قبيلة تشامبولي هي مجموعة عرقية تقع في منطقة بحيرات تشامبري في بابوا في غينيا الجديدة، وكان للهيكل الاجتماعي لشعب تشامبولي وقراهم أهمية خاصة لعلماء الأنثروبولوجيا وعلماء الاجتماع بسبب الوصف المتنوع لأدوار الجنسين في مجتمعهم، والاختلاف الواضح في نمط الحياة الاجتماعية.. تعرف على مزيد من المعلومات حول قبيلة تشامبولي، حيث يحكم النساء ويرقص الرجال!
تاريخ القبيلة
تتكون قبيلة تشامبولي من 3 قرى متجاورة، وكانت القبيلة تضم حوالي 1000 شخص فقط في بدايتها، وعلى الرغم من عزلهم عن العالم الخارجي، فقد تواصلوا مع المجتمعات القريبة التي جعلت التفاعل الثقافي والنمو أمرا ممكنا، وبدأ المجتمع المجاور وقبيلة تشامبولي في تجارة السلع حتى يتمكن كل منهم من التقدم وتطوير سبل الحياة ومساعدة بعضهم البعض في توفير أساسيات العيش.
كانت القبيلة منذ البداية مجتمعا كبيرا لصيد الأسماك، كما قام أفراد القبيلة بتبادل أدواتهم ومنتجاتهم المصنوعة يدويا مع المجتمعات المجاورة، ولكن عندما بدأت الأدوات الأوروبية الحديثة في الظهور داخل الثقافات المختلفة، لم تعد الشعوب الأخرى بحاجة إلى أدوات وسلع تشامبولي البدائية، مما أضعف القبيلة وأدى في النهاية إلى مغادرة أبناء قبيلة تشامبولي جزيرتهم لفترة، ثم عادوا في عام 1927.
عندما عاد شعب تشامبولي إلى موطنه الأصلي، تخلى عن الكثير من العادات والتقاليد القديمة، كما تغير مجتمعهم ثقافيا بسبب التأثيرات الأوروبية، ولكن التفاعلات الشخصية داخل قبيلة تشامبولي لم تتغير، وتم تشكيل مجتمعات مجاورة جديدة، واستمرت التجارة والنمو على مر السنين.
لا يزال شعب تشامبولي يحافظ على أسلوب حياته من خلال المقايضة والتجارة بين القبائل إلى الآن، كما لا يزال النظام الغذائي لهم يتكون بشكل أساسي من الأسماك؛ حيث يعتبر صيد الأسماك عنصرا أساسيا في هذا المجتمع إلى اليوم، ويتم أخذ الأسماك الفائضة التي لا تحتاج القبيلة إليها لتغذية القرى المجاورة وتداولها في الجبال للحصول على طعام آخر.
ثقافة قبيلة تشامبولي ودور المرأة فيها
في أول دراسة ميدانية للقبيلة كان ينظر إلى وضع المرأة في مجتمع تشامبولي على أنه غير عادي وغريب بالنسبة للمعيار التقليدي للثقافات المختلفة؛ حيث إن نساء القبيلة هن القادة الأقوياء داخل قراهم بدلا من الرجال، وكانت نساء قبيلة تشامبولي أيضا من موردي المواد الغذائية الأساسيين لأن النساء يقمن بصيد الأسماك للمجتمع بأكمله!
كان العديد من أنشطة الرجال التي تمت ملاحظتها في القبيلة تعتبر عملا نسائيا في معظم المجتمعات الأخرى كالرقص وتنظيف المنزل وتربية الأطفال والطبخ والتزين، وعلى الرغم من أن النساء كن المعيل الوحيد والأساسي للأسرة، إلا أن هذا لم يفرض على الرجال في القبيلة الخضوع لهن؛ حيث لم تتحكم أدوار الجنسين المحددة في العلاقات بين الرجال والنساء، ولم يتنافس أي من الجنسين ليكون المسيطر لأنه لم ينظر إلى أحد الجنسين على أنه يتبع الآخر، بل إن هذا هو المعيار المقبول.
الزواج في قبيلة تشامبولي
يعتبر الزواج داخل القبيلة عادة لا يملك فيها الذكر ولا الأنثى السلطة، ويتم إجراء الزواج بطريقة يختار فيها الرجال الذين ينظمون الزيجات روابط تسمح بالعلاقات بين العشائر، وتوجد أيضا الزيجات غير المرتبة، ولكنها أقل شيوعا في القبيلة، وللمرأة رأي حاسم في من تتزوج به لأنها تعمل مع أفراد الأسرة الذكور لاختيار رجل يتمتع بسلطة الأجداد اللائقة، كما أن لها مكانة مرموقة بطبيعة الثقافة تسمح لها بذلك.
على الرغم من أن المرأة هي القائدة والمعيلة، ولكن مهر العروس موجود في هذا المجتمع أيضا ولا ينظر إليه على أنه عادة تحط من قدر المرأة، ويتم استخدام أشياء ثمينة تم الحصول عليها من خلال المقايضة مقابل مهر العروس، والعديد من هذه الأشياء الثمينة لها أغراض رمزية في العطاء عند القبيلة، كما ترتبط بعض الأصداف تحديدا بصفات أنثوية مثل الإنجاب والرحم والحيض.
حياة العائلة في قبيلة تشامبولي
يصبح اعتماد المرأة والرجل متساويا تماما تقريبا عند فحص أدوار الإخوة والأخوات داخل عائلة تشامبولي التقليدية، ويرحب الإخوة والأخوات بمساعدة الآخرين في سعيهم لأدوارهم المرجوة داخل المجتمع، كما يتطلع الإخوة إلى أخواتهم للمساعدة في الجانب السياسي والاقتصادي للقبيلة، وتحصل المرأة فبي القبيلة على مساعدة أخيها في دعمه لها ولأطفالها في المستقبل.
على وجه التحديد، فإن للأخ دورا مهما في حياة أبناء أخته في قبيلة تشامبولي، ويمكن رؤية هذه العلاقة بين ابن الأخت والخال من خلال العلاقات الأسرية المتماسكة الموجودة بين عائلات الأمهات وإخوانهن، ولا تنعكس مصطلحات أخ وأخت دائما من الناحية البيولوجية في تشامبولي.