كشفت دراسة بحثية عن فوائد مذهلة، يمكن للمرء أن يكتسبها فور التواصل مع أشخاص غرباء عنه، حيث تشير إلى أن إجراء حديث قصير مع شخص لا تعرفه، يحسن الحالة النفسية ويزيد من ثقة المرء وقدرته على التفكير.
التحدث مع الغرباء
يمتلئ عالمنا بغرباء لا نعرف عنهم شيئا، ربما يسكنوا بنفس المبنى، أو متواجدون بنفس مقر العمل، أو لنفس صالة الألعاب الرياضية، من وجهة نظر الخبراء والباحثين، هؤلاء الأشخاص الغرباء هم أشبه بمفتاح نجاح شديد التفرد، كما توضح دراساتهم.
أجرى الباحثان إيبلي وسكرويدر في عام 2014، عددًا من الدراسات التي أرادت التأكد من فائدة إجراء الحوارات القصيرة مع الغرباء من عدمها، سواء كان ذلك أثناء رحلات السفر أو حتى خلال ركوب المواصلات العامة، ليتوصل الباحثان إلى نتيجة تبدو مفاجئة.
اكتشف الباحثان أن على الرغم من توقع المشاركين بالدراسة، بأن التحدث مع شخص غريب عنهم سيكون تجربة مملة وغير مجدية، إلا أن الواقع أثبت للجميع أن إجراء هذا الحديث أكثر متعة من الجلوس وحيدًا، وبدرجات كبيرة أيضا.
فوائد بالجملة
أوضحت دراسة إيبلي وسكرويدر، أن التحدث مع شخص غريب، يعطي المرء نفس الدفعة الإيجابية القوية، التي يحصل عليها عند تقديم المساعدة للآخرين، أو عند القيام بأي فعل مفيد بشكل عام، وهي الفائدة النفسية الأولى كما يتضح.
تكشف الدراسة عن فائدة أخرى تتعلق بصحة القلب، وتتمثل في حمايته من الأزمات المفاجئة، فعند تكوين علاقات طيبة مع الجيران، حيث يؤكد الخبراء أن العلاقة الودية مع الجيران، حتى وإن لم تكن شديدة الترابط، من شأنها أن تحسن من الحالة النفسية، تزيد من الثقة بالنفس، إضافة إلى أنها تحمي من مشكلات قلبية قد تودي بالحياة.
يقول الخبراء إن آخر حديث مع الغرباء، يزيد فرص التعرف على ثقافات مختلفة، بما تحمله من طرق تفكير جديدة، ربما تساعد المرء على تصفية ذهنه وتوسيع مداركه، فيما تزيد من قدراته على تقبل الآخر، ما يعني سهولة الحياة بالنسبة إليه بشكل نسبي.
في النهاية، ينصح بعدم تضييع فرص سانحة، تظهر في شكل إجراء أحاديث ودية مع الغرباء، مع الوضع في الاعتبار ضرورة الحذر أحيانًا، في حال تجاوز الطرف الآخر للحدود المسموحة، أو عند الإحساس بالتهديد.