اتفق البشر منذ مئات السنين على تعدد فوائد الحليب للكبار والصغار، حيث تحتوي تلك المادة الغذائية الشهيرة على كم هائل من العناصر المفيدة للصحة، والتي نكشف عن تأثيرها الواضح على الجسم في تلك السطور.
مكونات الحليب
يحتوي الحليب على مجموعة مميزة من العناصر الغذائية، إذ يشير خبراء الصحة إلى أن الكوب الواحد والذي يضم 244 جراما تقريبا من الحليب يتكون من 146 سعرا حراريا، إضافة إلى نحو 8 جرامات من كل من البروتين والدهون.
يضم كوب الحليب الواحد أيضا نسبة رائعة من المعادن المؤثرة بالإيجاب على صحة الإنسان، حيث نجد أنه يضم 28% من النسبة المطلوبة يوميا للجسم من الكالسيوم، وحوالي 22% من الفوسفور وكذلك 13% من السيلينوم، علاوة على 10% من النسبة التي نحتاجها من البوتاسيوم، وكميات مناسبة من المغنيسيوم والزنك.
أما عن الفيتامينات المتاحة بكوب الحليب فحدث ولا حرج، حيث يحتوي كل 244 جراما من هذا المشروب الرائع على 24% من النسبة التي يحتاجها الجسم بصفة يومية من فيتامين د، و26% من فيتامين ب2 و18% من فيتامين ب12، إضافة إلى فيتامين أ و ب1، وهي كلها أمور تفسر تعدد فوائد الحليب التي نوضحها الآن.
فوائد الحليب للعظام
ربما تعد فوائد الحليب للعظام هي الأشهر بين فوائد هذا المشروب ناصع البياض، حيث يحتوي كما ذكرنا على نسب كبيرة من الكالسيوم، المعروف بقدرته على تقوية عظام الجسد ومواجهة مشكلاتها المختلفة، ومن بينها هشاشة العظام وكذلك الكسور.
كذلك يأتي الحليب مدعوما بكم من الفيتامينات المهمة لصحة العظام، وفي مقدمتها فيتامين د الذي يقوم هو الآخر بدعم عظام الجسم ليقلل من فرص معاناتها من المشكلات الصحية.
يرى الخبراء أن لبن الماعز تحديدا له تأثير إيجابي على تكوين العظام لدى الأطفال الصغار، حيث يساعد في نموها بكفاءة لا تقارن، وخاصة مع احتوائه على كم مميز من البروتينات.
فوائد الحليب للأسنان
يبدو الحليب مثاليا أيضا من أجل تقوية الأسنان وضمان تمتعها بالصحة الجيدة، حيث تؤدي كميات الكالسيوم المتاحة به نفس الدور الذي تقوم به مع العظام، والمتمثل في زيادة قوتها وتقليل فرص سقوطها.
أيضا تعمل نسب البروتين المتاحة بتلك المادة الغذائية على زيادة قوة الأسنان، وربما مكافحة التسوس لدى نسبة كبيرة من البشر، مع الوضع في الاعتبار أن منتجات الألبان بشكل عام تحظى بأهمية خاصة فيما يتعلق بصحة الأسنان.
فوائد الحليب للقلب
تساعد كميات العناصر الغذائية الموجودة بالحليب على تقليل مخاطر معاناة القلب من الأمراض، حيث يعمل معدن البوتاسيوم على سبيل المثال على زيادة تمدد الأوعية الدموية، ليساهم في تقليل ضغط الدم، ما يعود بالنفع على صحة القلب.
كذلك يعمل الحليب على تقليل فرص الإصابة بالسكتات والأزمات القلبية، مع حصول الجسم على النسب التي يحتاجها من عنصر البوتاسيوم، ومع تقليل كميات الأملاح التي تصل إليه في الوقت نفسه، ليعد مشروبا مثاليا لمن يرغب في التمتع بصحة قلب رائعة.
فوائد الحليب للبشرة والشعر
بإمكان الحليب أن يكون وسيلة تجميلية مثالية لكل من البشرة والشعر أيضا، حيث تعمل كميات فيتامينات أ و د و إي على تنظيف البشرة وعلاج الجلد الجاف، كما أنها وسيلة رائعة من أجل ترطيب الجلد.
يرى بعض الخبراء أن الحصول على قناع أو ماسك الحليب يضمن تخليص الجلد والبشرة من بعض الأزمات الشهيرة، مثل الهالات السوداء على سبيل المثال لا الحصر، وهي الميزات التي يحظى بها الجميع نظرا لاحتواء هذا المشروب المثالي على حمض اللبنيك المؤثر في جمال البشرة.
كذلك يبدو الحليب مناسبا تماما لتحسين صحة الشعر، حيث يساعد ماسك الحليب على زيادة نعومة الشعر ومقاومة الجفاف الذي يصيبه أحيانا، مع العلم أن منتجات الألبان بشكل عام لها تأثير إيجابي فيما يخص وقاية الرأس من الحكة المزعجة.
أضرار الحليب
بالطبع يمكن للحليب أن يكون مضرا بالصحة، ذلك عندما يحصل عليه الأشخاص المصابون بعدم القدرة على تحمل أو هضم اللاكتوز، حينها تزيد فرص معاناتهم من مشكلات بالمعدة مثل الانتفاخ والغازات والإسهال.
كذلك يبدو الحليب مضرا للغاية بالنسبة لكل من يعاني من حساسية الألبان المختلفة عن عدم تحمل اللاكتوز، حيث يعاني المريض حينها من عدم القدرة على تحمل البروتين الخاص بالحليب، ليصاب حينها بالغثيان والإسهال وكذلك أزمات بالتنفس.
يرى الأطباء أن الإفراط في تناول الحليب أو الحصول على مكوناته مثل البوتاسيوم والفوسفور قد يزيد من مخاطر المعاناة من أزمات صحية كانت خفية، مثل أن يتسبب في مشكلات بالكلى، كما يحدث الأمر عند الإفراط في الحصول على الكالسيوم.
في كل الأحوال، يبدو الحليب شديد الأهمية لصحة الإنسان، إلا أن الإفراط في الحصول عليه أو تجاهل المعاناة من أزمات صحية تتعارض معه، يؤدي إلى قلب فوائد الحليب دون شك إلى أضرار.