بإحدى مباريات الدوري الفرنسي المقامة بين فريقي ليل وليون ضمن فعاليات دوري الدرجة الأولى الفرنسي موسم 16/17، رفعت جماهير ليل لافتات تشير من خلالها إلى أن المكان الذي يجب أن تتواجد به النساء هو المطبخ وليس ملاعب كرة القدم، نظرًا لأن الصورة النمطية التي تمتلكها القاعدة الأكبر من مشجعي هذه اللعبة عن مُشجع كرة القدم تؤكد أنه لا بُد وأن يكون ذكرا بالغا، قادرا على الصراخ طوال الـ90 دقيقة لتحميس فريقه، ولم لا امتلاك لسان سليط من باب الاحتياط، بينما تظل الموهبة الأكبر التي يتمتع بها المشجع الذكر، ويعتقد أن المشجعة لا تمتلكها، هي حقيقة فهمه لكرة القدم.
يمتلك المشجعون -الذكور- وجهة نظر قد تبدو منطقية للوهلة الأولى، فكيف يمكن لسيدة لم تمارس كرة القدم ولو على سبيل الهواية أن تحكُم على لاعبيها ومدربيها؟ هنا يعتقد الرجال أنهم فازوا بالرهان، لأن النساء -حقيقةً- لم تتعرض لمواقف مشابهة داخل الملاعب الترابية التي يخوض بها الرجال مبارياتهم المصغرة، فالحقيقة هي أن معظم المشجعين لم يمارسوا كرة القدم على مستوى احترافي، لكنهم على أقل تقدير، احتكوا باللعبة بمستويات أدنى، وهو الأمر الذي يمكننا الجزم بأنه لا وجود له بنفس الحجم حين نسقط الأمر على الفتيات.
على كُلٍ؛ تقليص الزخم حول النساء داخل عالم كرة القدم، سواء الرجالية أو النسائية له أسباب واضحة، لكنه في نفس الوقت يعود لمتغيرات لا علاقة لها بقدرة الشباب على فهم هذه اللعبة أكثر من الفتيات، لأنها مسألة نسبية في المقام الأول، تخضع للتجربة والحالة محل الدراسة، وليست حقيقة مُطلقة.
البرازيلية مارتا، أفضل لاعبة كرة قدم في العالم 6 مرّات.وبغض النظر عن كرة القدم نفسها، فنفس الممارسات التي يمكن وصفها ببعض المواضع بـ”العنصرية” تتم بالعديد من الرياضات، بل إنها تخرُج أحيانًا لتطال بعض العاملين حول الرياضات مثل المراسلين، المذيعين، وحتى الصحفيين الرياضيين.
تخبرنا «تينا سيرفاسيو»، التي تعمل كمراسلة رياضية لشبكة «فوكس سبورتس»، بأنها تتلقى على الدوام تغريدات تطالبها بالعودة إلى المطبخ، بدلا من العمل بمجال الرياضة، في حين أشارت «كيم جونز»، التي تعمل كمراسلة لدى «NFL Network»، أنها تشاهد تغريدات أكثر سذاجة، حيث يرى بعض المشجعين أنها تمكنّت من الحصول على وظيفتها فقط لأنها تمتلك جسدا مثيرا، وهذا يجعلنا نسلط الضوء على الرابط المزدوج الذي تواجهه الصحفيات الرياضات، حيث يشعرن بالضغط ليظهرن بمظهر جيد أمام الكاميرات، ولكن بعد ذلك يتم تشويه سمعتهن أيضًا من قبل البعض الذين يقولون إنهن قد حصلن على وظائفهن فقط بسبب هذه الجاذبية.
