يعتقد البعض أن تحفيز الأطفال من المهام السهلة، التي قد لا تتطلب إلا مدحهم والثناء على مجهوداتهم، فيما يحتاج الأمر في الواقع إلى معرفة سر حماسة الأطفال تجاه أشياء وانخفاض شغفهم تجاه الأخرى، كي ندرك كيفية تحويل هؤلاء الصغار إلى أنجح الكبار فيما بعد.
أنواع التحفيز
بالرغم من أن حماس الإنسان تجاه الأفضل يبدو سلوكا طبيعيا، فإن خبراء علم النفس دائما ما يشددون على أهمية تحفيز الأطفال منذ الصغر، حتى يبدون أكثر شغفا بتقديم أفضل ما لديهم.
يفرق العلماء إذن بين نوعين من التحفيز للإنسان، من أجل جعل الأمور أكثر وضوحا على كل أب وأم، ولإدراك سر شغف الأطفال ببعض الأمور على عكس أشياء أخرى، إذ يوجد التحفيز الذاتي والذي يدفع المرء إلى القيام بأمر ما دون الحاجة لتشجيع، حيث يرتبط بتلك النشاطات المبهجة والترفيهية، مثل عزف الموسيقى أو لعب الكرة أو حتى ممارسة الألعاب الإلكترونية.
على الجانب الآخر، يوجد التحفيز الخارجي، والذي يدفع الشخص للقيام بنشاط ما، أملا في الحصول على مكافاة، لتظهر حينها أهمية تحفيز الأطفال أحيانا عبر وضع المكافآت بأنواعها المختلفة، من أجل تحقيق النجاح الدراسي.
كيفية تحفيز الأطفال
تتعدد طرق تحفيز الأطفال إذن لتحقيق المراد منهم، إذ لا توجد أزمة أحيانا في وعد الطفل بالحصول على طعام مفضل لديه، إن قام بترتيب غرفته أو ساعد أبويه في تنظيف المطبخ، ليس المطلوب هو ربط المهام المنزلية أو الدراسية بالمكافآت دوما، إلا أن القيام بذلك أحيانا يساهم في خلق الدوافع للطفل مرة بعد الأخرى.
يبدو التحفيز الإيجابي للطفل عبر كلمات المدح مطلوبا أيضا، مع مراعاة الفارق بين مدح السلوك ومدح النتائج، إذ يؤدي مدح الطفل على المجهود المبذول خلال الدراسة أو في ساعات التمرين إلى زيادة درجات الرضا عن النفس، وزيادة حماسه تجاه بذل المجهود في نشاطات أخرى، فيما يؤدي التركيز على مدح النتائج إلى زيادة الضغوط النفسية على الطفل، والذي يشعر حينها أن عدم الوصول لنفس النتيجة سوف يؤدي إلى تراجعه في نظر المحيطين به.
بشكل عام، تبدو العلاقة الودودة بين الأبوين والطفل، هي الطريق الأكثر ضمانا من أجل تحفيزه على كل ما هو أفضل، إذ يتحقق ذلك حينما تترك الفرصة للأطفال من أجل الكشف عن المكافآت التي يرغبون في الحصول عليها في حال تحقق الهدف المطلوب منهم، فيما ينصح بعدم ترك الأمر للطفل فيما يخص تحديد الهدف، الذي يجب أن يوضع من قبل الأبوين دون تهاون.
تحفيزات غير مطلوبة
يحذر الخبراء أحيانا من بعض الأخطاء المرتكبة من جانب الأبوين عند الرغبة في تحفيز الأطفال الصغار، فبينما أشرنا إلى ضرورة عدم مدح النتيجة أو الصفة، وإلى أهمية التركيز على مدح الفعل أو المجهود، فإنه ينصح كذلك بعدم المبالغة في ذكر العبارات الإيجابية، نظرا لأن الطفل قد يشعر بذلك، ليفقد التحفيز تأثيره بمرور الوقت.
كذلك يحذر من وعد الطفل بالحصول على المكافآت، أملا في إيقافه عن ارتكاب فعل خاطئ، حيث يجب على الأبوين أن يكتشفا سبب قيام الطفل بالسلوكيات المرفوضة بدلا من إعطائه المكافأة لعلاج الأزمة، ما يكشف هنا عن أهمية تقديم الهدايا فقط عند القيام بالأفعال الحسنة.
في كل الأحوال، يبدو تحفيز الأطفال من الصغر، أحد أبرز أسباب النجاح في الكبر، لذا ينصح بمعرفة الطريقة الأفضل لكل طفل لأجل زيادة حماسه تجاه السلوكيات الإيجابية، مع التأكد بأنه كلما التزم الأبوان بالطرق الإيجابية في التربية، ظهر ذلك جليا على الطفل الآن وفي المستقبل.