دراسة حديثة تتوصل إلى علاقة وطيدة بين إحساس الأم بعدم الرضا في العلاقة الزوجية، وبين كثر التحدث مع طفلها الرضيع، فما سر تلك العلاقة؟
حزن الأم والتحدث للابن
تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى تدهور العلاقة الزوجية بين الطرفين، إلا أنه وبعيدا عن تلك الأسباب، يتبين أن إحساس الأم بعدم الرضا ينتج عنه كثرة التحدث مع طفلها الرضيع إن كان ذكرا، وفقا لدراسة حديثة.
توصلت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كامبريدج البريطانية، إلى أن الحزن الذي ينتاب الأمهات بسبب سوء العلاقة مع الأزواج، يؤدي بهن إلى الميل للحديث إلى الطفل الرضيع، فيما لم تكشف الدراسة عن نوعية هذا الحديث، وإن كان سلبيا يميل إلى الشكوى أو إيجابيا يبعث التفاؤل.
تطلبت الدراسة الأخيرة قيام الباحثين من كامبريدج، بدراسة الأوضاع الخاصة بعدد من المتزوجين، بما يشمل ذلك من مدى التفاهم بين الطرفين، ومدى جودة الحديث الدائر بينهما، فيما أرفق بالأطفال في عمر الـ7 أشهر جهاز تسجيل صغير، من أجل معرفة الحديث الذي يتم بين الأبوين وبين الطفل.
الكآبة تزيد الكلام
أوضح الباحثون بعد إجراء الدراسة، أنه كلما زاد الإحساس بعدم الرضا عن العلاقة الزوجية بين الطرفين، كلما زاد الحديث الموجه من الأم لابنها الرضيع، حيث أشاروا إلى أن سوء العلاقة أدى لاستخدام الأمهات نسبة تصل لـ35% من الكلمات، متجاوزة نسبة 20% فقط لدى الأمهات اللاتي يشعرن بأن العلاقة الزوجية لديهن متوسطة الحال.
كذلك أكد الباحثون أن تلك الملاحظة بدت واضحة بين الأمهات والأطفال الرضع من الذكور فقط وليس من الإناث، علما بأنه لم يتم تحديد إن كان محتوى الكلام هنا إيجابيا أم سلبيا.
تكشف الطبيبة إليان فينك، عن رؤيتها بشأن اهتمام الأمهات بالحديث لأبنائهن الرضع، مع سوء العلاقة الزوجية، قائلة: “من الوارد أن تسعى الأم إلى التعويض عن سوء العلاقة مع الزوج، عبر زيادة المجهود والوقت الموجه لرعاية الطفل الرضيع الذكر”، مضيفة: “الغريب هنا أن سعي الأمهات يكون في اتجاه الذكور فحسب، ربما يشعرن بأن الإناث نسخة مكررة منهن، لا من الأزواج مثلما الحال بالنسبة للأبناء الذكور”.