دراسة بحثية تتوصل إلى نتيجة ربما تفاجئ الأزواج والأحباء، عندما تؤكد على أهمية الشعور بالرضا، الذي يحدث عند التضحية لصالح الطرف الآخر في العلاقة، والذي تبين أنه ينبع بداخل المرء سواء علم الطرف الآخر بالتضحية المقدمة أم لا.
التضحية لصالح النفس
يعلم الجميع ذلك الإحساس بالدفء، الذي يشعر به المرء عند تلقي هدية من الحبيب، إلا أن ما يجهله البعض أن الشعور الذي ينتاب الطرف الآخر أحيانا ما يكون أكثر روعة حتى لو لم يعلم أحد بذلك، وفقا لما تؤكده دراسة بحثية مثيرة.
أوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة روتشيستر الأمريكية، أن تقديم التضحيات للطرف الآخر في العلاقة، لا يبهج الطرف المستفيد فقط، بل يفيد الشخص صاحب التضحية أيضا وبنسب تبدو أكثر وضوحا، فيما يتحقق ذلك سواء علم الآخرين بما فيهم الطرف الآخر بأمر تلك التضحية أم لا.
أجريت الدراسة عبر متابعة علاقات زواج حديثة تمت بين أكثر من 175 زوجا وزوجة في شمال الولايات المتحدة الأمريكية، وبمعدل مدة علاقة زوجية تجاوزت 7 أشهر ونصف، حيث اكتشف الباحثون من خلال ملاحظة بعض الاختبارات على هؤلاء الأزواج تلك النتيجة، والتي تبدو مرضية كثيرا للشخص صاحب النصيب الأكبر من التضحيات المقدمة.
الدراسة
تطلبت الدراسة الأمريكية قيام المشاركين بها، بملاحظة مشاعرهم الشخصية على مدار نحو أسبوعين كاملين، بما يشمل ذلك الأوقات التي يقومون فيها بتفضيل مصلحة الطرف الآخر على مصلحتهم، وكيفية القيام بذلك.
وجد الباحثون أن الشخص الذي يقوم بالتضحية، يشعر بالرضا عند ملاحظة الطرف الآخر لما فعل، لكن ذلك الإحساس الإيجابي بالرضا والثناء على النفس، لن يقل حتى ولو لم يدرك الطرف المستفيد بما حدث من الأساس، كما توصل الباحثون إلى أن نسب الاستفادة التي تتحقق للطرف المضحي، تفوق كثيرا تلك النسب لدى الطرف المستفيد، حين يشعر الطرف الأول بالرضا بنسبة 45% أكثر بالمقارنة بالطرف الآخر، الذي ينعم بالتضحية المقدمة له.
يعقب أستاذ علم النفس بجامعة روتشيستر، والباحث وراء الدراسة الأخيرة، هاري ريس، على النتائج التي تم التوصل إليها بالقول: “نحتاج إلى إجراء مزيد من الدراسات لمعرفة تأثير إنفاق طرف للأموال على الطرف الآخر دون مقابل، إلا أننا نثق في جميع الأحوال بأن الاستفادة متبادلة بين الشخص الذي يقدم مصلحة الطرف الثاني في العلاقة على نفسه، وبين الشخص المستفيد دون شك”.