يؤدي اهتمام الوالدين المفرط بالأطفال الصغار إلى فشل الكثير من العلاقات الزوجية، حيث ينسى الطرفان حياتهما الخاصة بدرجة يتسلل معها الروتين والملل إليها، ويتطلب قضاء بعض من الوقت بعيدا عن الأبناء بما يفيد جميع أفراد الأسرة كافة، كما نوضح.
كيفية استفادة الوالدين
يرى خبراء العلاقات أن قضاء الوقت بأكمله مع الأطفال، والاستماع لكلمة أبي أو أمي مئات المرات، من شأنه أن يجعل دورك الوحيد في الحياة هو دور الوالد أو الوالدة، وليس الزوج والزوجة، ما يحتاج إلى البحث عما يعيد البريق إلى العلاقة الزوجية فورا، ولو على مدار ساعات قليلة.
يؤكد الخبراء أن إمضاء الوقت سويا بعيدا عن الأبناء، يزيد من عمق ومتانة العلاقة بين الوالدين، عبر الوقوف على كيفية الاستمتاع بالوقت بما يرضي الطرفين فقط، دون الاهتمام بما يسعد الأطفال كما يحدث في أغلب المرات.
كذلك يؤدي التقارب بين الأبوين إلى خلق ذكريات جديدة منفصلة عن ذكريات العائلة بشكل عام، وهو الأمر الذي يؤثر بالإيجاب كذلك في العلاقة الزوجية، وفقا للباحثين، مع الوضع في الاعتبار أن انشغال أحد طرفي العلاقة بالأبناء على حساب طرف العلاقة الآخر، يعد من أبرز أسباب الانفصال في كثير من الأحيان.
فوائد للأطفال أيضا
على الجانب الآخر، ينعم الأطفال كذلك ببعض من الفوائد عند حصول الوالدين على بعض الوقت المخصص لهما فقط، حيث يدرك الطفل منذ نعومة أظافره أهمية وجود ترابط من نوع خاص بين الزوج والزوجة، بما ينطبع في عقله ويساهم في زيادة فرص نجاح علاقته الزوجية بعد مرور سنوات.
أيضا يأتي ابتعاد الأبوين عن الطفل لبعض الأوقات القليلة، ليتيح له فرصة الاعتماد على النفس بدرجة ما، يمكنها أن تساعده على الحصول على استقلاليته مبكرا، الأمر الذي يؤدي إلى سهولة التكيف مع ظروف الحياة المختلفة، عند الانتقال إلى مراحل التعليم الجامعي ثم العمل.
في النهاية، لا ينصح خبراء علم النفس بالانشغال تماما عن الأبناء، وعدم قضاء الأوقات الأسرية الدافئة معهم، فقط يتطلب الأمر تخصيص بعض الأوقات الثمينة للوالدين، بحيث يصب ذلك في مصلحة الأسرة بأكملها، أب وأم وأبناء.