حينما تشعر أن أحد المقربين منك ظهر عليه أحد أعراض الاكتئاب، فمن المؤكد أنك تتساءل كيف أتعامل مع شخص مكتئب بالطريقة الصحيحة؟ كي أتمكن من مساعدته، ودعمه على التخلص من ذلك المرض، والعودة سالمًا، واستعادة الصحة النفسية السليمة كما كان من قبل، وفي الواقع هناك عدة طرق احترافية لا بد أن تضعها في اعتبارك، وتبدأ بالاعتماد عليها حينما تجد أحد ذويك يعاني من الاكتئاب.
كيف أتعامل مع شخص مكتئب؟
المشاعر السلبية عادة ما تسيطر على مريض الاكتئاب، وتدفعه نحو العزلة، وارتكاب تصرفات قد تؤثر على حياته بالفعل، علاوة على أنه يكون فاقدًا للثقة في الكثير من حوله، ولكن لحسن الحظ أن هناك طرقًا يمكن الاعتماد عليها لمعاونة المريض على الشفاء بطريقة غير مباشرة، ودون أن يشعر بأنه مريض أيضًا، ومن أبرز هذه الطرق هي:
الاستماع الجيد
إذا كنت تتساءل كيف أتعامل مع المكتئب بالشكل الصحيح؟ فعليك أن تتبع هذه الطريقة، حيث إن مريض الاكتئاب لا يحتاج إلى أن يستمع للآخرين بقدر احتياجه لاستماع الآخرين له، فكل ما عليك فعله هو أن تبدأ بالجلوس معه، وتترك له الفرصة كاملة؛ كي يتحدث ويعبر عن كل المشكلات التي يعاني منها، بالإضافة إلى المشاعر السلبية التي تؤثر عليه وأسبابها أيضًا، وخلال تلك الفترة حاول بشتى الطرق ألا تقاطع حديثه، وأن تظهر له أنك مستمع جيد بالفعل، وتهتم بما يقول، وهذا الأمر سيجعله يشعر بالراحة، ويبدأ بقص كل ما لديه من مشكلات.
تقديم كافة سبل الدعم
حاول أن تقدم لمريض الاكتئاب كافة سبل الدعم من جميع النواحي، فإن كان مقبلًا على القيام بشيء مهم في حياته، ولديه بعض التفكير السلبي الذي يؤثر عليه، ويجعله يتراجع بسبب ضعف ثقته بنفسه، فستقوم أنت بدعمه على القيام بذلك، وستؤكد له أنك بجواره، وأنه قادر على القيام بهذا الشيء، مثلما قام بالكثير من الأمور من قبل، وهذا الأمر سيرفع من ثقة مريض الاكتئاب بنفسه؛ وبالتالي يكون هذا حلًا عمليًا لتساؤل كيف أتعامل مع شخص مكتئب؟
المرافقة
حاول أن ترافق مريض الاكتئاب طوال الوقت إن أمكن، وإن لم يكن لديك القدرة على ذلك بسبب الأمور الحياتية والأعمال الخاصة بك، فكن على تواجد معه في فترات الفراغ الخاصة بك، فهذا الأمر سيجعله يشعر أنك تهتم به بالفعل، وتفضل قضاء وقتك معه باستمرار؛ مما يرفع من المعنويات لديه، ويستعيد ثقته بالآخرين، وفي نفسه أنه مرغوب به شيئًا فشيئًا.
قدم له الحلول
لا تكتف فقط باستماع الشخص المكتئب، بل بعد أن تستمع له، وتتركه يقص كل ما لديه من مشاعر سلبية ومشكلات، بادر بتقديم الحلول الفعالة التي تسهل عليه التخلص من المشكلات، بالإضافة إلى أنها ستساعده على الخروج من أزماته، ولكن يجب أيضًا ألا تتسرع في تقديم الحلول إلا بعد التأكد من نتائجها الفعالة، وذلك كي لا تفشل تلك الحلول، ويتفاقم الاكتئاب لديه بصورة أكبر مما هو عليه.
التحلي بالصبر
إذا كنت تبحث عن إجابة فعالة لسؤالك عن: كيف أتعامل مع الشخص المكتئب؟ فعليك باتباع تلك الطريقة، فكل ما عليك فعله هو أن تكون في أقصى درجة ممكنة من الصبر في التعامل مع المكتئب، فالشخص المكتئب يكون فاقدًا للشغف، ومن الصعب إقناعه بنصيحة ما، أو على الأقل بالتوجه معك إلى أي نطاق، ولكي تضمن التعامل معه بشكل صحيح فعليك أن تصبر عليه في كل أمر يقوم به، ولا تضغط عليه للقيام بأي شيء.