لكن على العموم، تبدو هذه محاولات فردية لإقصاء الفتيات أو السيدات من المشهد الرياضي، حتى وإن كان معظمها لا يتحلى بالمنطقية والانضباط، وهذا ما توضحه الأرقام بكل شفافية، فإذا نحينا سذاجة المشجعين جانبًا، سنجد أن محاولات تهميش العُنصر النسائي هي الأساس المُتبع بغض النظر عن الكفاءة الوظيفية، فمثلًا، نشرت دراسة بعام 2015 بعنوان “25 عامًا من استبعاد الرياضة النسائية من الأخبار”، في هذه الدراسة، أشار الفريق البحثي مبدئيا إلى حقيقة مهمة، وهي أن 90% من العاملين بمجال الرياضة رجالا، سواء كانت الرياضة نسائية أو رجالية، وبنفس السياق، أشارت الدراسة إلى أن محاولات التهميش هذه لا تتم بطريقة مباشرة طوال الوقت عبر الاستبعاد، بل أحيانًا عن طريق منح المشاهد تصورًا بأن اللاعبات بمختلف الرياضات هن ضحايا لمشاعرهن، على عكس الرجال، عبر التركيز خلال الكتابات والأحاديث داخل الاستوديوهات الرياضية على الجانب العاطفي للرياضيات، بصورة قد تحط من شأن براعتهن الجسدية أو المهارية والتي يفترض أن تكون الوسيلة الحقيقية لتقييمهن رياضيًا.
وحتى لا ندفن رؤوسنا بالرمال، وحتى نتحلى بالمزيد من الموضوعية، فجودة لاعبات كرة القدم النسائية أقل بكثير من لاعبي كرة القدم الرجال إجمالا، حتى وإن تم الاعتراف بوجود استثناءات نسائية استطاعت أن تقترب من مستوى الرجال أو تتخطاهم أحيانًا، لكنها استثناءات لا يمكن القياس عليها بكُل تأكيد، لكن تظل هنالك عدة أسئلة مهمة لا يمكن تجاهلها، هل كرة القدم هي رياضة صُممت للرجال ولا تستطيع الفتيات ممارستها بإتقان، أم أن هذا الأمر كان مُمكنًا بوقت سابق لكن البعض قد أبوا أن يحدث ذلك؟
فلاشباك
إجابة السؤال الأول ربما أبسط من أن يتم البحث عنها لوقت طويل، فإذا ما افترضنا أن إنجلترا هي مهد كرة القدم، أي أنها البقعة الأولى بهذا العالم التي شهدت تواجد هذا الرياضة من الأساس، إذن يمكننا القول إن كرة القدم لم تكن فقط لعبة “ذكورية” بالقرن التاسع عشر، بل كانت تدور أساسا حول مفهوم “الرجولة”، الذي أراد المجتمع الإنجليزي أن يغرسه بفئة معينة من الشباب عن طريق الرياضة التي ربما هي أقصر الطرق لغرس القيم الصحيحة بأي مجتمع.
طبقا للدكتور “جينيفر جينينجز”، مؤرخة الجندر بجامعة لندن، فالهدف من ممارسة الرياضات الجماعية والتنافسية لم يكن فقط تعزيز الصحة البدنية، ولكن العمل ضمن الفريق كان الهدف الحقيقي، حيث يمكن لذلك أن يعزز القيم التي أراد الإنجليز تعليمها وتلقينها للشباب صغير السن بشكل مُبسط، لأنهم بعد ذلك سيصبحون النواة الحقيقية لذلك المجتمع، فمنهم من سيعمل بعد ذلك في الجيش، والإدارة، والتعليم، وكل مناحي الحياة، لذلك، يبدو تفهُّم قواعد مثل اللعب النظيف، وروح الفريق، أهم من لعب الرياضة نفسها، لأن هذه القواعد هي الحلم الذي أراد المسؤولون أن يصبح واقع شبابهم في المستقبل.
لقيت كرة القدم قبولا مجتمعيا بإنجلترا، فأصبحت لعبة الشعب بمختلف طبقاته وفئاته، وبحلول العام 1888، تم تشكيل أول دوري منظم لكرة القدم بإنجلترا، بعد أن كانت ممارسة هذه الرياضة مقتصرة فقط على مجتمعات بعينها، مثل عمال الطبقة المتوسطة، أو داخل المدارس العامة. ومن هنا، بدأت كرة القدم تجد طريقًا للفئة محل الجدل الدائم -النساء- فبسبب الرواج الذي حظيت به كرة القدم، ظهر ما يعرف بكرة القدم النسائية، على شكل نادي كرة القدم للسيدات الذي تم إنشاؤه في شمال لندن، والذي جذب حشودًا وصلت في بعض الأحيان لعشرة آلاف مشاهد، نظرًا لكرة القدم الاستعراضية التي كان يقدمها ذلك الفريق.
