر الغذائية المفيدة منها، والموجودة في الأرز الأبيض والدقيق الأبيض وما يصنع منه كالخبز الأبيض والمعجنات والمخبوزات.
لذا عندما يتعلق الأمر بالكربوهيدرات واستهلاك الحبوب، ينصح دائما بالحصول على الحبوب الكاملة مثل البرغل، لتعزيز فقدان الوزن، وحماية الجسم من أعراض متلازمة التمثيل الغذائي، كأمراض السمنة وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم، وارتفاع ضغط الدم.
تخفيف الإمساك وتنظيف الجهاز الهضمي
تساعد الأطعمة المليئة بالألياف كالبرغل على تخفيف أعراض التهابات الرتوج التي تشمل آلام البطن وانتفاخها والغثيان، ومن فوائد البرغل أيضا أنه يقوم بدور الملين لتنظيم حركة الأمعاء ما يخفف من حدوث الإمساك ويبعد خطر الإصابة بالبواسير، بالإضافة إلى دوره في طرد الفضلات والتخلص من السموم من الجهاز الهضمي.
الوقاية من السرطان
عام 2008 نشرت المجلة الدولية لعلم الأوبئة دراسة سريرية، ذكرت فيها أن الباحثين وجدوا أن النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، اللاتي يتبعن نظاما غذائيا يتضمن نسبة كبيرة من الألياف، هن أقل عرضة للإصابة بـ سرطان الثدي من غيرهن.
لذا تعد الحبوب الكاملة التي توفر الألياف غير القابلة للذوبان بنسبة كبيرة، وعلى رأسها البرغل، عاملا مساعدا للوقاية من أمراض السرطان.
مصدر جيد للمعادن
فوائد البرغل لا تنتهي، حيث يعد أحد المصادر الرئيسية للمعادن الأساسية، إذ يوفر كوب منه حوالي 2.11 مليجرام – أو 55.5% من القيمة اليومية التي يحتاجها الجسم من المنغنيز، أحد المعادن النادرة الموجودة في العظام وبعض الأعضاء الداخلية.
المنغنيز حسب منظمة جامعة ميريلاند الطبية ضروري لقيام الأعصاب والدماغ بوظائفها بشكل طبيعي، بالإضافة إلى دوره في تكوين الأنسجة الضامة ودرجة التخثر المناسبة للدم في القلب.
يوفر كوب واحد من البرغل المطبوخ أيضا حوالي 48.24 مليجرام أو 15.6% من القيمة الموصى بها DV من المغنيسيوم، الأمر الذي يساعد على تنظيم مستويات الكالسيوم في جسم الإنسان.
الوقاية من الربو في مرحلة الطفولة
إحدى فوائد البرغل الطبية دوه الفعال في الوقاية من الربو عند الأطفال، والربو هو إحدى مشكلات التنفس السائدة التي يصاب بها الأطفال في جميع أنحاء العالم.
تظهر الأبحاث والدراسات أن تناول الحبوب الكاملة وعلى رأسها البرغل، يقي من خطر الإصابة بمرض الربو في مرحلة الطفولة بنسبة 50%، وذلك لاحتوائه على مضادات الأكسدة ومن أهمها فيتامينات C وE التي تحمي الجهاز التنفسي وتعمل على توسيع الشعب الهوائية، بالتالي تقل احتمالية الإصابة بالربو وفرط استجابة الشعب الهوائية (BHR) بنسبة كبيرة.
المساعدة في إنقاص الوزن
يزيد الوزن الزائد من فرص الإصابة بعدة أمراض، مثل السكري وحصي المرارة والسرطان، بالإضافة إلى النوبات القلبية والسكتة الدماغية، كما يعاني صاحب الوزن الزائد من مشكلات في التنفس، وآلاما في المفاصل وأسفل الظهر بسبب الحمل الزائد.
هنا يأتي دور البرغل كغذاء صحي فعال لإنقاص الوزن، حيث يزيد من الشعور بالشبع والامتلاء، لما يحتوي عليه من نسبة عالية من الألياف والبروتين، يعززان الشعور بالشبع مع الحصول على عدد سعرات حرارية أقل.
فوائد البرغل في علاج حصوات المرارة
تمتد فوائد البرغل العلاجية إلى دوره الفعال في تقليل خطر الإصابة بحصوات المرارة، التي تتكون بنسبة 90% منها من الكوليسترول غير المذاب.
ما هي الحصوات
حصوات المرارة هي قطع صغيرة وترسبات صلبة تتشكل في المرارة، وتتراوح أحجامها من حصوات صغيرة في حجم حبات الرمل إلى حصوات كبيرة في حجم كرة الجولف، وقد تتكون لدى البعض حصوة واحدة وعند آخرين تتكون عدة حصوات.
دور البرغل في علاج حصوات المرارة
البرغل غني بالألياف غير القابلة للذوبان كغيره من الحبوب الكاملة، وتدفع هذه الألياف الطعام إلى التحرك بسرعة أكبر عبر من خلال الأمعاء الدقيقة، كما يقلل من إفراز العصارة الصفراء نتيجة عملية الهضم المنتظم، ويساعد الجسم على الاستفادة من الأنسولين بشكل أكثر فاعلية، ويعمل على امتصاص الدهون الجيدة، مع التقليل من الدهون غير الصحية والدهون الثلاثية الموجودة في الدم، وغيرها من الوظائف التي تعمل على الوقاية من حصوات المرارة.
فوائد البرغل في علاج ارتفاع الضغط
نأتي الآن على واحدة من أعظم فوائد البرغل الصحية، وهي علاج ارتفاع ضغط الدم، حيث تساعد الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة مثل البرغل والشوفان والشعير على الحد من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
ارتفاع ضغط الدم
يعرف ارتفاع ضغط الدم بأنه قوة دفع الدم من خلال الأوعية الدموية، وهو مرض شائع الحدوث، يصيب المريض عند حدوث ضغط على الشرايين بشكل مستمر وعلى مدى طويل.
ارتفاع ضغط الدم هو حالة طبية تشكل خطرا على المريض، حيث تتسبب في نوبة قلبية أو سكتة دماغية، بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض الخطيرة.
علامات ارتفاع ضغط الدم
هناك علامات شائعة لارتفاع ضغط الدم وتشمل الصداع الشديد والقيء والغثيان ونزيف الأنف واضطراب الرؤية وعدم الاتزان.
دور البرغل في علاج ارتفاع ضغط الدم
وفقًا للباحثين من جمعية القلب الأمريكية، فإن الأشخاص الذين قاموا بتناول البرغل على المدى الطويل لديهم ضغط دم انقباضي أقل، بالإضافة إلى انخفاض خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
ينقبض القلب أثناء النبض ويضخ الدم عبر شرايين القلب والأوعية الدموية إلى باقي جسم الإنسان، هذه العملية تخلق ضغطًا على الشرايين، ويكون ضغط الدم مرتفعا، وهذا ما يسمى بضغط الدم الانقباضي.
في نهاية المقال يبدو أن فوائد البرغل لا تتوقف عند دوره الفعال في إنقاص الوزن وإمداد الجسم بالمعادن اللازمة، بل يتعدى الأمر إلى الكثير من الفوائد الصحية والعلاجية للعديد من الأمراض، ما يجعل منه عنصرا أساسيا ومكونا رئيسيا يجب تضمينه في أي نظام غذائي.