التواصل طوال الوقت
لا تقطع الاتصال معه لأي سبب كان، حتى وإن كانت لديك بعض الضغوط والمشكلات في حياتك الشخصية، وذلك لأن مريض الاكتئاب يشعر في بعض الأحيان أن أغلب من حوله يرفضونه، وحينما تقطع الاتصال لأي سبب سيظن أنه كان عبئًا عليك حينما يتواصل معك، ويسرد لك كل ما يعاني منه، والحل هنا هو أن تتواصل معه حتى وإن كان عبر الهاتف في أوقات فراغك، واجعل ذلك التواصل إيجابيًا فقط.
عدم شخصنة الأمور
مريض الاكتئاب لا يعي في الكثير من الأحيان بما يقول، وعادة ما تجد منه تصرفات سلبية وغير متوقعة، والتعامل الصحيح معه هو ألا تشخص تلك الأمور أو التصرفات تمامًا، بل كن على وعي كامل بأنه مريض بالاكتئاب، وأن هذا المرض هو ما يدفعه بإلقاء تلك العبارات، أو القيام بهذه التصرفات، وتحمله بقدر الإمكان، وهذا الأمر سيشعر به هو بمرور الوقت، وسيشعر بأنك تكن له المحبة، وتحملت كل ما قام به؛ مما يجعله يستعيد ثقته بمحبة الآخرين له، وتكون تلك إجابة نموذجية لسؤال: كيف أتعامل مع شخص مكتئب؟
عدم التقليل مما يعاني منه
سيتحتم عليك عندما تستمع إلى أي شخص مكتئب، أن تحترم كل ما يقوله، وألا تقلل من أي مشاعر سلبية يشعر بها، أو مشكلات وأزمات يمر بها، حتى وإن كانت لا تستحق من وجهة نظرك الشخصية، فحينما يقوم مريض الاكتئاب بالتحدث إليك، وعرض مشكلاته عليك، فهذا يعني أنه قد وثق بك، والتقليل من تلك المشكلات، سيجعل تلك الثقة تتلاشى؛ مما يجعلك غير قادر على معاونته.
توجيه النصيحة بطريقة غير مباشرة
يجب عليك أن تقدم النصيحة إلى أي شخص مكتئب بطريقة صحيحة ولائقة، فبعد أن يتحدث إليك ويقص لك مشكلاته، يمكنك أن تعرض عليه النصائح بطريقة غير مباشرة، بل قدم له الأفكار والحلول التي يمكن أن يتبعها كي يتخلص من مشكلاته، ولا توجه له النصيحة بشكل مباشر؛ كي لا يشعر بأنه غير قادر على حل أزماته.
ابتعد تمامًا عن المقارنة
قد يكون الشخص المكتئب الذي تتعامل معه يمر ببعض المشكلات التي مررت أنت بها من قبل، مثل مشكلات عاطفية، أو مشكلات عائلية، وخلافه، وبعد أن تستمع إليه حاول بقدر الإمكان ألا تقارن بين مشكلاته وبين مشكلاتك التي مررت بها، وذلك الأمر كي لا تجعله يشعر بالضعف، والعجز أنه غير قادر على تخطي مشكلاته مثلما تخطيتها أنت من قبله دون أن تتعرض للاكتئاب.
إبعاده عن العزلة
عادة ما يفضل الشخص المكتئب أن ينعزل تمامًا عن الجميع من حوله، وتكون لديه الرغبة أيضًا في قضاء أغلب الأوقات بمفرده دون الاختلاط بأحد، وهذا الأمر سيجعله يفكر بشكل سلبي طوال فترة الانعزال، وستبدأ حالة الاكتئاب لديه بالتفاقم، ولكي تتفادى هذا الأمر عليك ألا تتركه منعزلًا لأي سبب ما، وكن على تواجد معه لأطول فترة ممكنة على مدار اليوم، وهذا ما يقلل من تفكيره السلبي الذي يسيطر عليه حينما يكون بمفرده.