ومع ذلك، كانت هنالك رغبة حقيقية في أن تتوقف السيدات عند هذا الحد، بمحاولات تهميش مشابهة لتلك التي تحدث الآن، عبر التأكيد مرارًا وتكرارا عبر الصحف أن كرة القدم لعبة رجالية، ولن تتمكن النساء من ممارستها بأمان، ومن الأفضل أن تظل المرأة ملازمةً لأماكنها الكلاسيكية، تقرأ الكتب، تعزف الموسيقى، ترسم اللوحات، ولم لا تمتطي الخيل، لكن كرة القدم هي خط أحمر.
“يجوز للمرأة قيادة السيارات، أو المراكب، بل يمكنها القيام بذلك ببراعة، ولكن لا يجوز لها أن تركل كرة القدم، وهذا خوفًا على سلامتها”
تعليق صحيفة «The Pall Mall Gazzete» على ممارسة السيدات لكرة القدم، في فبراير 1895.
بالعودة لجينينجز مرة أخرى، كان هذا الطرح الطبي هو مثار جدل خلال أواخر القرن التاسع عشر، حيث كان غرض من يريدون إبقاء النساء بعيدًا نبيلا، حيث كان يعتقد أن الفتاة التي تمارس رياضة تتسم بالعنف قد تتعرض لمشاكل طبية متعلقة بقدرتها على الإنجاب، أو قد تصبح عرضة للإجهاض إن كانت متزوجةً. لكن يبدو أن كل ذلك قد تغيّر عندما نشبت الحرب العالمية الأولى.
حين تبدلت الأدوار ولو مؤقتا
غادر شباب الإنجليز نحو الخنادق خلال الحرب العالمية الأولى، وخلق ذلك فراغا واضحًا بالمجتمع الإنجليزي، حيث أصبحت الفتيات والسيدات مطالبات بما هو أكبر من تنظيف المنزل وإعداد الطعام وتنشئة جيل عظيم من الأبناء، بل أصبحن جزءًا أصيلًا من مهن أكثر شقاءً، حين دفعوا إلى العمل بالمصانع بمختلف أنحاء البلاد، لكن أكثر هذه المهن شقاءً، كانت تلك التي عُرفت النساء التي تشغلها بالـ”ذخيرة”.
ظهرت هذه الوظيفة كنتاج لمواجهة بريطانيا صعوبات حقيقية في توفير الذخيرة للقوات المسلحة خلال الحرب، بالتالي تركت النساء أعمالهن الاعتيادية داخل المنازل والحانات، وبحثن عن العمل داخل مصانع السلاح بحثًا عن أجور أفضل، وساعات عمل أقل، حتى وإن كان العمل نفسه شاقا، وبحلول يونيو 1917، كان 80% من تسليح الجيش البريطاني عبارة عن نتاج عمل هذه الفئة من السيدات.
نظرًا لأن العمل في هذه المصانع كان يتطلب تعرضًا لكيماويات مضرّة، وتعاملا مباشرا مع آلات خطرة، أُرسلت وفود طبية لهذه المصانع من قبل الحكومة البريطانية لضمان سلامة هذا الجيل من العاملات، وكانت التوصية الأولى هي تشجيع ممارسة هؤلاء الفتيات للرياضة لإراحتهم نفسيًا من ظروف العمل القاسية.
عندما سيطرت النساء على كرة القدم
بدأت المصانع في تشكيل فرق كرة القدم النسائية الخاصة بها في عام 1917 تقريبًا، وسرعان ما برز فريق «ديك وكير» للسيدات باعتباره الأكثر شعبية، والذي حمل اسم المصنع الذي تعمل به ممثلاته، والذي اتخذ من بريستون الإنجليزية مقرًا له.
