يعاني مريض الوسواس القهري من أعراض قد تستدعي التدخل من قبل الأهل والأصدقاء؛ خاصةً إذا ظهرت بشكل واضح أمام الجميع؛ ليطرأ على الأذهان سؤال؛ كيف أتعامل مع مريض الوسواس القهري، والذي سوف نجيب عنه بالتفصيل في هذا الموضوع؛ لمعرفة طرق التعامل المناسبة.
ما هو مرض الوسواس القهري؟
الوسواس القهري هو عبارة عن اضطراب نفسي له علاقة مباشرة بالقلق حيال الكثير من الأمور بالحياة، وذلك يؤدي إلى التفكير بأشياء غير منطقية؛ مما يدفع المريض إلى تكرار بعض الأعمال والتصرفات قهريًا، وفي الكثير من الأوقات يكون المرضى على علم بأفعالهم غير الطبيعية، وتجاهلهم لها قد يشعرهم بالضيق والتوتر.
أعراض الوسواس القهري
تختلف شدة الأعراض بين الأشخاص المصابين بالوسواس القهري وطبيعتها؛ حيث دائمًا ما تزعجهم تصرفاتهم الوسواسية؛ والتي من أهم أعراضها ما يلي:
- القلق من التلوث.
- الخوف من المرض.
- التوتر والتفكير.
- يخاف المصاب من الأخطاء والفشل.
- في بعض الحالات يرغب المريض بالوسواس القهري بالصراخ.
- سقوط الشعر بشكل متزايد بسبب نزع أو نتف الشعر.
- ظهور الالتهابات بالجلد بسبب استعمال مواد التنظيف بكثرة.
سلوكيات الوسواس القهري المنتشرة
هناك بعض السلوكيات التي تدل على أن الشخص مصاب باضطراب الوسواس القهري؛ ومن أبرزها ما يلي:
- إعادة الوضوء أكثر من مرة.
- غسل اليدين بشكلٕ مبالغ فيه.
- التحقق من بعض الأشياء أكثر من مرة مثل: قفل الباب، أو التأكد من إغلاق الغاز.
- يتجنب بعض المصابين بالوسواس مصافحة الناس خوفًا من التلوث والعدوى.
- العد لعشرة عند فعل أي نشاط في البيت أو خارجه.
- الاستمرار في ترتيب الأدوات الشخصية.
- التركيز على أنواع معينة من الأطعمة.
- عدم التركيز عند التحدث مع الآخرين والتلعثم.
- تكرار الكلام والعبارات أكثر من مرة عند الحديث.
- التمسك والمحافظة على أدوات بلا قيمة.
نصائح لمريض الوسواس القهري
قبل الانتقال إلى الإجابة على سؤال؛ كيف أتعامل مع مريض الوسواس القهري؟ لا بد من تقديم بعض النصائح للمريض؛ فمن خلالها يتمكن من الاستجابة للأهل والأصدقاء لمساعدته.
- الحديث عن المشاعر والأحاسيس مع إنسان مقرب منك أو التعبير عن ذلك؛ بكتابة الروايات والقصص.
- الجلوس مع العائلة والأصدقاء المقربين وقضاء أوقات ممتعة معهم؛ لتحسين العلاقة بينكما.
- السيطرة على المشاكل النفسية، فهي تدفع نحو زيادة أعراض الوسواس القهري؛ وأيضًا يجب ممارسة رياضة الاسترخاء.
- النوم لساعات كافية بما لا يقل عن 7 ساعات يوميًا؛ لاستعادة نشاط الجسم، للتعامل مع الجميع الضغوط.
- تناول الطعام الصحي وعدم الإكثار من الحلويات والسكريات التي تسبب العديد من الأضرار للإنسان.
- الالتزام بالأنشطة الرياضية؛ مثل: السباحة أو المشي أو ركوب الخيل.
بعض المفاهيم الخاطئة حول الوسواس القهري
- المفهوم الخاطئ: إنّ النساء أكثر عرضة للإصابة بالوسواس.
المفهوم الصحيح : هو اضطراب نفسي يتعرض له الذكور والإناث من مختلف الفئات العمرية. - الاعتقاد الخاطئ: مرض الوسواس القهري له علاقة بالنظافة فقط.
الاعتقاد الصحيح: مرض الوسواس لا ينحصر بشيء واحد فقط فحسب؛ بل هو شامل لأمور مختلفة بالحياة.