احذر من كلماتك
كُن حريصًا أثناء الحديث مع أي شخص مكتئب، وحاول أيضًا أن تفكر جيدًا في كل عبارة أو كلمة ستتواصل معه بها، فمن الممكن أن توجه له كلمة دون عمد، تجعله يشعر أنك تقلل من مشكلاته، أو الاكتئاب الذي يعاني منه، وحاول أيضًا ألا تسخر من أي مشاعر لديه، وهذا ما يحافظ لك على ثقته بك، وأيضًا عدم نطق أي عبارة قد تتسبب بمضايقته.
عدم اللوم أو النقد
ربما تتساءل: كيف أتعامل مع شخص مكتئب؟ والحال أنك تستطيع فعل ذلك ببراعة، فقط عليك ألا تنتقد أو تلوم الشخص المكتئب على أي شيء قد قام به، وذلك الأمر لأنه ليس بحاجة على الإطلاق لذلك، بل إنه يحتاج دائمًا إلى من يدعمه، ويتحدث معه بشكل إيجابي، وعادة ما تكون رغبته هي الابتعاد عن أي لوم أو نقدم، نظرًا لأن هذا الأمر يجعل المشاعر السلبية تزداد لديه.
تعامل معه بشكل طبيعي
على الرغم من احتياج مريض الاكتئاب لدعم كل من يحيطون به، لكن يجب أيضًا التعامل معه بشكل تقليدي، وذلك الأمر لأن المريض قد لا يعي أنه مريض اكتئاب، والتعامل معه، وتقديم الدعم له بشكل مبالغ فيه قد يجعله يشعر أنه مريض، وأنك مشفق على حالته؛ مما يؤدي إلى تفاقم الاكتئاب لديه، بل كل ما عليك فعله هو أن تتعامل معه مثلما كنت تتعامل معه من قبل، ولكن بالأخذ بجميع النصائح المذكورة سلفًا.
كيفية إقناع الشخص المكتئب بالعلاج
في بعض الحالات يكون من الصعب إقناع مريض الاكتئاب أن يتجه لأحد الأطباء المتخصصين، ويبدأ بالعلاج، وذلك الأمر لعدة أسباب، من أبرزها: شعور المريض بالحرج من التوجه لطبيب نفسي، أو عدم اقتناع المريض أنه مريض، ولكن هناك طرقًا احترافية ستمكنك من إقناعه بالعلاج، فمن أبرز تلك الطرق ما يلي:
عرض فكرة العلاج
من أفضل الطرق التي يمكن الاعتماد عليها إن كنت تتساءل عن: كيف أتعامل مع شخص مكتئب؟ ألا وهي عرض فكرة العلاج على المريض، لا سيما وأن المريض قد لا يكون مدركًا بأنه مريض اكتئاب بالفعل، ويشعر بالحرج من التوجه لطبيب نفسي متخصص لبعض الأسباب، ودورك هو أن تعرض عليه فكرة العلاج من خلال أحد الأطباء، واجعله يشعر وكأن الأمر طبيعي للغاية.
جذبه نحو العلاج
من الممكن أن تجذبه نحو العلاج عن طريق إخباره بأن كل شيء سينتهي حينما يبدأ بالتوجه إلى طبيب، وأنه سيجد كافة الحلول التي بدورها ستساعده على أن يتخلص مما يعاني، بالإضافة إلى عرض فكرة أن الأمر بسيط تمامًا، بالإضافة إلى إقناعه أيضًا بأن النتائج الإيجابية ستكون سريعة المفعول من خلال ذلك الطبيب.
اصطحبه إلى طبيب
إذا شعرت أن الشخص المكتئب قد اقتنع بعض الشيء بفكرة العلاج، ولكنه متردد قليلًا، فيمكنك أن تعرض عليه بأنك ستتجه معه نحو الطبيب، وستباشر معه العلاج في كافة الجلسات، وهذا الأمر سيرفع من ثقته بك، وسيبدأ بالتوجه معك، ولكن كن حذرًا في هذه النصيحة، فإن وجدت المريض رافضًا تمامًا في البداية، فعليك أن تتحلى بالصبر قليلًا، ولا تفرض عليه التوجه إلى أي طبيب نفسي.
تبسيط فكرة العلاج النفسي
من الممكن أن تقنعه بالعلاج عن طريق هذه الخطوة، فكل ما في الأمر أن تجعل الأمور تبدو بسيطة في عينه، وذلك من خلال إقناعه بأن هناك الكثير من الأشخاص يعانون من مشكلات في حياتهم، قاموا بالاعتماد على الأطباء النفسيين، وبالفعل تخلصوا من تلك المشكلات، واستعادوا صحتهم النفسية، بالإضافة إلى أن الأمر لا يوجد به أي حرج، فهناك مشاهير وعظماء كانوا يعتمدون على أطباء علم النفس في حل مشكلاتهم، وهذا ما يجعله ينجذب شيئًا فشيئًا نحو العلاج.
