كوكب الأرض هو ثالث أقرب الكواكب من الشمس وهو الكوكب الوحيد الذي توجد عليه حياة، وقد ظهرت أشكال من الحياة البدائية خلال المليار سنة الأولى من نشوء كوكب الأرض، هذا وتشير الأدلة الجيولوجية القديمة إلى أن الحياة على سطح الأرض نشأت منذ حوالي 4.1 مليار سنة.
التاريخ الجيولوجي للأرض
تشكلت كل من المحيطات والغلاف الجوي على الأرض بفعل النشاطات البركانية وانبعاث الغازات حيث تكثف بخار الماء القادم من هذه المصادر ليسقط على شكل أمطار مشكلا المحيطات، هذا وحافظت الغازات الدفيئة على المحيطات من التجمد عن طريق منعها للحرارة القادمة من الشمس من التسرب خارج الغلاف الجوي، هذا وقد تشكلت القشرة الخارجية والتي كانت تتكون في الأصل من مواد منصهرة لتشكل في النهاية ما يسمى بالقشرة الأرضية، وقد بدأ نمط العصور الجليدية بالظهور منذ حوالي 750 مليون سنة حيث مرت المناطق ذات خطوط العرض العليا منذ ذلك الوقت بدورات متكررة من التجمد والذوبان حتى انتهاء آخر تجمد قاري منذ حوالي 15 ألف سنة.
التركيب الداخلي للأرض
يبلغ سمك لب الأرض 7 آلاف كيلومتر ويتشكل من اللب الخارجي الذي يبلغ سٌمكه حوالي 2250 كيلومترا، ويتكون من مواد منصهرة، هذا ومن المعروف أن اللب مسئول بشكل كبير عن تكوين المجال المغناطيسي للأرض والذي يساعد على تشتيت الجزيئات الضارة التي تطلقها الشمس، كما يوجد فوق اللب الستار الذي يبلغ سٌمكه حوالي 290 كيلومترا ويتشكل من خليط من المواد الصلبة والمنصهرة وتطفو القشرة الأرضية فوق الستار كما تطفو قطعة من الخشب على سطح الماء.
ويتكون الغلاف الخارجي للأرض من نوعين من القشرة وهما القشرة القارية المكونة للغازات والتي تتكون بشكل أساسي من صخور الجرانيت والسيليكات الخفيفة، بينما القشرة المحيطية تتكون من صخور بركانية كالبازلت، هذا ويصل سمك القشرة القارية إلى 40 كيلومترا ويبلغ سمك القشرة المحيطية إلى حوالي 8 كيلومترات، وتصل درجات الحرارة إلى حوالي 10.6 درجة مئوية في الجزء السفلي من القشرة القارية، وتبلغ درجة حرارة اللب الخارجي للأرض إلى ما يتراوح بين 370 إلى 4300 درجة مئوية، بينما تصل درجة حرارة اللب الداخلي إلى حوالي 7000 درجة مئوية.
الغلاف الجوي للأرض
يحتوي الغلاف الجوي لكوكب الأرض على 78% من غاز النيتروجين و21% من غاز الأكسجين ونسبة قليلة من عناصر مثل الماء والأرجون وثاني أكسيد الكربون وعدد من الغازات الأخرى، هذا ويتميز كوكب الأرض عن باقي الكواكب بأن له غلاف جوي مليء بالأكسجين الحر، ويعتبر الأكسجين عنصرا ضروريا وحيويا حيث إنه من أهم سمات وجود الحياة على الأرض ، كما تعرف الطبقة الدنيا من الغلاف الجوي باسم التروبوسفير وهي في حالة حركة دائمة، حيث تسهم أشعة الشمس في ارتفاع الهواء الدافئ في طبقة التروبوسفير ثم يتسع هذا الهواء ويبرد مع انخفاض ضغط الهواء.
مناخ كوكب الأرض
تميل الأرض عن محورها بمقدار 23.4 درجة ويؤدي هذا الميلان إلى سقوط أشعة الشمس بشكل غير متساو على سطح كوكب الأرض، ويؤدي ذلك إلى تباين موسمي على معظم أنحاء كوكب الأرض، ويتم تقسيم سطح الأرض إلى ثلاث مناطق مناخية رئيسية وهي المناطق القطبية في القطب الشمالي والقطب الجنوبي والتي تقع على خط عرض أعلى أو أقل من 66 درجة شمالا أو جنوبا، وثانيهما المناطق المعتدلة والمتوسطة والتي تقع على خط عرض 23 و66 شمالا وجنوبا، وثالثهما المناطق الاستوائية وتقع بين مدار السرطان عند خط عرض 23 درجة شمالا ومدار الجدي عند خط عرض 23 درجة جنوبا.
وتمثل قمة جبال إفريست أعلى نقطة فوق مستوى سطح الأرض حيث يصل ارتفاعها إلى 2848 مترا، وأما أعمق بقعة في الأرض فهي خندق ماريانا الذي يقع في الجزء السفلي من غرب المحيط الهادي، ونهر النيل أطول نهر حيث يمتد حوالي 6853 كم عبر شمال شرق أفريقيا.
تضاريس كوكب الأرض
تبلغ المساحة الإجمالية لسطح الأرض حوالي 5 مليون كم مربع، ويتواجد حوالي 361 مليون كيلومتر مربع منها تحت مستوى سطح البحر وتغطيها مياه المحيطات ويقع تحت سطح المحيط الكثير من التضاريس مثل الجرف القارية والجبال والبراكين وأيضا الخنادق والهضاب المحيطية والسهول السحيقة، أما المساحات المتبقية غير المغطاة بالمياه فتبلغ مساحتها حوالي 148.94 مليون كم مربع، وأيضا تتكون القشرة القارية في معظمها من مواد ذات كثافة منخفضة مثل الجرانيت والصخور البركانية، بينما يتواجد البازلت بشكل ضئيل وهو صخر بركاني كثيف يمثل المكون الرئيسي للقشرة المحيطية.