أصبح هذا الفريق حديث المدينة، وجذب الآلاف من المتفرجين إلى المباريات الخاصة بهم، كما هو الحال مع فرق النساء الأخرى، لعدة أسباب، أولها هو أن هذا الفريق -الذي كان يجني أرباحا ضخمة بسبب الحضور الجماهيري- كان يقوم بإرسال أرباحه لدعم الجهود الحربية وللقيام بالأعمال الخيرية، لكن هذا ليس السبب الوحيد، فقد كانت جودة كرة القدم التي تقدمها بعض لاعبات الفريق هي السبب الأصيل في تغيير التصوّر الذي يمتلكه المشجعون عن السيدات اللاتي يلعبن كرة القدم، لذلك، أصبح الحديث عن كرة القدم النسائية -آنذاك- أمرًا عاديًا لا خجل منه، وأصبحت كرة القدم النسائية رياضة حقيقية بكامل معنى الكلمة، ومقبولة اجتماعيا.
كانت «ليلي بار»، هي كريستيانو رونالدو زمانها، حيث أشارت بعض الأخبار إلى أنها قد تمكنّت من تسجيل 980 هدفا خلال مسيرتها، التي توقفت حين بلغت 46 عاما، بالمنافسات التي لم يكتب لها أن توصف بالرسمية، وهذا ما جعل المتحف الوطني لكرة القدم يشيد تمثالا برونزيا لها بالعام 2019، تقديرًا لهذه المسيرة الرائعة، لتصبح بذلك المرأة الأولى التي يُصنع لها تمثال بذلك المتحف الذي كان حكرًا على لاعبي كرة القدم الرجال.
امتلكت ليلي قدما قوية جدًا، حسبما نقلت إحدى زميلاتها بالفريق، حيث كانت تستطيع أن تُمزق الشباك وتكسر معصم الحراس-مجازًا- مثل الرجال، دون أن نغفل أن الكرة التي كانت تُستخدم آنذاك كانت أثقل بكثير من كرة القدم التي يتم استخدامها الآن.
بالتأكيد يمكننا اعتبار ذلك تملقًا من زميلة لزميلتها بالفريق، لكن نجمة فريق «ديك وكير»، كانت تنال ثناء لاعبي كرة القدم الرجال أيضًا، ربما لأنهم رأوا فيها نموذجًا يشبههم بعض الشيء من حيث القوة، التي كانت الأساس الذي يتم تقييم اللاعبين به بذلك العصر. وبذكر الشبه؛ كانت ليلي بار لاعبة متهورة أيضًا، حيث تم طردها أحيانًا بسبب مشاجراتها الدائمة مع المنافسين على أرض الملعب، كذلك كان لديها تتمتع بحس الدعابة، لذلك ربما كان التعامل معها كنجم كرة قدم أمرًا منطقيا.
من أجبر النساء على العودة إلى المطبخ؟
في كتابها «The league of thier own» شرحت «جايل نيوسهام» حجم الشهرة التي وصل إليها فريق «ديك وكيرك» النسائي، بعدما قامت ببحث مكثّف حول حقيقة عدد المتفرجين الذين ذهبوا لمشاهدة مباريات هذا الفريق “النسائي”، وخلُص البحث إلى أن 18 من أصل 30 مباراة خاضها الفريق عام 1920 شهدت حضور 10 آلاف متفرج، بمتوسط حضور 13500 ألف متفرج أكثر من متوسط الحضور بمباريات الرجال بالقسم الثاني (12800 متفرج).
في حين كانت مباراة الفريق بنفس العام خلال أحدى مباريات الـBoxing Day، هي أكبر شاهد على حقيقة تقديم هذا الفريق لكرة قدم جيدة بالفعل، حيث حضر المباراة التي أقيمت بملعب جوديسون بارك بمدينة ليفربول نحو 53 ألف مشاهد، في حين لم يتمكّن قرابة 18 ألفا آخرين من دخول الملعب المكتظ، وظلّوا حول ملعب المباراة.
