رغم ما يفرضه الاحتلال من صعوبات وظروف قاسية أُجبر الفلسطينيون على العيش بها، إلا أنهم لازالوا يصرخون في وجه اليأس والاستسلام إما بأعمالهم الفنية أو مشوارهم في تحقيق أحلامهم مهما حمل لهم من عقبات، فتلك القصص لشباب من فلسطين في العشرين من عمره أو دونها استطاعوا النجاح رغم أنف الحصار والحرب.
ذو الهمة
لم يستسلم الشاب “محمود أبو دغش” (25 عاماً) لمرض هشاشة العظام الذي أصابه منذ الصغر، ولا للعملية الجراحية التي حولته مقعد لا يمكنه الحركة إلا على كرسي بعجلات،
فقرر تحدي أوضاعه بكل ما يقع بين يديه من أقلام وألوان ليرسم ألواحاً متعددة بخامات مختلفة حتى تمكن من استكمال تشكيلة فنية هيئته لافتتاح معرض للفن التشكيلي.
أطلق أبو دغش على معرضه اسما يحمل ما تبثه لوحاته من معنى “حياة” وأقامه في مدينة البيرة، كونها مهيئة بممرات لذوي الاحتياجات الخاصة،
حتى يتسنى لكل من أراد أن يشاهد هذه اللوحات من ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم، ليفتح محمود أفقاً لكل من فقد الأمل في التميز بتحديه للعديد من المعيقات التي واجهته.
الأديبة صاحبة الرسالة:
أمنية غسان أبو سويرح كاتبة فلسطينية عشرينية حققت فوزًا دوليًا رغم عذابات الحصار الخانق على قطاع غزة، والذي تعيشه مع أكثر من مليوني محاصر منذ ما يزيد عن 10 سنوات، حيث فازت قصتها الإنجليزية القصيرة “رسالة طبية: حب برئ” في مسابقة جائزة القصة القصيرة للكتّاب الشباب في نسختها الـ 23، والتي تقيمها مؤسسة “إنيرجيا” الثقافية الأوروبية للجائزة الأدبية سنوياً في مدينه ماتيرا الايطالية.
تخرّجت أمنية حديثًا من الجامعة الإسلامية بغزة، بعد حصولها على درجة البكالوريوس، في كلية الآداب – قسم اللغة الإنجليزية، شاركت مع بداية عام 2017 في المسابقة وتم إبلاغها بفوزها، وبرغم موهبتها لم تستطع حضور حفل تكريمها لاشتداد الحصار الواقع على غزة والذي حال دون سفرها لاستلام جائزتها.
صانع الحركة
بكل همة وإصرار وتحدٍ استطاع الشاب “محمد الخالدي” ذو الـ 27 عاما أن يفتتح مركزه الطبي المختص بالأطراف الصناعية والجبائر، كأول مركز مختص في جنوب قطاع غزة يخدم مدينتي خان يونس ورفح، بعد التدريب والخبرة والتواصل مع مختصين في الخارج، مكث فيها خمس سنوات بعد انتهائه من دراسته الجامعية.
لم تكن انطلاقة الخالدي عادية؛ بل تخصص مركزه الطبي في الأطراف الصناعية كمركز وحيد جنوب القطاع، عدا عن صناعة أطراف صناعية وأجهزة طبية أخرى تخص العظام داخل مركزه بمواد بديلة وبسيطة تكافئ تقريبًا في وظيفتها الأجهزة الطبية المصنعة بمواد طبية من الخارج.
فبعد دراسته الجامعية، عمل الخالدي في مراكز متخصصة بالأجهزة الطبية والتعرضية والأطراف الصناعية والعمل مع أطباء العظام، ولم يتمكن بعد تخرجه عام 2012 من إكمال دراسته العليا بسبب تكاليفها العالية في الخارج.
فنانة الحرب
ملك مطر تبلغ من العمر 17 عاماً فتاة فلسطينية موهوبة، بدأت ترسم منذ كان عمرها 13 عاما، لتبدع حتى الآن ما يزيد على 100 لوحة عُرض بعضها في عدة دول بأنحاء االعالم منها بريطانيا وإسبانيا وأمريكا الجنوبية وفرنسا والهند.
واستلهمت ملك لوحاتها الأولى خلال الحرب الأخيرة في قطاع غزة في 2014 عندما رسمت امرأة تحت ركام منزل تمد ذراعها في محاولة لنشر السلام والأمل.
وبينما كان أول معرض لملك في مدينة غزة فقد تلته معارض لها في بريطانيا وإسبانيا وأمريكا الجنوبية وفرنسا والهند.
وتعرض ملك أعمالها الفنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستجرام كما تقوم بشحنها إلى دول في أنحاء العالم لتُعرض في معارض محلية بها،
وتبيع ملك لوحاتها بما يتراوح بين 100 و700 دولار، ويعتبر ثمن هذه اللوحات مصدر دخل خاص بها تنفق منه.