قديما كانت حبوب اللقاح تستخدم بشكل كبير في الطب البديل، حيث يصفها المعالجون بالأعشاب كعلاج مغذٍ ومفيد للتخلص من بعض المشاكل الصحية، بالرغم من صغر حجمها، وما زال العلماء مهتمين بالبحث حول مدى فوائد وأضرار حبوب اللقاح للصحة العامة، وذلك لعدم وجود أدلة كافية تبين مدى فوائدها لصحة الإنسان.
كيف تجمع حبوب اللقاح؟
يقوم النحل بدور كبير وهام في جمع حبوب اللقاح، حيث يجمعها من نباتات ذات أزهار مختلفة، ثم يخلطها بعد ذلك مع الإنزيمات الهاضمة وينقلها إلى خلايا النحل لتخزينها، لأنها تصبح مصدر الغذاء الأساسي لباقي الخلية، وهنا يأتي دور القائمين على خلايا النحل لجمع هذه المادة إلى جانب المنتجات الأخرى التي تتعلق بالنحل، ومنها شمع العسل، والعسل، حيث يتم استخدامها بعد ذلك كمكمل غذائي طبيعي.
اقرأ أيضًا: «انقراض النحل» وعلاقته بفناء البشر
فوائد حبوب اللقاح
ظهرت في الفترات الأخيرة مجموعة من الدراسات العلمية تؤكد فيها أن فوائد حبوب اللقاح الصحية كثيرة ومتعددة، وما زالت حتى الآن قيد البحث لإثبات مدى فعاليتها على صحة الإنسان، ومن الفوائد التي تم ذكرها في تلك الدراسات ما يأتي:
محاربة الجذور الحرة
بعد إجراء بعض الأبحاث العلمية حول مدى فائدة حبوب اللقاح، وجد أنها تمتلك مجموعة من الخصائص ومنها أنها مضادة للأكسدة، لذلك تعمل على محاربة الجذور الحرة التي تؤدي إلى إصابة الجسم بأمراض خطيرة ومنها مرض السرطان.
تقوية جهاز المناعة
جهاز المناعة بالجسم له دور كبير في الحفاظ على الجسم وتقويته لمحاربة الأمراض المختلفة، ومن هذا القبيل أكدت بعض الدراسات أن من خصائص حبوب اللقاح كونها مضادة للالتهابات والفطريات والبكتيريا، مما يجعلها عنصرا غذائيا فعالا في التخلص من الفيروسات.
تقليل حدة التوتر والقلق
تقوم حبوب اللقاح بمساعدة الدم في الوصول إلى الجهاز العصبي وبالأخص الدماغ، مما يقلل بدوره حدة القلق والتوتر، كما يخفف من الإرهاق لأنه يقوم بتنشيط الدورة الدموية لرفع مستوى الطاقة عند الإنسان.
فوائد وأضرار حبوب اللقاح للأطفال
تتكون حبوب اللقاح من مجموعة من المركبات الهامة التي تعود على صحة أبنائنا بمجموعة من الفوائد، وذلك لأن من محتوياتها الرئيسية البروتينات، والدهون، والنشا، وبعض الأحماض الأمينية الصحية، ومركبات أخرى مثل الستيرول، كما أشار بحث علمي نشر عام 2015 إلى أن حبوب اللقاح بها خصائص غذائية، تجعلها هي الأنسب لبعض الحالات التي تتعرض لنقص الشهية للأطفال، وتأخر النمو وسوء التغذية.
كما يجب الإشارة إلى أن هناك بعض الآثار الجانبية التي تتعلق بالأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه مركبات حبوب اللقاح الغذائية، والتي قد تظهر في صورة ضيق تنفس أو قيء أو انتفاخات.
زيادة الوزن
حبوب اللقاح من المنتجات المتعلقة بما ينتجه النحل، فبالتأكيد هي من الأغذية المفيدة والطبيعية الآمنة، لذلك تجد فوائدها كثيرة بالأخص فيما يتعلق بزيادة الوزن للأشخاص الذين يعانون من مشكلة النحافة، وذلك لأنها تساعد على فتح الشهية، كما تعد مصدرا قويا للطاقة الغذائية، إضافةً إلى مجموعة الأحماض الأمينية التي تساعد في بناء العضلات.
حبوب اللقاح للحامل
فترات الحمل من أكثر الفترات التي تحرص فيها الحامل على تناول الأغذية التي تحافظ بها على صحتها وصحة الجنين، أما فيما يخص حبوب اللقاح فلا توجد أي دراسات تظهر أن هناك فوائد عند تناولها خلال تلك الفترة، لذلك ينصح الأطباء بتجنب استخدامها للمرأة الحامل لأنه قد يعرضها لخطر الإجهاض، مع عدم وجود أدلة كافية على مدى أمان استخدامه.