وحتى نضع هذا الرقم في سياق منطقي؛ فقد شهدت مباراة الرجال الأولى والأهم بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في نهائي كأس إنجلترا بين أستون فيلا وهيديرسفيلد حضورًا جماهيريًا يقدر بـ50 ألف مشاهد، أي أقل بـ3 آلاف مشاهد تقريبا.
قرب نهاية عام 1921، قام اتحاد الكرة الإنجليزي بخطوة صادمة تتمثل في حظر كرة القدم النسائية بشكل فعال، حيث نص البيان الصادر عن من حضروا ذلك الاجتماع على أنه.. “تم تقديم شكاوى بشأن لعب كرة القدم من قبل النساء، لأن لعبة كرة القدم غير مناسبة تمامًا للإناث ويجب عدم تشجيعها”، ومنذ ذلك الوقت وحتى السبعينيات لم يعد مسموحًا للفرق النسائية باللعب على ملاعب الاتحاد الإنجليزي الرسمية، مما أدى إلى نهاية حتمية لهذا العصر الذهبي لكرة القدم النسائية.
وفقا لوجهة نظر «جاك بيت بروك»، محرر «ذي أثيليتيك» كان هذا القرار تحيزًا مباشرة ضد النساء، ويعتقد أنه جاء بدافع الغيرة من كرة القدم النسائية التي كانت في طريقها لكي تتقدم بشكل طبيعي، وليس كما أشيع وقتها بأنه ضمان لسلامة الفتيات، اللائي أثبتن أنهن قادرات على ممارسة هذه الرياضة، بل جذب أعدادا هائلة من المشاهدين لمبارياتهن.
ومع ذلك، هناك نظرية تؤكد احتمالية وجود أسباب سياسية محتملة خلف اتخاذ ذلك القرار، فبالإضافة إلى جمع الأموال لتقديم المساعدات المالية للجيش، وبعض الأعمال الخيرية الأخرى، كانت الفرق النسائية تدعم بعض الأقليات أيضا، مثل جمع الأموال لعمال المناجم الذين يحتجون على تخفيضات الأجور في عام 1921، وهذا ما وصفته «بابرا جاكوبسون»، مؤلفة كتاب سيدات ديك وكيرك، بالقشة التي قصمت ظهر البعير، لأن الحكومة اعتبرت المظاهرات الفئوية في ذلك الوقت بمثابة إعلان صريح بالعداء ضدها، بالتالي تحولت فرق كرة القدم النسائية خطرًا سياسيًا حقيقيًا.
وحتى إذا ما قمنا باستبعاد هذا الطرح السياسي، فحتى المجتمع نفسه، أو أغلبه قد رفض أن تستمر هذه الفكرة، فبانتهاء الحرب، أرادت الغالبية أن يعود كل فصيل لصفوفه، أو بمعنى أوضح، أن تعود النساء للمطبخ، فلم تكُن الاستعانة بهم في البداية سوى لملء الفراغ الذي تسبب به رحيل الشباب للحرب، ولم تكن هنالك نية حقيقية لتركهم يمارسون هذه الرياضة من قريب أو بعيد، لكن الظروف هي الشيء الذي دفع الجميع لتقبُّل الأمر الواقع.
أخيرًا؛ لا يمكننا توقُّع مصير كرة القدم النسائية إذا ما لم يتخذ هذا القرار، قبل 100 عام، لكنه بكل تأكيد كان سيكون أفضل بكثير من واقعه الحالي، فعلى أقل تقدير، لم تكُن جماهير ليل لترفع لافتات تطالب بها النساء للذهاب إلى المطبخ، لأن نفس الجماهير كانت من الممكن أن تكون ضمن حضور مباراة، طرفاها فريقا كرة قدم مكونان من فتيات لديهن القدرة على تقديم كرة قدم جيدة، على عكس التي يقدمنها الآن، والتي لا تقترب من قريب أو من بعيد من تلك الخاصة بالرجال.