كيفية إخراج المريض من حالة الحزن
عادة ما تسيطر مشاعر الحزن على الشخص المكتئب، ويكون دائم التفكير بشكل سلبي، ولا يشعر بأي سعادة تجاه أي شيء يحدث من حوله، وإن تركته على هذا الحال، فمن المؤكد أن المرض سيتفاقم لديه؛ لذا وجب إخراجه من هذه الحالة عن طريق تلك الطرق:
اهتم به
يمكنك الاهتمام به عن طريق توفير له أبرز احتياجاته التي كانت تسعده من قبل، أو تقديم الهدايا المُفضلة له من حين لآخر، وهذا الأمر سيجعله سعيدًا بعض الشيء، ومن الممكن أن يتناسى الحزن، ولو في هذه الفترة على الأقل، ونعتقد أنك وجدت إجابة سؤالك عن: كيف أتعامل مع شخص مكتئب؟
الخروج للتنزه
من المؤكد أن مريض الاكتئاب، أو أي شخص بشكل عام له أماكن ومرافق يتردد عليها باستمرار؛ لكونها مفضلة له، ودورك هو أن تصطحبه إلى تلك المرافق وقضاء الوقت معه هناك، فهذا الأمر سيجعله يشعر بالراحة، وابتعد تمامًا عن أي مكان سيؤثر عليه بشكل سلبي، أو سيذكره بشيء يزعجه.
كن فكاهيًا معه
كل ما عليك فعله هو أن تمزح معه بصفة مستمرة، مع الحذر بعدم التقليل أو السخرية منه، بل اجعل الحديث يسير نحو الضحك والفكاهة، فمن المؤكد أنه بمرور الوقت سيتفاعل معك، وسينسى الحزن ولو لبرهة.
تذكيره بنجاحاته
إذا كنت قد شهدت نجاحات الشخص المكتئب من قبل، فيمكنك أن تسلك هذه الطريقة كي تساعده على الشفاء، ألا وهي: البدء بتذكيره بكافة النجاحات التي قام بها من قبل على مدار حياته، وتذكيره بأنه كان قادرًا على تخطي الصعاب من قبل، فهذا الأمر سيجعله يستعيد ثقته بنفسه بعض الشيء؛ مما يؤدي إلى تلاشي الحزن، والشعور بالسعادة لما كان عليه، ويبدأ بسلك الطريق الصحيح للعودة كما كان سالمًا.
تشاور معه في أمور حياتك
من الأمور التي تجعل مريض الاكتئاب يشعر بمدى أهميته، ويستعيد ثقته بنفسه هي: أن تتشاور معه الحديث عن أمور حياتك، وتحصل على رأيه في القرارات التي ترغب في اتخاذها، فهذا الأمر سيرفع من معنوياته، وحينما يجدك تقوم باتباع الآراء التي قدمها لك بالفعل، سيكون سعيدًا للغاية.
كلمات لشخص مكتئب
أي شخص مُعرض إلى الإصابة بمرض الاكتئاب بسبب ضغوط الحياة، أو بعض المشكلات، أو التجارب القديمة، ولكن هذا لا يعني أن نستسلم إلى المرض ونجعله يتمكن منا، بل علينا أن نواجه هذا الاكتئاب بقوة ونتعافى منه؛ كي نعود بصحة طيبة، ونمارس حياتنا بشكل طبيعي، فلا تترك الأمور تتفاقم وإن كنت تعاني من الاكتئاب بالفعل لأي سبب كان، فعليك أن تنهض، وتبدأ بالعلاج من الآن؛ كي تستمع بحياتك دون أي مشكلة.
ختامًا… كانت هذه هي أبرز إجابات سؤال كيف أتعامل مع شخص مكتئب بطرق صحيحة وناجحة؟ فإن كان لديك شخص مكتئب، فعليك أن تبدأ باتباع تلك الطرق كاملة التي تسهل عليك أسلوب التعامل الصحيح، علاوة على إقناعه بالعلاج؛ لذا اتبع تلك الطرق، وكُن حذرًا من بعض الأمور التي نوهنا عنها؛ كي لا تؤثر على المريض بشكل سلبي.