اقرأ أيضًا: 20 عرضا من أعراض الحمل تغفل عنها النساء
فوائد حبوب اللقاح وطلع النخيل
طلع النخيل هو حبوب لقاح النخل وتتميز بلونها الذي يميل للون الأصفر، كما أنها غنية بمجموعة من العناصر الغذائية ومنها؛ الفيتامينات مثل فيتامين (أ، ج)، كما يحتوي على الكربوهيدرات والبروتينات، ومجموعة من الأحماض الأمينية مثل الليسين واللايسين، إضافةً إلى الدهون غير المشبعة، والمعادن، ومركبات الفينولات، لذلك أشارت بعض من الدراسات إلى أن هناك فوائد عديدة لطلع النخيل للصحة العامة للجسم ومنها الآتي:
فوائد طلع النخيل للرجال
أجريت بعض الدراسات والأبحاث على 40 رجلًا مصابا بالعقم أعمارهم تتراوح بين 22 عاما و43 عامًا، حيث أظهرت أن استهلاكهم لكبسولة بها مسحوق طلع النخيل لمدة 60 يوما تساعد على تحسين الخصوبة، وتزيد من جودة الحيوانات المنوية، كما تزيد من مستوى هرمون التستوستيرون.
فوائد طلع النخيل للمرأة
تناول طلع النخيل بصفة منتظمة للمرأة يساعد على تنظيم الدورة الشهرية، ويقلل الأعراض التي ترافق انقطاع الطمث، كما يعمل على إدرار الحليب، ولكن تفضل استشارة الطبيب قبل تناوله، لأنه من الممكن أن يضر ببعض السيدات.
تعزيز صحة الشعر والبشرة
يساعد طلع النخل على إعادة تجديد أنسجة وخلايا الجسم، كما يساعد في تعزيز جمال البشرة ومحاربة الشيخوخة، أما فيما يخص البشرة فهو يخلصها من الزيوت والدهون المتراكمة ويقضي على حبوب الوجه.
مكونات حبوب اللقاح
تحتوي حبوب اللقاح على العديد من المعادن الهامة للجسم، إضافة إلى مجموعة من العناصر الأخرى التي لا يمكن الاستغناء عنها للحفاظ على صحة الجسم وصحة أعضائه، ومنها الحديد، والكالسيوم، وبعض الأحماض الأمينية، والسكريات، كما أنها غنية ببعض الإنزيمات وأنواع مختلفة من الفيتامينات مثل B1، B2، B3، B6، B9، B12، كما تحتوي على الصوديوم المغنيسيوم والنحاس والزنك.
اقرأ أيضًا: فوائد البنجر الصحية واستخداماته في الطعام
كيفية تناول حبوب اللقاح
يمكن تناول حبوب اللقاح وفقًا لبعض الجرعات التي يتم وصفها من قبل الطبيب، وذلك لأن جرعات الأطفال تختلف عن جرعات البالغين، كما يراعي الطبيب أن لكل حالة الجرعة المناسبة لها، حتى لا تؤدي إلى حدوث آثار سلبية أو أضرار حبوب اللقاح، لذلك يرجى التأكد منها وعدم الإفراط في تناولها، وتناولها في الأوقات التي يحددها الطبيب، وفي الغالب ينصح الأطباء بالآتي:
جرعات البالغين
- يفضل تناولها في الصباح على الريق.
- تؤخذ ملعقة صغيرة من بودرة حبوب اللقاح، أو يمكن إضافتها إلى العسل.
جرعات الأطفال
- تختلف جرعات الأطفال على حسب عمر الطفل، ولكن في الغالب لا تزيد الجرعة على 20 جراما.
- جرعة الأطفال من سن 3 سنوات إلى 5 سنوات تكون بتناول 12 جراما فقط على مدار اليوم.
- الجرعة المناسبة للأطفال من سن 6 سنوات إلى 12 سنة تكون بتناول 16 جراما فقط.
- أما بالنسبة لجرعة الأطفال من سن 12 عاما إلى أكثر، فهي 20 جراما على مدار اليوم.
أضرار حبوب اللقاح
تعد حبوب اللقاح من الأغذية المفيدة للجسم، كما أنها تعد غذاء متكاملا حال تناولها بصورة معدلة دون الإفراط بها، لأن ذلك في النهاية يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأضرار ومنها:
- إصابة الإنسان بالحساسية مثل حساسية الجيوب الأنفية.
- الشعور بضيق في التنفس وبالأخص للسيدات الحوامل والأطفال.
- الإصابة ببعض الاضطرابات المعوية، وقد تحدث في الغالب عند بداية استخدامها أو عند عدم مضغها جيدًا قبل بلعها، ومن الممكن أن تزول بعد ذلك تدريجيًا.
- الاستخدام المفرط لحبوب اللقاح قد يعرض القولون إلى مشاكل صحية كثيرة.
- الإصابة ببعض الاضطرابات المعوية مثل الإسهال.
- الإصابة بتسارع وعدم انتظام ضربات القلب، ومن الممكن التعرض للنوبات القلبية.
- حدوث زيادة في الوزن، لذلك يفضل عدم تناولها للأشخاص الذين يعانون من السمنة.
إلى هنا نكون قد انتهينا من معرفة كل فوائد وأضرار حبوب اللقاح، التي تؤكدها بعض الدراسات العلمية، والتي تحذر من تناولها بصورة مفرطة، مع وجوب استخدامها تحت استشارة الطبيب لمعرفة الجرعة المناسبة لكل حالة على حدة.