صديقان، أحدهما كفيف والآخر مبتور الذراعين، فعلا -على مدار أكثر من 10 سنوات- ما عجز عنه الأصحاء، وهو زراعة كم هائل من الأشجار التي زينت الأراضي الصينية، ليصبحا مصدر إلهام دولة بأكملها.
أصدقاء للبيئة
لم يبخل وينكي، وهايكسيا، بوقتيهما على البيئة يوما، فعلى مدار سنوات طويلة، اعتاد الصديقان الصينيان مفاجأة كل معارفهما، عبر الاستيقاظ في وقت مبكر من أجل بدء يوم جديد من العمل، تمثل في تزيين المنطقة القريبة من منزلهما بآلاف الأشجار، التي لم تحسن البيئة المحيطة بهما فحسب، بل وواجهت خطر تعرض قريتهما “يلي” للفيضانات.
اعتمد الرفيقان كل منهما على الآخر، إذ اعتاد وينكي مبتور الذراعين، إرشاد صديقه الكفيف هايكسيا للطريق للغابة المزروعة بفضلهما، فيما كلف هايكسيا بحمل المطرقة والقضيب المعدني والأدوات المستخدمة في عملهما الملهم.
يصف هايكسيا علاقته بصديقه وينكي: “أنا يديه، وهو عيناي، نحن نشكل فريقا رائعا بكل تأكيد”، الأمر الذي أثبته الرفيقان بزراعة هذا الكم الهائل من الأشجار في القرية الصينية الخضراء.
ضد الإحباط
يقول هايكسيا الذي ولد كفيف العين اليسرى، قبل أن تتعرض عينه اليمنى للعمى في حادث عمل: “كان من الصعب بالنسبة لي أن اعتاد العمى بشكل كامل، إذ غرقت في الاكتئاب نظرا لصغر سن طفلي ومرض زوجتي، في ظل عدم قدرتي على العمل، إلا أن الأمور بدأت تتغير إلى الأفضل مع تطور علاقتي بصديقي وينكي”.
لم يكن وينكي أفضل حالا من صديقه هايكسيا، إذ عانى بتر ذراعيه منذ الصغر، إلا أنه لم يستسلم لليأس ولو لمرة، ما ألهمه وشريكه هايكسيا لفكرة زراعة الأشجار، التي أصبحت مصدر دخلهما الثابت، بعد أن علمت الحكومة الصينية بأمرهما، كما يحكي وينكي: “نعشق البيئة، لذا كان هذا هو العمل المثالي بالنسبة لنا، على الرغم من صعوبته في بادئ الأمر”.
الآن، صار كل من وينكي وهايكسيا من أسباب فخر أهالي قرية يلي الهادئة، التي لم يكتفِ سكانها بمراقبة نجاح الصديقين فحسب، بل دعموهما عبر توفير الأدوات اللازمة وري النباتات والتخلص من الأعشاب الضارة، لتنتقل عدوى الزراعة الملهمة من وينكي وهايكسيا إلى سكان القرية الصينية جميعا.