يدرك الكثيرون أهمية النوم العضوية والنفسية، حيث يمكن للنوم المريح أن يساهم في تحسين المزاج وزيادة التركيز، بدرجة تزيد من فرص نجاحه على كافة الأصعدة، إلا أن الأمر لا يقتصر على عدد ساعات النوم أو مدى الراحة فقط، بل يمتد إلى وضعية النوم التي تؤثر على الأجر وفقا لإحدى الدراسات.
وضعية النوم تكشف عن الأجر
ربما يبدو الأمر جنونيا، ولكن هذا ما توصل إليه الباحثون من مؤسسة أون باي المختصة بعالم الأثاث، حيث أدرك الخبراء بعد دراسة طويلة شارك فيها الآلاف من الموظفين في مجالات مختلفة، أن وضعية النوم لها تأثير خفي على الأجر الذي يحصل عليه كل شخص.
أوضحت الدراسة التي خضع لها تحديدا 5438 موظفا، أن وضعية النوم الخاصة بالعاملين الذين يحصلون على أقل الأجور تبدو مختلفة عن الوضعية التي يعتمد عليها الموظفين أصحاب الأجور الأعلى.
الأجور الأعلى والأقل
وجد الخبراء أن وضعية النوم التي ترتبط بأقل الأجور، هي تلك الممثلة في وضعية الجنين، والتي تشهد قيام الشخص بالنوم مثل الجنين في الرحم، أي النوم على أحد الجانبين مع رفع الرجلين للصدر، وهي الوضعية التي تبدو طبيعية لكنها ترتبط وفقا للدراسة الأخيرة بالموظفين الذين يحصدون أقل الأجور.
يأتي في المرتبة قبل الأخيرة من حيث الأجور، هؤلاء ممن يفضلون النوم أثناء احتضان الوسادة، الأمر الذي أثار التساؤلات بشأن العلاقة بين وضعية النوم والأجور، لكنه لم يجد تفسيرا مؤكدا حتى الآن.
على الجانب الأخر، توصل الباحثون إلى أن وضعية النوم الخاصة بأصحاب أعلى الأجور، هي تلك التي تشهد الاستلقاء على البطن، وهي الوضعية غير الصحية مقارنة بالوضعيات الأخرى على كل حال.
كذلك ارتبطت وضعية النوم على الظهر بالأجور العليا، متفوقة على أغلب الوضعيات الأخرى، إلا أن الأمر لم يقتصر أيضا على وضعية النوم وفقا للخبراء، الذين اكتشفوا أن أصحاب أعلى الأجور يحصلون على فترات نوم تتفوق على الآخرين بنحو 22 دقيقة، على الرغم من أنهم يستفيقون من النوم مبكرا عنهم بنحو 14 دقيقة، ليكشف ذلك عن علاقة أخرى إيجابية بين النجاح والاستيقاظ المبكر.
أهمية النوم المبكر
بشكل عام، يشدد خبراء الصحة دائما على أهمية النوم المبكر وفي مواعيد ثابتة، حيث ربط العلماء بين النوم في العاشرة مساء، وبين الحصول على عدد من الفوائد، من بينها الحصول على الاسترخاء المطلوب من النوم، دون المعاناة من الأفكار السلبية قبل الاستغراق فيه.
كذلك بدا النوم مبكرا وفي مواعيد ثابتة لا تتجاوز العاشرة مساء، ضروريا من أجل تحسين شكل الجسم، بل وزيادة الطاقة والنشاط، والسر في زيادة إفراز هرمونات النمو خلال هذا التوقيت من الليل، ليصبح الاستيقاظ في حالة من الانتعاش ممكنا في تلك الحالة، وهو الأمر المؤثر بالإيجاب دون شك على فرص تحقيق النجاح في العمل أو الدراسة.
لم يتجاهل الخبراء أيضا خطورة النوم في مواعيد متأخرة وغير منضبطة، حيث ترتبط بزيادة إفراز هرمون الكورتيزول المعروف باسم هرمون التوتر، ليصبح النوم المبكر وسيلة الوقاية الأضمن من القلق.
في كل الأحوال، وسواء كنت تلجأ إلى وضعية النوم المعروفة بطريقة الجنين، أو تستلقي على ظهرك أو بطنك، فإن المطلوب هو الحرص على النوم في مواعيد منتظمة، مع تجنب السهر قدر الإمكان، لتضمن حينها التمتع بحالة نفسية وجسدية جيدة، تأتي بنتائجها الإيجابية فيما بعد على النجاح العملي والوصول لأعلى الأجور.