كيف أتعامل مع مريض الوسواس القهري
إذا كان لديك شخص مصاب باضطراب الوسواس القهري؛ يجب عليك التعامل معه بطرق وخطوات تساعده على التخلص من هذا المرض النفسي؛ ومن أهم هذه الطرق ما يلي:
معرفة أعراض الوسواس والانتباه لها
هناك بعض الأعراض التي تظهر على المصاب دون علمه بها، وتزداد وتتطور مع الوقت لتدفعه نحو فعل أمور غير منطقية؛ لذلك لا يتقبل الناس حوله هذه الأفعال؛ كما أن المريض ينتقد سلوك الأشخاص معه، ويظهر عليه القلق والتوتر الشديد؛ فمن المهم إدراك هذه الأعراض من أجل التعاون معه بصورة جيدة.
الدعم النفسي والمعنوي
مرضى الوسواس القهري هم أكثر حاجة من غيرهم للدعم النفسي من قبل الأهل والأصدقاء والمحيطين به؛ فمن الضروري تقديم الدعم المعنوي والنفسي بأسلوب جيد، فهذا الأمر يترك في نفوسهم أثر إيجابي، ويساعدهم على تخطي هذه المرحلة بسهولة؛ وكذلك يجب أن يشعر المريض بأن المقربين منه؛ كالأهل والأصدقاء يستطيع الاعتماد عليهم في أوقات الشدة، ويتمكن من الحديث معهم حول مشاعره.
توفير مساحات نفسية
لا بد من وجود فترة ومساحة للجلوس مع النفس والابتعاد عن الناس، والمريض بالطبع هو أكثر حاجة لهذه المساحة؛ فمن المهم توفير الأجواء المناسبة له؛ بحيث يكون بعيدا عن المحيطين لحمايته من المشاكل النفسية، وتساهم هذه الفترة في الشفاء من المرض؛ بالأخص عندما يدرك الأصدقاء والأهل مشاعره.
إقناعه بالذهاب إلى الطبيب
لا يمكن للأهل والأصدقاء التعامل مع مريض الوسواس القهري دون التعاون مع الأطباء النفسيين؛ ففي البداية لن يقبل المصاب فكرة الذهاب إلى الطبيب النفسي، هنا يأتي دور الأهل والأصدقاء لإقناع وتشجيع المريض للحصول على العلاج النفسي، والتخلص من هذه الحالة.
الصبر
عندما يتساءل أحدهم كيف أتعامل مع مريض الوسواس القهري؟ فإنه قد يتعجل نتائج مساعدته لمصاب اضطراب الوسواس النفسي؛ فهذا الأمر له تأثير سلبي على المريض وقد يؤخر علاجه؛ بالتأكيد المرض النفسي يحتاج للتحلي بالصبر والتدرج في العلاج.
لا تغضب إذا لم يتقدم الشخص بالعلاج
يجب تقبل مريض الوسواس القهري بجميع حالاته؛ خاصةً عندما تزداد الأعراض؛ فلا تغضب من ذلك، وتقبل الأمر واستمر بمساعدته؛ حتى يتخلص من هذه المرحلة التي يمر بها.
التركيز على اهتمامات أخرى
لا يرغب المصاب بالوسواس القهري بفعل أي نشاط؛ فهو يهتم بهذه الفترة بالوسواس والأفكار التي تمر بخاطره، هنا يأتي دور الأشخاص المقربين للمساهمة في دفعه لممارسة الأنشطة المتنوعة مثل الرياضة.
كيف يتعامل الأهل مع مريض الوسواس القهري
يتعرض الأهل لليأس جراء المحاولات العديدة مع الشخص المصاب، وهذا اليأس والإحباط لا يأتي من فراغ، بل من الاعتقادات الخاطئة عند الأهل؛ مثل ربط هذا المرض النفسي بالجن، لذا هم لا يذهبون بالمريض إلى الأطباء والمختصين النفسيين؛ بل أشخاص ليس لهم علاقة.
هناك اعتقاد آخر بأن المصاب يتمكن من عدم الاستجابة للوسواس القهري؛ لذلك تتولد الخلافات والمشاكل بين المريض والأهل، بالطبع العائلة ليس لها علاقة بما يمر به؛ ولكن طرق التعامل معه قد تزيد من الأعراض عنده؛ وهذا الأمر يعرض الأسرة للتعب والإرهاق.
تكمن المشكلة في عدم علم الأهل بأعراض وأسباب مرض الوسواس القهري، وطرق التعامل مع الشخص عند الإصابة بهذا الاضطراب النفسي، فلا تسأل كيف أتعامل مع مريض الوسواس القهري، وأنت لا تقرأ عنه شيئا، ولا تستشير الطبيب حول طرق التعامل المناسبة لمساعدة المريض؛ فالمعرفة الصحيحة بتفاصيل هذا المرض تدفعك للتعامل معه بصورة صحيحة، وتساعده على تجاوز المرحلة.